دعوة الصائم لها شأن عند الله.. وحينما كتب الله علينا الصوم جاء ذلك مقروناً بالحث على الدعاء .
فقد وردت آية الدعاء {وإذا سألك عبادي عني ... الآية} في سياق آيات الصوم {يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام... الآيات} .
وهذا السياق البديع فيه إشارة لشأن الدعاء حال الصيام.. وفيه تنبيه لطيف بأن دعاء الصائم من الدعاء المجاب كما قال عز وجل: {أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
وأوصيك بوقتين عظيمين للدعاء: لحظات الإفطار.. لحظات الأسحار.
أما لحظات الإفطار فقد جاءت أحاديث في إجابة دعوة الصائم وفي بعضها (عند فطره) وفي سندها كلام.. وبكل حال هو موطن عبادة يستحب فيه مطلق الدعاء دون تقييد.
وأما لحظات الأسحار فهي الدقائق الغالية التي يكون فيها وقت النزول الإلهي الذي يستجيب الله فيه لعباده. وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الأخير فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» رواه الترمذي بسند صحيح.
كيف ندعو؟.. للدعاء آداب أجملتها آيتا الأعراف {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين.. ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين}.
فإذا أردت أن تدعو ربك فالزم التوحيد والإخلاص لله.. والإخبات والتضرع.. ولاتستعجل الإجابة.. والسنة أن تثني على الله تعالى أولاً، ثم تصلي على النبي، ثم تدعو بمسألتك.. تدعو لنفسك ووالديك وأهلك وأحبابك ، ولا تنس إخوانك المسلمين والمستضعفين في دعائك.
أسأل الله أن يتقبل مني ومنكم دعواتنا وسائر أعمالنا.
