- فكرة المكتبة بدأت بتصوير الملازم للطالبات وأوراق العمل
- حكمة المعلمة في تجاوز أخطاء الطالبات وتعديلها
- ديننا الحنيف يحث على الإخلاص في العمل والتميز به
حوار - هياء الدكان:
التعليم موهبة وفن قبل أن يكون حرفة أو وظيفة، ينطلق من خلالها المعلم والمعلمة لإثراء حياة الطلاب والطالبات بالخبرات الحياتية، والأَخْلَاق والمثل والقيم العليا، بِالإِضَافَةِ إلى العلوم والمعارف بشتى أنواعها؛ بهَدَف بناء جيل مسلح بالعلم والمعرفة والمبادئ والقيم والإِبْدَاع والموهبة، ليكون قادراً على التعامل مع الحياة بكل تحدياتها ومتطلباتها، ومن هؤلاء المعلمة المتميزة هدى الوسيدي.
المعلمة هدى الوسيدي هي معلمة في الثانوية الثامنة عشرة، بمدينة بريدة بمنطقة القصيم وسط المملكة، مبدعة ومتميزة، لها بصماتها التربوية، وهي صاحبة فكرة إِنْشَاء مكتبة وقرطاسية للطالبات غير هادفة للربح.
وللتعرف على المعلمة الوسيدي ومشروعاتها وعلاقتها بطالباتها وطريقتها الفريدة في التعليم كان لنا معها هذا اللقاء:
* بداية نريد أن نتعرف عليكِ عن قرب.. ونبذة عنك ومجال عملك وفقك الله؟
هدى عبدالله الوسيدي، بكالوريوس رياضيات، ماجستير إِرْشَاد وتوجيه، دبلوم في الموهبة، وأعمل حَالِيَّاً معلمة رياضيات في الثانوية الثامنة عشرة ببريدة القصيم ومنسقة موهوبات.
- * هل الموهبة لها علاقة بالإِبْدَاع أم أن كل إِنْسَان يستطيع أن يبدع؟
لا يوجد تعارض بين الموهبة والإِبْدَاع، فالموهبة اسْتِعْدَاد فطري طَبِيعِيّ والإِبْدَاع هو كَيْفِيَّة إِخْرَاج الموهبة إلى حيز الوجود، والمبدع الموهوب له رغبة في إِظْهَار ميوله تجاه مَا يحب.
- رأينا بعض أَعْمَالكم المتميزة وهي مكتبة داخل المدرسة استفاد منها الطالبات وهم أول فئة مستفيدة.. حدثينا عنها كفكرة ومشروع؟
البداية كانت بسيطة جِدّاً بتصوير الملزمات وأوراق العمل للطالبات بسعر رَمْزِيّ جِدّاً ولوحظ إقبال كبير من الطالبات وتشجيع من الإدارة والمعلمات فقمت بتطويرها بعمل مشروع صغير وهي مكتبة شاملة من أدوات وتصوير وطباعة وأجهزة وتوفير مَا ينقص الطالبة وتطور الأَمْر بَعْدَ ذَلِكَ إلى تعامل مع مكتبة خارجية لتوفير الأشياء الناقصة، ولاقت إقبالاً وتشجيعاً من الأهالي والطالبات.
- مَا أبرز مَا تحتاجه الطالبات من المعلمة من وجهة نظرك؟
المعلمة صاحبة مُهِمَّة نبيلة ومؤتمنة على الطالبة وهي المسؤولة الأولى في المدرسة عن تربيتها تربية صالحة وتوجيهها التوجيه السليم، وتتحقق العلاقة الجيدة بين المعلمة والطالب بعدة أمور أهمها: "الاحترام ويبدأ من المعلمة للطالبة ليكون خلقاً متبادلاً، والود والمرونة والتقدير، وزيادة فرص التحدث والمناقشة معها".
فالخطأ وارد من الطالبة لكن حكمة المعلمة هي من تستطيع أن تتجاوز الأخطاء بتعديلها وليس بخطأ آخر يزيد من حجم المشكلة.
- كيف ترين تجربة المشروع ومدى نجاحه وهل مرت عليك تجارب فيها إِبْدَاع نرجو ذكر أبرزها؟
مررت بالعديد من التجارب الناجحة إلى حد مَا بِفَضْل الله، ونطمح للمزيد، خُصُوصَاً مع طالباتي الموهوبات، عندي قناعة وأمل في اختراعات وابتكارات قادمة بِإِذْنِ اللهِ.
- مَا هو أبرز مَا يعين المعلمة على النجاح والتميز؟
لقد حثنا ديننا الحنيف على الإخلاص في العمل والتميز به، حيث قَالَ سبحانه وتعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، وقال عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، وَهُوَ مَا يجب علينا أن نلتزم به.
وعلى المرء السعي دَائِمَاً للتميز في كل أمر من أمور حياته، وإتقان العمل، وبذل الجهد دون رقيب، وإخلاص النية لله تعالى، وبذلك يضع قدمه على أولى درجات التميز، ويزداد إيماناً بأهمية دوره في الحياة، كما أن التحلي بثقة كبيرة بالنفس يجعله يحقق درجات عالية من الأداء ليصبح فَرْداً متميزاً.
