الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العالم أجمع ينتظر محاكمة الرئيس المصري السابق مبارك

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
أحمد رحيم – وكالات الأنباء: بعد ثلاثة عقود متتالية من حكم مصر بلا منازع سيمثل اليوم الأربعاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في سابقة من نوعها في تاريخ مصر والمنطقة، أمام محكمة جنايات القاهرة حيث يواجه تهم التحريض على القتل وإصدار أوامر بقتل متظاهرين خلال الثورة المصرية. وسيرافقه في قفص الاتهام نجلاه بنفس التهم التي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقا. وزارة الداخلية المصرية تؤكد نقل حسني مبارك بطائرة عسكرية من شرم الشيخ لمقر المحكمة في آخر خطاب له إلى الأمة كرئيس تعهد حسني مبارك بأنه لن يغادر مصر وأنه سيموت ويدفن في ترابها. لكن ربما يكون وتبدأ غدا الأربعاء محاكمة الرئيس المصري السابق بالتآمر لقتل متظاهرين شاركوا في الإطاحة به في 11 فبراير شباط بعد 30 عاما قضاها في الحكم. وإذا أدين يواجه الإعدام رغم أن قليلين يتوقعون تلك النتيجة التي يريدها بعض المحتجين. وكمؤشر على التغيير الذي اجتاح مصر أقيمت قاعة المحكمة في أكاديمية الشرطة في ضواحي القاهرة التي كانت تسمى أكاديمية مبارك للأمن وكان اسمها السابق مكتوبا بكتل من الأسمنت المسلح لكن الاسم أذيل لاحقا. وسوف يكون لمحاكمة الرجل الذي صور نفسه زعيما للعالم العربي آثار خارج حدود مصر وسيتردد صداها في منطقة يواجه فيها قادة آخرون طال بهم المقام في الحكم تحديات غير مسبوقة من محتجين أو حركات تمرد مسلحة. وقال مبارك في الخطاب الذي وجهه في العاشر من فبراير بينما وضع رابطة العنق السوداء التي وضعها منذ وفاة حفيده عام 2009 إن مصر "ستظل بلدا عزيزا لا يفارقني أو أفارقه حتى يوارينى ترابه وثراه ." وفي اليوم التالي تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يرأسه مبارك السلطة وانتقل خلسة إلى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر وسط ابتهاج المحتجين في الشوارع. ومنذ أبريل نيسان يرقد مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي. وقال مصدر مقرب منه الأسبوع الماضي إن محاميه سيبلغ القاضي بأن مبارك مريض بشدة ولا يمكنه حضور الجلسة. وإذا ظهر مبارك في قفص الاتهام فسيكون أول رئيس عربي يحاكم بعد انتفاضة من انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت من قبل بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر إلى السعودية في يناير كانون الثاني. وإذا لم يمثل أمام المحكمة فإن ذلك سيكون سببا لغضب المحتجين الذين يريدون أن يروه في قفص الاتهام. ويتهمه المحتجون بحكم مصر كإقطاعية شخصية مما سمح لأسرته وحلفائه بالتربح بينما قطاعات واسعة من الشعب تعاني من فقر مدقع. كما يتهمه المحتجون بضرب المعارضة بيد من حديد. وقدم مبارك نفسه دائما في شكل أبوي وحارس للأمة وهو أمر أثار الاستياء العام على نحو متزايد. وزاد الغضب اشتعالا التقارير عن أن مبارك يعد ابنه الأصغر جمال لخلافته. وفي أيامه الأخيرة في الحكم صار نقل السلطة إلى جمال مستبعدا لكن مبارك لم يتخل مطلقا عن أسلوبه الأبوي. وقال في الخطاب الأخير له "إنني عشت من أجل هذا الوطن حافظا لمسؤوليته وأمانته وستظل مصر هي الباقية فوق الأشخاص وفوق الجميع." وحتى يوم 25 يناير الذي شهد اندلاع الاحتجاجات بقوة فاجأت حتى بعض منظميها كان مبارك يشبه قوة لا يمكن زحزحتها. وراجت المزح عن عمره المديد. لكن بعد 18 يوما ولم يكن مبارك القائد العربي الوحيد الذي سقط لكن سقوط قائد أكثر الدول العربية سكانا والذي كان شخصية محورية في السياسة العربية كان مدويا أكثر. ولم يكن ينظر الى مبارك دائما على أنه الزعيم الذي سيبقى طويلا في السلطة. فقد وصل قائد القوات الجوية السابق الى الحكم بعد اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص إسلاميين عام 1981 خلال عرض عسكري. وفي ذلك الوقت قال كثيرون إنهم لا يتصورون أن مبارك سيعمر طويلا في الحكم. وفي منتصف الثمانينات تمرد جنود قوات الأمن المركزي الذين كانوا يشكون من سوء المعاملة من جانب قادتهم في القاهرة. وأرسل مبارك الجيش لإخماد تمردهم. وفي التسعينات أخمدت قوات الأمن تمردا لإسلاميين. وظل الإسلاميون هدفا خلال رئاسة مبارك. وكانت حكومته تشير إليهم باعتبارهم البديل إذا ترك مبارك الحكم في مسعى للحصول على دعم الولايات المتحدة والغرب حيث عبر سياسيون عن القلق من وجود إيران أخرى أو غزة بقيادة حماس على نطاق أوسع في الشرق الأوسط. ومع ذلك فإنه عند نزول المحتجين إلى الشوارع لم يكن قادتهم من الإخوان المسلمين أكثر الجماعات السياسية تنظيما بل الشباب الماهر في استخدام الإنترنت الذين جعلوا الوطنية قيمة أعلى من الدين. وحتى ذلك الوقت لم يغير مبارك موقفه. وفي مقابلة تلفزيونية في الولايات المتحدة وجه اللوم إلى الإخوان المسلمين. وفي واحد من آخر خطاباته تحدث عن الاختيار بين الفوضى والاستقرار مؤكدا أنه مع الاختيار الأخير. وبإمكان مؤيديه أن ينسبوا له إعادة الاسقرار إلى مصر بعد اغتيال السادات برصاص الإسلاميين وأن مصر لم تدخل حروبا في عهده وأنه أعاد العلاقات مع العالم العربي بعد معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 وأنه بعد تأجيلات طويلة فتح الاقتصاد لدفع النمو. واشتد عود الاقتصاد في السنوات القليلة الماضية واجتاز الأزمة المالية العالمية بقليل من الخسائر. لكن المصريين العاديين قالوا إن الازدهار كان ثقيل الوطأة عليهم حتى قبل أن تتسبب الأزمة في كبح النمو. وقالوا إن الازدهار ملأ جيوب صفوة ثرية من خلال بيع الأراضي والمصانع المملوكة للدولة بأثمان رخيصة بينما ترك الآخرين يعانون من الفقر. وكان مبارك يعبر دائما وبقوة عن ثقته بإنجازاته التي لم يشك يوما فيها مما جعله بعيدا عن الشعور بالكراهية الشعبية التي كانت تتراكم ضده خلال 30 عاما. وعلى الرغم من أنه سمح للمجموعة الوزارية الاقتصادية التي أدارها ابنه بفتح الاقتصاد رفض بشدة أي انفتاح سياسي. وقال عام 2004 "لا أحد يتصور أننا يمكن أن نضغط على زر فتأتي الحريات. خلاف ذلك ستؤدي إلى الفوضى وسيكون هذا خطرا على الشعب." وبعد عام أشار الى تحديات إدارة دولة تشهد تزايدا مستمرا في عدد السكان غالبيتهم من الشباب وقال "حكم مصر مش (ليس) نزهة. ليس شيئا سهلا." وبشكل اعتيادي زورت الانتخابات لمصلحة الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يرأسه. وقالت المنظمات التي تراقب حقوق الإنسان إن انتخابات مجلس الشعب عام 2010 كانت مثالا فظا على التزوير لأنها تقريبا لم تسمح بمقاعد للمعارضة. وكانت تلك الانتخابات سببا في الغضب الذي أطاح به. كانت بدايات مبارك متواضعة. فقد ولد في الرابع من مايو أيار عام 1928 في قرية كفر مصيلحة في دلتا النيل والتحق بالكلية الحربية عام 1947 ثم التحق بالسلاح الجوي. وقاد قاذفات القنابل وأصبح قائدا للقوات الجوية في حرب أكتوبر تشرين الأول عام 1973 مع إسرائيل. وعينه السادات نائبا للرئيس. لكن حين صار رئيسا ترك منصب نائب الرئيس شاغرا حتى أيامه ألأخيرة في الحكم حين عين مدير المخابرات عمر سليمان في المنصب لكن الوقت كان قد فات وفشلت هذه الخطوة الصغيرة في وقف الاحتجاجات. وكان مبارك هدفا للعديد من محاولات الاغتيال أثناء رئاسته من بينها المحاولة التي استهدفت موكبه في أديس ابابا عام 1995. ومنذ التسعينات جعل مبارك من نفسه راعيا لعملية السلام في الشرق الأوسط وتوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل وبين الفصائل الفلسطينية المتصارعة سعيا إلى تسوية بينها. ويقول منتقدوه العرب إنه أعطى وزنا كبيرا جدا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية على حساب الفلسطينيين العاديين. وواكب حملة الرئيس الأمريكي جورج بوش القصيرة من أجل الديمقراطية في العالم العربي وقرر إجراء انتخابات رئاسية تنافسية للمرة الأولى عام 2005 والتي فاز فيها على نحو لم يكن مفاجأة لأحد. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook