الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حل سياسي وخيار عسكري.. اليمن «حائر» بين 4 سيناريوهات

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير:

سيناريوهات مفتوحة، أصبح ينتظرها اليمن، بعد تغيرات كبيرة على الأرض فيما يخص تطورات الأوضاع، بين تصريحات التحالف بردع الحوثيين وطلب اليمن رسمياً تدخل بري، والجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق نار لأغراض إنسانية.

اضافة اعلان

المتحدثُ باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري قال: إنَّ قوات التحالف والقوات المسلحة ستردع مَن نَفَّذ العمليات الأخيرة منذ الآن.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، مساء الخميس، أن ميليشيات الحوثي لم تلتزم بالقرار الدولي، واستهدفوا مواقعَ مدنية بصواريخ الكاتيوشا في الاعتداءات على نجران وجازان، مؤكداً أن العمليات ضدهم باتت تأخذ طابعاً مختلفاً منذ اللحظة، وهناك ردٌّ قاسٍ على المليشيات الحوثية.

اشتباكات شرسة

جاء ذلك فيما تشهد أحياء مختلفة بمدينة تعز اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة وجماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة ثانية، وأعلن عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة المقاومة الشعبية وتولي مهمة الدفاع عن تعز ضد الحوثيين.

واندلعت اشتباكات عنيفة فجر الخميس بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي في منطقة دار سعد بمدينة عدن جنوبي اليمن. يأتي ذلك بينما اتسعت موجة النزوح في عدن في ظل ظروف إنسانية صعبة ومقتل عشرات النازحين بقصف للحوثيين.

وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، اندلعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية والحوثيين في محافظة شبوة جنوبي البلاد، حسب قيادي في المقاومة، مضيفاً أن "المقاومة بدأت تضيّق الخناق على الحوثيين من عدة جهات، بعد أن سيطرت على خطوط الإمداد من وإلى المدينة".

إنزال بري

يأتي ذلك وسط أنباء نشرها موقع "بزنس إنسيدر"، عن خطة محتملة قد تلجأ المملكة لتنفيذها، تقضي بإنزال قوات برية سعودية ومصرية وسودانية لقتال الحوثيين والقوات الموالية لـ"صالح" في اليمن.

ونقل الموقع عن شركة استراتفورد للدراسات الاستراتيجية - وهي شركة استخبارات عالمية تأسست في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية- تأكيدها -في تقرير عسكري لها أصدرته الأربعاء - أن فكرة نشر قوات سعودية ومصرية وسودانية في محافظة عدن باتت وشيكة.

وأكد الموقع، أن السيطرة على عدن وتأمينها، لا يضع نهاية للحرب القائمة في اليمن، ولكنها الخطوة الأولى في طريق تمكين المملكة من تحقيق أهدافها، وإعادة الرئيس اليمني لمنصبه، وإرغام الحوثيين على الجلوس للتفاوض مع الحكومة اليمنية الشرعية.

وأشار الموقع إلى أن خبراء "شركة استراتفورد" يرون أن عملية السيطرة على عدن ستكون سهلة، نظراً للطبيعة الجغرافية الخاصة بتلك المحافظة، والتي تشبه عنق الزجاجة، لذا فإن المملكة لن تحتاج أكثر من حوالي 1000 أو 3000 جندي لتحصين عدن، إلا أنها ستحتاج لتعزيز هذه القوات حال رغبتها التحرك جنوباً تجاه صنعاء.

هدنة إنسانية

وفي الجانب الإنساني قال وزير الخارجية عادل الجبير، اليوم الخميس، إن المملكة ناقشت مع الولايات المتحدة إمكانية بدء هدنة إنسانية في اليمن تستمر 5 أيام، "شريطة أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بها". وأكد أن "نجاح الهدنة يعتمد على استعداد الحوثيين لاحترام وقف إطلاق النار، وألا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن".

وأضاف الجبير على هامش المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري، في الرياض، إن الهدنة هدفها فتح الطريق أمام المساعدات لليمن. ورحب كيري بالمبادرة السعودية لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن "الأطراف تبحث موعد بدء الهدنة".

في غضون ذلك كشف المتحدث باسم السفارة اليمنية في أمريكا، محمد الباشا، الأربعاء، أن اليمن وجهة رسالة رسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطلب فيها تدخلا بريا عاجلاً، وذلك بحسب تغريدة نشرها المتحدث على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

من جانبها استبعدت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة استجابة مجلس الأمن الدولي لطلب اليمن إرسال قوات برية دولية لحماية المدنيين، وتوقعت أن تعمل روسيا والصين على عرقلة هذا التحرك.

وقالت هذه المصادر -التي طلبت عدم كشف هوياتها- إنَّ صدور قرار من مجلس الأمن بالتدخل البري في اليمن يتطلب تأييد تسعة أعضاء على الأقل من مجموع أعضاء المجلس البالغ 15 عضواً، بشرط ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس الدائمة العضوية.

المقاومة الشعبية

ويرى الخبير العسكري "علي الذهب" أن هناك اعتبارات داخلية وعسكرية استدعت تشكيل مجلس إدارة المقاومة الشعبية بتعز، منها جمع شتات المقاومة وتوحيد صفوفها للاستفادة من دروس المواجهة بعدن التي فقدت فيها المقاومة بعض قادتها بفعل سوء التنظيم.

وأشار الذهب إلى أن تشكيل المجلس يأتي في سياق ما يجري التحضير له بالرياض وما أصدره هادي من قرارات بتعيين قيادات عسكرية بديلة للقيادات الحالية التي لم تعد تأتمر بأمره.

وعن التحديات المتوقعة، أوضح أن تشكيل المجلس بحد ذاته يمثل تحولا خطيرا في مسار المواجهات المسلحة التي تتصدى لمليشيا الحوثيين والقوات المسلحة المتعاونة معها، لأنه سيفتح الباب أمام آخرين لتشكيل مجالس عسكرية في المحافظات التي تشهد مواجهات.

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبدالحكيم هلال تشكيل المجلس خطوة مهمة وضرورية لتنسيق عمل المقاومة الشعبية في كل الجبهات وتشكيل نواة أولية تحتذي بها بقية المحافظات الأخرى التي تمر بالظروف الحربية نفسها.

وأكد أن هذا التحرك كان ضروريًّا للحفاظ على الانتصارات التي حققتها المقاومة مؤخراً وتغطية الفراغ الناجم عن غياب السلطة المحلية بالمحافظة بعد عجزها في التعامل مع حالة التمرد العسكري من المعسكرات التابعة للرئيس المخلوع.

وأشار إلى أن المجلس سيكون الجهة الفاعلة على الأرض المخولة باتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع تلك الجهات المتمردة، سواء فيما يتعلق بالمفاوضات اللازمة لعمل هدنة تفرضها الوقائع الميدانية، أو القرارات المتعلقة بشؤون الترتيبات الأمنية والعسكرية اللازمة لفرض الأمن في المحافظة.

4 سيناريوهات

لذلك من الصعب توقع انتهاء العمليات العسكرية في اليمن دون التوصل إلى حل سياسي يدفع بعدم تكرار الأزمة مرة أخرى، لكن التوصل إلى حل سياسي ليس أمراً سهلاً، خاصة إذا لم تقدم الأطراف المختلفة تنازلات حقيقية، وهنا تبدو في الأفق عدة سيناريوهات لحل الأزمة:

الأول: أن تطرح إحدى الدول الإقليمية الموثوقة مبادرة للحل تتضمن الدعوة إلى إطلاق حوار جديد تتم فيه دعوة كل الأطراف -بمن فيهم الحوثيون- من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة، وأن يتزامن ذلك مع وقف العمليات العسكرية الهجومية. ورغم أن هذا الحل هو الأفضل والأنجع لليمن، فإن دونه بعض العقبات بسبب ما قد يثيره من إشكاليات حول شروط ومطالب الأطراف المتحاورة، والسقف الزمني للحوار، وحجم التنازلات التي سيقدمها كل طرف.

الثاني: أن يتم اعتماد الخيار العسكري كحل وحيد، ولكن هذه المرة من خلال التسليح الثقيل للفصائل اليمنية وفرق المقاومة الشعبية من أجل مواجهة الحوثيين وصالح حتى يتم القضاء عليهم وإعادة الرئيس هادي ونائبه إلى صنعاء، وهو أمر لا يبدو سهلا أو يمكن تحقيقه في المدى المنظور، ليس فقط بسبب ضعف تسليح القبائل وفرق المقاومة الشعبية، وإنما أيضاً بسبب صعوبة تسليحهم ودعمهم وتدريبهم.

الثالث: أن تفرض الأمم المتحدة حلاً أمميًّا على كل الأطراف، وأن ترعى القوى الكبرى مبادرة جديدة للحل. وهنا قد يصطدم هذا السيناريو برفض إقليمي سواء من السعودية أو إيران بسبب اختلاف الرؤى والمصالح.

الرابع والأخير: قد تدخل الأزمة اليمنية منعطفا جديداً من خلال استعادة الحوثيين لقوتهم، سواء عبر دعم خارجي أو من خلال إعادة ترميم تحالفهم مع صالح، وهو ما قد يدفع بمواجهة إقليمية بين الرياض وطهران لا يعرف أحد كيف تنتهي.

وعليه، تبدو الأزمة اليمنية مفتوحة على كافة السيناريوهات، ومن الصعب توقع حدوث اختراق حقيقي بها دون قبول كافة الأطراف بتقديم تنازلات جادة يمكنها الدفع باتجاه إيجاد حل سياسي وواقعي للأزمة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook