الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

اطعام الطعام .. فعل الأخيار وصفة الأبرار

p-s7wkhta027
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – زاوية الطفل:

 

من نعم الله علينا؛ بأن جعل المسلمين أمة واحدة، وجسدًا واحدًا، إذا اشتكى مته عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

اضافة اعلان

وجعل الله اللطيف بين المؤمنين مودة ورحمة، بل وجعل هذه الرحمة تشمل كل بني أدم، برهم وفاجرهم، كل بحسبه.

فالمسلم مأمور بأن يطعم الفقراء والمساكين لوجه الله – تعالى -، قال تعالى: {ويطمعون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا}. سورة الإنسان: 8-9.

واطعام الطعام من صفات الأبرار والأخيار، فيقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا؛ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا؛ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا؛ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا؛ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا؛ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا؛ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا؛ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} سورة الإنسان:5-12.

 

فخير الناس من يطعم الطعام، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ». رواه أحمد.

وجعل الله اطعام الطعام من صفات أصحاب الميمنة فيقول الله سبحانه وتعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؛ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ؛ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ؛ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ» سورة البلد:14-18.

واطعام الطعام من أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» رواه الترمذي.

 

وقد جاء أَعْرَابِي إِلَى النبِي صَلّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: «...أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؛ قَالَ: «...فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ...» رواه أحمد.

 

واطعام الطعام يا بني، من أسباب النجاة من النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة». رواه البخاري ومسلم.

وجعل الله لإطعام الطعام أجر جزيل عند الله، فأم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، تذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمْ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ». رواه أحمد

فإطعام الطعام يا بني، يطهر نفس المطعِم من البخل والشح، ويعود المسلم على مشاركة ما معه مع إخوانه المسلمين، ويطهر نفس الفقير أو الجائع من الحقد والغل على غيره من ميسوري الحال، فهو يشعره بالوحدة في المجتمع وعدم وقوف أحد معه في أوضاعه الصعبة.

ويحقق اطعام الطعام المودة والترابط بين أبناء المجتمع المسلم وينشر الخير بينهم.

وعندما يشاهِد غير المسلم كرم المسلم وحبه لأخيه المسلم؛ فإنّ ذلك يحببه في الدين.

فالمسلم الذي يجد قوت يومه؛ عليه أن يشكر الله تعالى على نعمته؛ بأن يشعر أصحاب الحاجة بأن فضل الله عظيم، وأنه إن رزق يشارك رزقه مع من يحتاج.

 

جعلنا الله وإياك ممن يطعمون الطعام، ويشعرون بحاجة إخوانهم، وينشرون المودة والرحمة..

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook