تواصل - وكالات:
في الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اتهامات بكين بشأن رصد بالونات أمريكية في المجال الجوي الصيني، قرر الرئيس جو بايدن تشكيل فرق تحقيق مشترك من الوكالات الأمريكية للبحث في ظاهرة الأجسام الطائرة التي شوهدت في الأسابيع الأخيرة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أمس الاثنين "الرئيس، من خلال مستشاره للأمن القومي، وجه اليوم (أمس) فريقًا مشتركًا بين الوكالات لدراسة الآثار السياسية الأوسع لاكتشاف وتحليل والتخلص من الأجسام الجوية غير المحددة التي تشكل مخاطر أمنية".
وأضاف: "سيضاعف كل عنصر في الحكومة جهوده لفهم هذه الأحداث والتخفيف منها".
اتهام صيني للولايات المتحدة
وجاء ذلك فيما اتهمت الصين أمس الولايات المتحدة بإطلاق بالوناتها في المجال الجوي الصيني، لكن "البنتاجون" سرعان ما نفى الاتهامات.
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين في مؤتمر صحفي، الولايات المتحدة بإطلاق 10 بالونات على الأقل في المجال الجوي الصيني منذ العام الماضي.
وقال "يتعين على الولايات المتحدة أولا أن تفكر في نفسها وتغير مسارها بدلاً من الافتراء أو تشويه السمعة أو التحريض على المواجهة".
وردت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي ، أدريان واتسون، قائلة إن هذه المزاعم غير صحيحة.
وكتبت واتسون على موقع "تويتر": "أي ادعاء بأن الحكومة الأمريكية تستخدم بالونات مراقبة فوق جمهورية الصين الشعبية هو ادعاء كاذب. إن الصين لديها برنامج منطاد للمراقبة على ارتفاعات عالية لجمع المعلومات الاستخباراتية، وقد استخدمته لانتهاك سيادة الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة عبر القارات الخمس".
اقرأ أيضًا:
أمريكا: الصين تجمع معلومات حول منشآت عسكرية في هذه الدول باستخدام البالونات
برنامج صيني
وقال كيربي إن الصين لديها برنامج منطاد مرتبط بالجيش الصيني على ارتفاعات عالية يستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية، وأضاف أن البرنامج كان نشطًا عندما كان الرئيس دونالد ترامب في منصبه لكنه ظل غير مكتشف.
وقال كيربي إن الرئيس جو بايدن طالب بتعقبها مما أدى إلى اكتشاف البرنامج وبعض الأجسام عالية السرعة منخفضة الارتفاع.
وأضاف: "لقد درسناها بعناية لنتعلم قدر المستطاع. لقد قمنا بتقييم أنه في هذا الوقت قدمت هذه المناطيد قدرات إضافية محدودة لمنصات الاستخبارات الأخرى التابعة لجمهورية الصين الشعبية المستخدمة فوق الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن بالونات المراقبة تم تعقبها في عشرات البلدان، بما في ذلك الدول الحليفة، وعبر قارات متعددة. وحذر من أنه إذا استمرت الصين في تطوير هذه التكنولوجيا، فقد تصبح أكثر فائدة للاستخبارات الأمريكية.
ودخلت أمريكا الشمالية حالة تأهب مرتفعة بسبب حالات اقتحام لمجالها الجوي عقب ظهور المنطاد الذي بلغ طوله 60 متًرا، والذي اتهمت واشنطن بكين باستخدامه للتجسس على الولايات المتحدة.
وأشار كيربي إلى أن العديد من الكيانات، بما فيها المنظمات التجارية والأكاديمية، تقوم بتشغيل أجسام جوية على ارتفاعات مماثلة لمنطاد المراقبة الصيني لأغراض علمية غير ضارة.
وقال "نحن لا نقدر أن هذه الأجسام الأخيرة تشكل أي تهديد مباشر للأشخاص على الأرض، ونحن نركز الليزر على تأكيد طبيعتها والغرض منها، بما في ذلك من خلال الجهود المكثفة لجمع الحطام في المواقع النائية التي سقطت فيها".
لكن الجسمين الأخيرين اللذين كانا يطيران على ارتفاع أقل بكثير من منطاد المراقبة الصيني، ويتحركان على ارتفاع يشغله أيضًا المجال الجوي التجاري بين 40 ألفًا و45 ألف قدم، فيما قال كيربي إن هذا خلق مخاوف تتعلق بالسلامة.
وأكد وزير الدفاع لويد أوستن للصحفيين عند وصوله إلى بروكسل أمس الاثنين للمشاركة في مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية ،أنه بصرف النظر عن منطاد التجسس الأول، لم يتم بعد إجراء تقييم كامل للأجسام الثلاثة الأخرى.
وقال إن أولى الأولويات الآن للإدارة هي استعادة الحطام، موضحًا أنه من بين الأجسام الأربعة التي تم إسقاطها، تم جمع الحطام فقط من البالون الأول الذي تم إسقاطه في 4 فبراير.
اقرأ أيضًا:
أمريكا تكشف مفاجأة: الصين أطلقت بالونات مراقبة فوق أكثر من 40 دولة
ظاهرة الأجسام المجهولة
وشهدت الأيام الأخيرة إسقاط أكثر من جسم طائر، والجمعة تم إسقاط أحدها فوق ألاسكا وإقليم يوكون شمال غرب كندا يوم السبت، وبحيرة هورون في ميشيجان يوم الأحد.
وفيما يلي رصد لمجموعة من الحوادث الغامضة التي أثارت الجدل خلال الأيام الماضية:
البالون الصيني
تجدد الجدل بشأن الأجسام المجهولة بعد أن رصدت السلطات الأمريكية والكندية في نهاية يناير، منطادًا صينيًا، أقرت بكين أنه يعود لها، لكن الطرفين اختلفا بشأن طبيعته، وبينما تقول واشنطن إنه تجسسي، أكدت بكين مراًرا أنه لأغراض علمية وضل طريقه.
وبعدما حلق المنطاد لعدة أيام في سماء الولايات المتحدة، أمر الرئيس جو بايدن، بإسقاطه في 4 فبراير الجاري، بمقاتلات حربية أمام سواحل كارولينا الجنوبية المطلة على المحيط الأطلسي.
إسقاط جسم آخر بولاية ألاسكا
ويوم الجمعة، أسقطت مقاتلات حربية أمريكية جسمًا آخر شمالي ولاية ألاسكا.
وأفاد “البنتاجون” أن عملية الإسقاط تمت في المجال الجوي الأمريكي، وعلى ارتفاع عال، قبل أن يسقط الجسم المجهول قرب الجزء الشمالي الشرقي من ألاسكا بالقرب من كندا.
إسقاط جسم بمقاطعة يوكون الكندية
وتكرر الأمر ذاته يوم السبت، حيث أسقطت مقاتلة حربية من طراز “إف-22” جسما حلّق فوق ارتفاع عال في أجواء مقاطعة يوكون الكندية.
وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، إنه أمر بإسقاط جسم مجهول اخترق المجال الجوي لبلاده. وأشار إلى أن الأمر تم عبر مقاتلة أمريكية، تعمل ضمن قيادة “نوراد” الجوية المشتركة بين كندا وأمريكا.
جسم مجهول على الحدود الأمريكية الكندية
مساء الأحد، أسقط سلاح الجو الأمريكي، جسمًا مجهولاً فوق بحيرة هورون على الحدود الأمريكية الكندية، في حادث هو الرابع من نوعه خلال الشهر الجاري.
وأكدت وزارة الدفاع (البنتاجون) في بيان، أن الجسم كان من الممكن أن يؤثر على حركة الطيران التجاري، حيث كان يحلق على ارتفاع نحو ستة كيلومترات فوق مستوى سطح البحر.
وأضافت أنه تم تحديد موقع الجسم لأول مرة، السبت، فوق مواقع عسكرية في ولاية مونتانا. وقال مسؤولو "البنتاجون" إنه لم يكن على متنه أحد، وكان ثماني الشكل، وتم إسقاطه بقذيفة من مقاتلة إف-16.
اقرأ أيضًا:
4 حوادث غامضة من أمريكا إلى الصين.. معركة الأجسام الطائرة في السماء ترعب العالم
جسم مجهول فوق الأراضي الصينية
وأفادت السلطات الصينية بأنه تم رصد جسم طائر مجهول فوق المياه بالقرب من مدينة ساحلية بشمال الصين بالقرب من بحر بوهاى.
وذكرت صحيفة "سوث تشينا مورننج بوست" الصينية، أمس الأول الأحد أن السلطات المحلية أعربت عن استعدادها لإسقاطه.
وأرسل مكتب التنمية البحرية في تشينجداو رسالة إلى قوارب الصيد مفادها أنه تم اكتشاف جسم طائر مجهول في المياه بالقرب من ريتشاو وأن السلطات تستعد لإسقاطه.
أجسام من خارج كوكب الأرض
وفي أعقاب سلسلة من إسقاط أجسام طائرة مجهولة، قال قائد القيادة الشمالية الأمريكي وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية الجنرال، جليندي فانهيرك، إنه لا يستبعد أن تكون هذه الأجسام من خارج كوكب الأرض أو أي تفسير آخر.
وعندما سئل عن صلة الأجسام الطائرة الثلاثة التي أسقطتها الطائرات الحربية الأمريكية بالكائنات الفضائية، أجاب: “لا أستبعد أي شيء.. سأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك”، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”.
وأضاف: “في هذه المرحلة نواصل تقييم كل تهديد أو أي خطر محتمل غير معروف يقترب من أمريكا الشمالية بمحاولة التعرف عليه”.
لكن مسؤولاً دفاعيًا أمريكيا آخر، قال شريطة عدم الكشف عن هويته بعد الإحاطة الإخبارية، إن الجيش لم ير أي دليل يوحي بأًن أيا من تلك الأجسام من أصل خارج كوكب الأرض.
وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي في مقابلة مع محطة “إيه.بي.سي” التلفزيونية أمس الأحد إن مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين يعتقدون أن الجسمين الطائرين، اللذين أُسقط أولهما فوق البحر المتجمد بالقرب من ديدهورس بولاية ألاسكا يوم الجمعة ودُمر ثانيهما فوق يوكون أمس الأول السبت، كانا منطادين.
