تواصل - عبدالرحمن المحمادي:
لم يستسلم المواطن خالد الحربي لمصاعب الحياة ولم ينتظر فرصة العمل الحكومية للبحث عن الرزق، ولكنه سارع في إيجاد عمل يكسب منه قوت يومه، عن طريق استخدام سيارته الخاصة في بيع الخضروات والفاكهة في شوارع مكة المكرمة.
يروي "الحربي" لـ"تواصل" قصة عمله اليومي التي تبدأ من بعد صلاة الفجر وحتى غروب الشمس والمضايقات التي يتعرض لها من جانب الدوريات الأمنية والبلديات التي تعترض طريقه كثيراً وتعطل عمله في بعض الأحيان وتضيع عليه المكسب الوفير في اليوم.
ويقول المواطن الذي يكافح من أجل لقمة العيش: إنني "اضطررت للعمل في مجال بيع الخضروات والفاكهة لتوفير لقمة العيش لي وأبنائي، ولتوفير إيجار المنزل الذي يكلفني سنوياً 24 ألف ريال، وهذا أقل إيجار في مكة، وهذا يلزمني العمل بالنهار والليل لتوفيره".
وأضاف "الحربي": أنه "بالرغم من أن قرار السعودة طبق في المملكة منذ أعوام، لكن آلية المراقبة غير فعالة، فغالبية العربات في الشوارع تقع تحت سيطرة العمالة الأجنبية وتضييق الخناق علي، ولكني أذهب في كل مرة إلى شارع آخر لكي اتجنب المضايقات من قبل العمالة الأجنبية".
وأوضح أنه يعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات، لكن غلاء المعيشة والإيجارات تضعه أحياناً في مشاكل عندما لا يكون مردود بيع الخضار والفواكه جيداً، ولكنه قال بنبرة مملؤوة بالرضا: "لكن هذا رزقي واتحمل كل الصعاب والمشاكل".
وعبّر "الحربي" عن استيائه من عدم تحرك الجهات المسؤولة لحل مشكلة بيع العمالة الأجنبية على مرأى ومسمع منهم، متسائلاً: "لماذا لا يكون التضييق إلا على المواطن ويجد الأجنبي عادة أنواع من المحاباة والامبالة في تطبيق القوانين؟".
وتابع المواطن: أنه "بحث عن عمل منذ زمن بعيد إلا أنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة"، مشيراً إلى أن تلك الظروف دفعته بأن يقوم ببيع الخضروات في الطرقات.
وأردف قائلاً: إن "الحاجة هي التي دفعتنا للوقوف طويلاً في عز الحر والسموم والعمل 16 ساعة للبحث عن لقمة عيش نصرف بها على أسرنا وإلاّ لما بقينا في منازلنا تحت التكييف البارد".
وفي نهاية حديث "تواصل" مع المواطن خالد الحربي، لاحظنا موقفاً إنسانياً من المواطن المكافح وهو يعطي عمال نظافة في الشارع فاكهة وخضروات بالمجان.