الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المسؤولية.. محاضرة نسائية للدكتورة رقية المحارب في ملتقى خير أمة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل – متابعات: ما أحوجنا لمن تحدثنا عن المسؤولية التي حفظناها لفظاً ولم نلتزم بها معناً، لقاء اليوم الذي أقيم ضمن ملتقى خير أمة الثالث كان للدكتورة رقية المحارب " المشرفة العامة على موقع لها أون لاين" تحت عنوان "المسؤولية" تقول الدكتورة رقية المحارب إن المسؤولية قيمة من قيم الإنسان، وهي القيمة التي فطره الله عليها يقول الله تعالى: (إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، فحمل الإنسان هذه القيمة العظيمة وهي أول قيمة سيسأل عنها. وبينت المحارب أن المسؤولية في الاصطلاح يراد بها الشعور بأداء الواجب والإخلاص بالعمل، وبالإضافة إلى الإقرار لابد من تحمل تبعات هذا الإقرار. وأكدت المحارب أن أعظم مسؤولية وأهمها؛ مسؤولية العبد أمام خالقه، حيث أن الله لما خلقه أخذ منه الميثاق حاملاً للمسؤولية؛ مسؤولية التكليف، فقد جعل الله للإنسان شرائع يتعبد بها فإن أتى بها جاء بالمسؤولية التامة وهذا معنى الآية:( إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ) مبينة أنها تعم جميع وظائف الدين، وأن حمل هذه الأمانة تعني مسؤولية الإنسان عنها واستعداداه لتحمل تبعاتها وقبوله الثواب والعقاب المنوطين بها. أنواع المسؤولية: تعدد الدكتورة رقية المحارب أنواع المسؤولية وهي: 1- المسؤولية الدينية: التزام المرء بأوامر الله ونواهيه وقبوله في حال المخالفة لعقوبتها ومصدرها الدين. 2- المسؤولية الاجتماعية: وهي التزام المرء بقوانين المجتمع ونظمه وتقاليده ، وقيل هي المسؤولية الذاتية عن الجماعة، وتتكون من عناصر ثلاثة هي: الاهتمام والفهم والمشاركة. 3- المسؤولية الأخلاقية: هي تحمل المرء القدرة على تبعات أعماله وآثارها ومصدرها الضمير، ويشترك في هذه المسؤولية أهل الملل والنحل قاطبة إذ أن المسؤولية التي نقبلها ونرتضيها لأنفسنا هي مسؤولية أخلاقية. ما مدى شمول المسؤولية؟ تبين الدكتورة رقية أن القرآن الكريم قرر أن شرط هذه المسؤولية الشمول، يقول الله تعالى (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، كما بين لنا الله عزوجل المسائلة عن الأعمال الخيرة والشريرة في سورة الزلزلة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وتذكر المحارب أن من المسؤولية النعيم الذي نعيش فيه؛ المال، الطعام، الزوجة الحسناء يقول الله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن تزول قدما عبد يوم القيّامة حتى يُسأل عن أربع خصال، عن عمره في ما أفناه، وعن شبابه في ما أبلاه،وعن ماله من أين اكتسبه وفي ما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه) المسؤولية الشخصية: تؤكد الدكتورة رقية أن من المبادئ التي قررها الإسلام قصر المسؤولية على المسؤول وحده قال الله تعالى (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) مبينة أن الإنسان يُحمى من حمل تبعات الناس إن كان لا علاقة له بها قال الله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) كما أكدت المحارب على أهمية اشتراك الراعي مع الرعية في المسؤولية، إذ تقول أنه لا يستقيم أمر الأمة ولا تتسق شؤونها إلا إذا قام كل من الحاكم والمحكوم بمسؤولياته وأخلص المعاونة لصاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم >كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته< مسؤولية الراعي: بينت الدكتورة رقية أن هذه المسؤولية تقع على أي مسؤول ولديه رعية، ذاكرة بعض المسؤوليات المناط بها 1- التسوية بين الرعية: قال الله تعالى (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). 2- رعاية مصالح الناس: على الحاكم رعاية المصالح الدينية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية . 3- حسن اختيار البطانة : على الراعي آلا يستشير إلا أهل الصلاح، وأن يحسن اختيار الأعوان من الأمناء المخلصين ذوي الدراية والكفاية مما يحقق الغايات والأهداف ويزيل من دنيا الناس الوساطة والمحسوبية والرشوة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم >من ولي منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً، إن نسي ذكّره وإن ذكّره أعانه<. 4- إعطاء القدوة الحسنة: أكدت المحارب على ضرورة أن نكون أسوة حسنة لغيرنا بالعبادة والتعامل والأمانة. تكافؤ المسؤولية والجزاء: بينت المحارب أن القرآن الكريم حدد الجزاء بقدر المسؤولية مع إيثار جانب الرحمة والعفو ومضاعفة الحسنة يقول الله تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ). مسؤولية الفرد نحو المجتمع شددت المحارب على أهمية مسؤولية الفرد اتجاه مجتمعة مبينة بعضاً من هذه المسؤوليات: 1- الالتزام بقانون الجماعة. 2- دفع الجماعة في سيبل الخير العام 3- تقديم العمل الصالح والتنافس في هذا السبيل 4- نشر العلم الذي يسهم إسهاماً إيجابياً في بناء المجتمع وتطويره. لماذا يطالب الفرد بالمسؤولية اتجاه المجتمع مع مطالبته بإصلاح نفسه؟ تجيب المحارب على السؤال الذي طرحته حول ضرورة مسؤولية الفرد نحو مجتمعه إضافة إلى نفسه.. فتقول: 1- إن الفرد يتأثر بالمجتمع؛ فالإنسان كائن اجتماعي يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه. 2- ضرورة قيام المجتمع الصالح : لأن المطلوب من المسلم تحقيق الغرض الذي خلق من أجله وهو عبادة الله وحده قال الله تعالى في كتابه الكريم (وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون) وأكدت الدكتورة رقية أن المعنى الواسع للعبادة يقتضي أن يجعل المسلم أقواله وأفعاله وتصرفاته وعلاقاته مع الناس وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية والمسلم لا يستطيع أن يصوغ حياته هذه الصياغة الإسلامية إلا إذا كان المجتمع مجتمعاً إسلاميا صحياً 3- النجاة من العقاب الجماعي: بينت المحارب أن قيام الأفراد بإصلاح المجتمع ينجيهم وينجي المجتمع من الهلاك الجماعي أو العقاب الجماعي أو الضيق والقلق الذي يصيب المجتمع، وتؤكد المحارب أن من سنة الله تعالى أن المجتمع الذي يشيع فيه المنكر وتنتهك فيه حرمات الله وينتشر فيه الفساد ويسكت الأفراد عن الإنكار والتغيير فإن الله يعمهم بمحن غلاظ قاسية تعم الجميع وتصيب الصالح والطالح، وهذه في الحقيقة سنة مخفية تدفع كل فرد لاسيما من كان عنده علم وفقه أو سلطان إلى المسارعة والمبادرة فوراً لتغيير المنكر دفعاً للعذاب والعقاب عن نفسه وعن مجتمعه. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook