الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

انقسام السودان إلى دولتين يضع الجزائر أمام تحديات خطيرة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل – وكالات: تحوّلت الجزائر بانقسام السودان إلى دولتين، إلى أكبر دولة عربية وإفريقية مساحة، وورثت بذلك عبئا إضافيا وتحديات خطيرة أمام القوى المتربصة تضاف إلى تحديات سابقة لا تزال تعيش تداعياتها إلى الآن بعد مرور 18 عاما على سقوطها في أتون أزمة أمنية مدمرة تسببت في زعزعة استقرار البلد سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا. وقال رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الجزائري عبدالحميد سي عفيف ليونايتد برس انترناشونال تعليقا على انقسام السودان إن بلاده حتما تتخوف من عواقب الانقسامات بالرغم من احترامها لسيادة الدول لأن مثل هذه الانقسامات "قد تندرج ضمن سياسة غير معلن عنها تبدأ من السودان وتصل إلى أقصى غرب إفريقيا" أي دول الساحل ومن ضمنها الجزائر. ويسود في الجزائر تخوف وتوجس من بعض التحركات التي قد تؤدي إلى إجهاض عودتها بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية بعدما ساد فيها استقرار أمني وسياسي متقدمين فضلا عن إطلاقها لمشاريع تنمية ضخمة بفضل عوائدها النفطية الكبيرة. وتحتل الجزائر موقعا استراتيجيا في المنطقة المتوسطية كأكبر بلد، بمساحة إجمالية تقدر ب 2381741 كيلومترا مربعا وشريط ساحلي طوله 1200 كيلومتر، وتعداد سكاني يبلغ 36 مليون نسمة يدينون بالإسلام السني بنسبة 99.9 بالمئة. كما تعد بلدا نفطيا بامتياز بحيث تصنف في المرتبة الثامنة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي في العالم، وهي رابع مصدر له عالميا، وتحتل المركز الـ14 من حيث احتياطي النفط. وتعددت في الآونة الأخيرة تحذيرات الساسة الجزائريين من الوضع القائم في الساحل الإفريقي مع انتشار حالة من الفوضى الأمنية على الحدود الجنوبية الصحراوية للجزائر. وقال وزير الدولة عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إن الجزائر "لا تنظر بعين الرضا إلى وجود أجانب (قوات غربية) على حدودنا الجنوبية لأن ذلك سيؤدي إلى مقاومتهم من طرف بعض الجماعات، ويتسبب ذلك في اضطراب الوضع على حدودنا الجنوبية"، وذلك في إشارة إلى تدخل القوى الكبرى في المنطقة بداعي محاربة تنظيم القاعدة. ولفت عبد الحميد سي عفيف إلى وجود "سياسات واستراتيجيات تضعها بعض الدول القوية، إلا أن الجزائر على قدر من الحذر واليقظة ولديها العزيمة والقوة لمنع أي استهداف لها وتحرص بكل ما أوتيت من قوة على الدفاع عن وحدتها الترابية". وفي هذا الصدد، نبه المدير العام السابق بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب في الجزائر، الدكتور إلياس بوكراع، في محاضرة ألقاها مؤخرا الى ان ما يحدث في دارفور في السودان مرشح للتكرار، "والأمر برمته يشكل تمهيدا لسيناريو ماكر جار حبكه". وأشار الى ان "ما يحدث في منطقة الساحل يستهدف الجزائر لأنها بلد له قدرة على تجميع جهود جميع دول المنطقة، والنأي بها عن مساومات الغرب لتقديم تنازلات إضافية.. بخصوص الثروات الباطنية والموارد الطاقوية على غرار البترول والغاز واليورانيوم والذهب". وشدّد بوكراع على أن "الخطر الأكبر يكمن في تخطيط الغرب لتنفيذ تقسيمات استعمارية جديدة تطال منطقة الساحل ومن ورائها القارة السمراء، وهو (الغرب) يبحث لجعل منطقة الساحل معسكرا واسعا للجهاديين على منوال النموذج الباكستاني-الأفغاني، مع العمل على تحويل المنطقة إلى مرتع للجريمة المنظمة، وتركها مسرحا دائما لمواجهات وحروب بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية". ونفى سيد عفيف تشابه الحالة السودانية بالحالة الجزائرية "بالرغم من محاولات البعض زعزعة استقرار الجزائر لكننا نتصدى لكل المحاولات". إلا أن الدكتور إسماعيل معراف مستشار المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية اعتبر أن الحالتين متشابهتين. وقال معراف ليونايتد برس انترناشونال إن الشبه بين البلدين يكمن في سيطرة المؤسسة العسكرية على الحكم والدولة قائمة على أشخاص وليس على مؤسسات قوية. وأوضح انه "في السودان يستفرد عمر البشير بالحكم منذ 20 عاما ونفس الشيء في الجزائر، أي ليس هناك تداول على السلطة، مع وجود تشابه في المواقف القومية مثل قضية فلسطين فضلا عن أن الأنظمة مسكونة بالتحديات والمؤامرات والاستهداف". واعتبر أن الجزائر "دفعت ثمن مواقفها القومية إلى جانب القضايا العربية والتحررية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين من خلال الإيقاع بها في مستنقع الإرهاب، وبالطبع بعد انقسام السودان فإن الضغوط ستزيد على الجزائر". وتواجه الجزائر أيضا تهديدين آخرين، الأول تمثله ما يسمى بحركة القبائل الحرة، التي تضم مجموعة من الناشطين الذين يتخذون من فرنسا منطلقا للدفاع عن مشروع منح الحكم الذاتي لمنطقة القبائل الواقعة شرق البلاد والتي تقطنها غالبية من البربر. إلا أن هذه الحركة ضعيفة في المنطقة نفسها ويقف ضدها الحزبان القويان هناك وهما جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت أحمد والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بزعامة سعيد سعدي. أما التهديد الثاني فتمثله حركة الأزواد في أقصى جنوب الجزائر في الصحراء، والتي كانت تمثل مجموعة من قبائل الطوارق، وهدفها إقامة دولة للطوارق في المنطقة بدعم من فرنسا، إلا أن الجزائر تمكنت من إفشال هذا المخطط في مهده. وقال معراف "الآن نحن مستهدفون في العلن لأن إمكانات الجزائر كبيرة"، إلا انه أقر بأن بوتفليقة "ديبلوماسي محنك لا يجهر بأفكاره ويحسن التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وإلا لما كنا خرجنا من العزلة الدولية التي كنا فيها خلال سنوات الإرهاب". اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook