السبت، 18 شوال 1445 ، 27 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الكذب .. أحط الأفعال ولو كان مزاحًا

0-47
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - زاوية الطفل:

الكذب هو أحط الأخلاق وأشينها.. وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق.

اضافة اعلان

ومن كان يعلم أن الله يراقبه ويراه في كل حين، يعلم أن كل كلامه الخارج من فمه محاسب عليه أمام الله، فيتحرى الصدق في كل حين.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان". متفق عليه.

والمؤمن الحق – يا بني - لا يكذب أبدًا، ويمكن للمؤمن أن يكون جباً أو بخيلًا؛ رغم شين ذلك؛ ولكنه لا يكون كذابًا.

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم.

قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم.

قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا". رواه مالك.

ولا يستطيع الكذاب أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي رضي الله عنه: "ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه".

وليس هناك من الكذب أبيضًا أو أسودًا، أو كذبة صغيرة، أو كذبة كبير، فكل الكذب مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه، ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا، وقد قالت السيدة أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدُّ ذلك كذبًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الكذب يكْتَبُ كذبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبَة كذيبة" رواه أحمد.

وذات مرة دعت أم عبد الله بن عامر -رضي الله عنهما- ابنها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتهم، فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها الرسول: "ما أردتِ أن تعطيه؟". قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة" رواه أبوداود.

 

المسلم لا يكذب حتى ولو مازحًا

فهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له" رواه الترمذي.

وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم بيت في رَبَضِ الجنة (أطرافها) لمن ترك المراء وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه". رواه أبوداود.

وقد مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على غلام يرعى أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي: إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد الله بن عمر، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه.

فليحذر كل منا أن يلطخ لسانه بكذب، فإنها فعلته تشينه في الدنيا، وتعرضه للعقاب في الآخرة.. وقانا الله وإياك من الكذب..

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook