الأحد، 26 شوال 1445 ، 05 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الشيخ صالح بن حميد: وسائل الإعلام صرفت المبتلى عن تقديم الإحسان

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أحمد العبد اله – متابعات:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله وحذرهم من الفتن وكل ما يصرفهم عن طريق الصواب .اضافة اعلان
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام إن من منّة الله على أهل الإسلام أن وحّد لهم مصدر التلقي فلا تذبذب ولا اضطراب في تلقي حقائق العقائد والأحكام وسبل الهدى ، فالمصدر هو الوحي المعصوم الثابت بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأضاف يقول إن من معالم الهدى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين يخبرنا عن حلول الفتن واضطراب الأحوال وأنباء الهرج والمرج وحوادث آخر الزمان وأشراط الساعة فليس من أجل التخويف والإنذار وحده ، ولا لمجرد الإخبار باقتراب آخر الزمان ، بل لأجل الاشتغال بالعمل وبذل مزيد من الصالحات .
ودعا إلى التأمل فيما تفعله وسائل الإعلام في صرف الناس وانشغالهم بمتابعتها ليلا ونهارا ، يشغل بها المبتلى نفسه وفكره وأصحابه في تحليلات وتعليلات وتخيلات وهو ليس فيها من قبيل ولا دبير ، متسائلا هل هذا خير أم انصراف المرء إلى الإحسان في عمله ومسؤولياته المؤتمن عليها والمسؤول عنها والمحاسب عليها .
وأكد أن العبادة في أزمان الفتن تتجلى في البناء والاشتغال بالعمل الصالح والعبادة والإصلاح ونصرة الدين وجمع الكلمة والتحذير من الفرقة في أبواب من عمل الخير وأنواع من العبادات الواسعة المفتوحة من صلوات وصدقات وصيام وحج وعمرة وزيارة وإحسان في المعاملات وصدق في العلاقات وصفاء في القلوب وحب في الخير والنصح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر .
وأورد أن من معالم الهدى أن لا تربط كل حادثة كبرى أو نازلة عامة أو واقعة غريبة بنص شرعي أو خبر سمعي ، فقد تحصل الواقعة وتنزل النازلة ولا يقابلها نص ، وقد يرد النص ولم يقع تأويله بعد ، وقد حدثت في تاريخ الأمة الطويل أحداث جسام وواقعات عظام لم يتكلف السلف بمقابلتها بالنصوص وإنما المطلوب العمل والأخذ بالأسباب ومدافعة الأقدار بالأقدار وحفظ الدين وحماية أهل الإسلام وأخذ الحيطة والحذر.
وأضاف يقول // وإن من معالم الهدى الثقة بأهل العلم وتقديرهم والعلم بأن براءة الذمة وسلامة الدين تحصل بالرجوع إليهم وسؤالهم فيجب توقيرهم وحفظ حقوقهم وتجنب الانتقاص من أقدارهم أو الحط من منازلهم ومقاماتهم وإن كانوا غير معصومين مشيرا إلى أن مما يحفظ حقهم البعد عن مجالس الجدال والوقيعة وبخاصة في أوقات الفتن التي يكثر فيها القيل والقال وقال // وأي فتنة أشد من أن ينتقص الناس من علمائهم والراسخين منهم والربانيين ليعجب كل ذي رأي برأيه فيشمر عن ساعده ويحسر عن ساقه ليقول ها أنا ذا ، لا يلتفت بعضهم إلى بعض ولا يرى بعضهم لبعضهم حقا ولا منزلة ولا علما ولا رأيا ، يتقدم الأصاغر على الأكابر ، كلهم يزعم أنه المتكلم في مصالح الأمة وأنه الذي يفهم واقعها ، وكلهم يرى أنه الأحق ليقود السفينة ، ناهيكم بالمتعجلين المتكلفين ممن لا يراعون الأصول وضبط القواعد .
وأوضح الدكتور صالح بن حميد أن حقيقة الفتنة هي كل ما يكشفه الابتلاء والامتحان ويتبين به حال المسلم من خير أو شر أو خوف أو امن أو ثبات أو اضطراب ، مبينا أن الفتن تنشأ من فهم فاسد أو نقل كاذب أو غرض منحرف أو هوى متبع ، والفتن يقع فيها ضعيف البصيرة قليل العلم لا سيما إذا اقترن بذلك سوء القصد وغلبة الهوى ، فهنا الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى .
وأردف أمام وخطيب المسجد الحرام أن من معالم الهدى في أجواء الفتن السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف ولزوم جماعة المسلمين والاجتماع على الدين والحذر من الفرقة وشق صف الأمة ، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب ، وأكثر ما تتجلى عوامل الفرقة في أجواء الفتن والاضطراب في مسلكين هما البغي وسوء التأويل ، أما البغي فبمجاوزة الشرع ، وأما سوء التأويل فبتفسير من غير مستند شرعي صحيح .
وأوصى الشيخ صالح بن حميد المسلمين في ختام خطبته بالإخلاص والإحسان والنصح والصدق وترك ما يريب والتثبت فيما يسمع وينقل وعدم الاغترار بالكثرة في الموافقة والمخالفة والحذر الحذر من الاندفاع والحماس غير المنضبط مع لزوم الرفق والأناة والصبر وحفظ اللسان وصدق اللجوء الى الله والتوبة والإنابة والدعاء والاستغفار وحسن التوكل والاعتصام بالكتاب والسنة ، والعلم أن الصبر في الأزمات والحلم في النكبات والتثبت إذا ترادفت الضوائق والأناة إذا تكاثرت العوائق ، كل اؤلئك فرسان بإذن الله لا تكبوا وصوارم لا تنبوا وجنود لا تهزم وحصون لا تهدم واستجماع ذلك كله بعون الله لا تزيغ معه الأبصار ولا تطيش به الأحلام ولا تضل فيه الافهام بل تتبين الأمور بحقائقها والأحداث بدوافعها.


وفي المدينة المنورة عدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة جمعة اليوم منقب رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقال // إن الله سبحانه وتعالى كرم بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا واجتبا منهم من خصهم بالنبوة والرسالة واصطفى من أولئك أفضلهم نبينا محمد بن عبدالله صفوة بني هاشم وهاشم خيار قريش ، فهو خيار من خيار اختاره الله لهذه الأمة لهدايتها الى دين الله وقويم سراطه المستقيم ، فكانت حياته عليه الصلاة والسلام عبادة وشكر ودعوة وحلم وابتلاء وصبر ، فحلّ فيها بخلق سام وفأل محمود ، شمائله عطرة وسيرته حافلة بالخير لأمته ، فما من خير إلا رغب فيه وما من شر إلا حذر منه ، قضى قريبا من نصف عمره يدعو لأمر واحد هو أعظم أمر أمر الله به ، من لم يستجب له فيه خلده الله في النار وحرم الجنة عليه ، افتتح رسالته به ، وقام على جبل الصفا وقال لقريش (قولوا لا اله إلا الله تفلحون ) .
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن الرسول عليه الصلاة والسلام كثير التعبد لله قام بالطاعات والعبادات خير قيام ، قدماه تتشقق من طول القيام ، في ركعة واحدة قرأ سورة البقرة وال عمران والنساء ، وكان جميل الصوت في تلاوة القرآن ، وكان خاشعا لله ، يصلي وفي صدرة أزيز كأزيز النرجه من البكاء ، ولسانه لا يفتر عن ذكر الله.
وبين فضيلته أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب الصلاة ويوصي بها ، كما كان يحث صغار الصحابة على نوافل الصلوات، وكان يقينه بالله عظيم ، موقن بأن كلام الله فيه شفاء ، إذا مرض يرقى نفسه بكلام الله ، معظماً للرسل من قبله وناهيا عن إطرائه وتعظيمه، كما انه كان يدعو كل أحد إلى هذا الدين ولو كان المدعو صغيرا ، يتواضع للصغير ويغرس في قلبه العقيدة ، يلتطف في تعليم صحابته ويظهر ما في قلبه من حبه لهم ، لا يعنف ولا يتكبر ، بل صدره منشرح ، وكان عليه الصلاة والسلام رفيقا بالشباب مشفق عليهم ، دمث الأخلاق ، ليس بفاحش ولا متفحش في الألفاظ ، وحياؤه أشد من العذراء في خدرها ، عف اليد لم يضرب أحدا في حياته ، طلق الوجه ، واصل لرحمه ، صادق في حديثه ، قاض لحوائج المكروبين ، بار بوالدته ، زار قبرها وبكي وأبكى من حوله .
ومضى الشيخ القاسم قائلا: أنه عليه الصلاة والسلام كان يوصي ويحث على حسن الجوار ، رقيق القلب ، رفيق بمن تحته ، رحيم بالضعفاء والمرضى ، روؤف بالناس ، شديد الحلم ، وكان عليه الصلاة والسلام كثير البذل والعطاء ، لا يرد سائلا ولا محتاجا ، كريم اليد ، واسع الجود ، طيب لا يأكل إلا طيبا ، يتوارى عن أي شبهة في المطعم أو المشرب ، وكان يجل صحابته ويعظم مكانتهم وإن كانوا حديثي السن، وإذا مرض أحدهم عاده وحزن لمصابه ، وفيا مع صحابته ، لم ينس فضلهم وإيثارهم ، آخر يوم صعد فيه المنبر قال عليه السلام ( أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ).
وأضاف فضيلته أنه عليه الصلاة والسلام حفظ لخديجة مواقفها العظيمة وبذلها السخي وعقلها الراجح فكان يذكرها بالخير بعد وفاتها ويصل أقربائها ويحسن إلى صديقاتها ، وأمر بسد كل خوخه من البيت يفتح على المسجد النبوي سوى باب أبي بكر رضي الله عنه وفاء له ، كان جميل المعشر مع أهله ، متلطفا معهم ، فإذا دخل بيته يكون في مهنتهم ، وإذا حظرت الصلاة خرج إليها ، مع أولاده وأحفاده كان مكرما لهم ، إذا دخلت ابنته فاطمة يقوم لها ويأخذ بيدها ويجلسها في مكانه الذي كان يجلس فيه ، وكان يضع الحسن على عاتقه ويقول(اللهم إني أحبه فأحبه ) وخرج على صحابته وبنت ابنته أمامه على عاتقه فصلى بها وإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها ).
وبين أمام وخطيب المسجد النبوي إن الرسول عليه الصلاة والسلام ذاق من الحياة مرّها وربط على بطنه حجرا من الجوع ، لقي من المحن والشدائد أشقها ، نشأ يتيما واخرج من بلده وحوصر في الشعب ثلاث سنين .
ووجه الشيخ القاسم حديثه للمصلين بقوله أن نبينا عليه الصلاة والسلام قد أدى أمانة الرسالة ونصح لأمته ، ومن وفاء أمته له حبه وأداء حقوقه من الإيمان به والتصديق بما جاء به وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، ومن أصول الشهادة له بالرسالة إلا يعبد الله إلا بما شرع ، ومن محبته قراءة سيرته ومعرفة هديه في كل حين ونشر دعوته في الآفاق ، وان يدعو المسلم لما دعا إليه من التوحيد وأوامر الدين ومحاسنه وفضائله ، ومن جعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوته في عباداته ومعاملاته نال الفلاح والرضى.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook