السبت، 18 شوال 1445 ، 27 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"وول ستريت": الكنائس فارغة ومعروضة للبيع.. ومستقبل مظلم للمسيحية في أوروبا

وول ستريت
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - وكالات:

مئات الكنائس قد أُغلقت أو مهددة بسبب خلوها من العضوية، مما يطرح سؤالاً ملحاً.. ماذا تفعل بمبانٍ غير مستخدمة؟! هذا العبارات المقتضبة بدأت بها صحيفة صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرها عن الكنائس في أوروبا.

اضافة اعلان

وضرب التقرير مثالاً بمدينة أرنهام في هولندا، حيث تحدث الكاتب عن كنيسة "سينت جوزيف" القديمة الفخمة التي تسع لألف مصلٍ، والتي هي بحاجة ماسة للإصلاح، حُولت قاعتها العامة المهجورة إلى ساحة لألعاب لوح التزلج.

هي واحدة من مئات الكنائس، أُغلقت أو أصبحت مهجورة، وهذا يثير إشكالية بالنسبة للمجتمعات وحتى الحكومات المحلية في جميع أنحاء أوروبا الغربية: ماذا تفعل بمبانٍ كانت مقدسة وأصبحت اليوم فارغة من ريف بريطانيا إلى الدنمارك؟

ويقول التقرير: إن قاعة التزلج قد لا تدوم طويلاً، فالكنيسة التي كانت فاخرة يوماً ما، تبدو اليوم هرمة متضررة من تسرب المياه، وتحتاج إلى ترميم بشكل سريع، فيما ترسل بلدية المدينة فواتير الضرائب للمتزلجين، وتحاول الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي تملك البناية، بيعها بسعر لا يستطيع المتزلجون دفعه، وتتكرر معاناة هذه الكنيسة، التي تحولت إلى قاعة للتزلج، في جميع أنحاء أوروبا، التي رعت المسيحية لمدة طويلة.

ويؤكد كاتب التقرير "أن إغلاق الكنائس يعكس الضعف السريع للدين في أوروبا، وهي ظاهرة مؤلمة لكل من المتدينين ومن يرون في الدين عامل توحيد عامل في مجتمع غير متجانس".

وتنقل الصحيفة عن الناشطة، "ليليان غروستواغرز"، قولها: "في هذه البلدات الصغيرة، هناك مقهى وكنيسة وعدد من البيوت، إن تخلينا عن الكنيسة فسيكون هناك تحول كبير في بلادنا".

في حين، كما كتبت الصحيفة، فإن اتجاهات الأديان الأخرى في أوروبا لا تتطابق مع تلك التي آلت إليها المسيحية. فاليهودية الأرثوذكسية، وهي السائدة في أوروبا، حافظت على وضعها نسبياً، هذا في الوقت الذي نما فيه الإسلام في ظل تزايد الهجرة من الدول الإسلامية في إفريقيا والشرق الأوسط.

وقد ارتفع عدد المسلمين في أوروبا من نحو 4.1٪ من إجمالي عدد سكان أوروبا في عام 1990 إلى حوالي 6٪ في عام 2010، ومن المتوقع أن يصل إلى 8٪ أو 58 مليون شخص بحلول عام 2030، استناداً لمركز بيو للأبحاث في واشنطن.

ويكشف التقرير أن 20 كنيسة تُغلق سنوياً في إنجلترا، تقريباً، وتعتبر 200 كنيسة تقريباً في الدنمارك غير قابلة للحياة أو غير مستغلة. فيما أغلقت الكاثوليكية في ألمانيا نحو 515 كنيسة في العقد الماضي.

ويبدو أن هذا الاتجاه في هولندا أكثر تقدماً، حيث يقدر قادة الروم الكاثوليك في البلاد أن ثلثي كنائسها البالغ عددها 1600 ستكون خارج الخدمة خلال عقد من الزمان، ومن المتوقع إغلاق 700 من كنائس البروتستانتية في هولندا خلال السنوات الأربع القادمة.

وفي هذا السياق، ينقل الكاتب عن الناشطة "ليليان غروستواغرز"، قولها: "العدد ضخم جداً.. الجميع سيكون في مواجهة المباني الفارغة الكبيرة في أحيائهم".

ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة تفادت موجة مماثلة من إغلاق الكنيسة في الوقت الراهن، لأن المسيحيين الأمريكيين لا يزالون أكثر تديناً من الأوروبيين. ولكن الباحثون في الشؤون الدينية يقولون إن تراجع أعداد الكنائس الأمريكية يشير إلى أن البلاد يمكن أن تواجه المشكلة نفسها في السنوات المقبلة.

"كل كنيسة يثير مصيرها نقاشاً"، كما يقول ألبرت رينسترا، وهو خبير في الكنيسة بوكالة التراث الثقافي الهولندي، وأضاف: "عندما تكون فارغة، ماذا نفعل بها؟"، حيث لا توجد الأموال اللازمة لتحويلها إلى استخدامات موجهة للمجتمع.

وينقل الكاتب عن الأب "بول كلمنت"، ويبلغ من العمر 74 عاماً، قوله "إنه لأمر محزن جداً بالنسبة لي"، بخصوص ما تعانيه الكنائس، فعندما انضم إلى الدير عام 1958، كان يؤوي 380 راهباً، واليوم لا يتعدون 39 راهباً، أصغرهم يبلغ من العمر 70 عاماً.

وفي الولايات المتحدة، تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 5000 كنيسة أُنشئت في الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2010. غير أن بعض العلماء يتوقعون أن مستقبل أميركا خلال الثلاثين سنة القادمة سيكون مشابهاً لما عليه وضح أوروبا حالياً.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook