تواصل- وكالات:
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في كلمته التي ألقاها اليوم الخميس؛ بمناسبة إعلان وقف إطلاق النار بين الحركة وجيش الاحتلال الصهيوني، وإنهاء الحرب على قطاع غزة، بأن هناك ألفاً من سكان القطاع أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم في القصف الصهيوني، مشدداً أن الإعمار واجب حكومة الوفاق الوطني وواجب العالم الحر.
وأضاف مشعل "هذه الحرب فرضت علينا بعد فشل حصار علينا استمر سبع سنوات، ولولا الحاضنة الشعبية في غزة لما انتصرت المقاومة"، مؤكداً: "أن كل فلسطيني وفلسطينية في غزة، وكل أحرار العالم شركاء في هذا النصر، فهناك عوائل في غزة أبيدت عن بكرة أبيها؛ بسبب القصف الإسرائيلي الوحشي".
وأكد القيادي في حركة حماس أن قادة العدو الصهيوني يبحثون عن نصر موهوم في حرب غزة، مشيراً إلى أن الضفة الغربية انتفضت، ولكن قيودها الأمنية أبطأت من حركتها.
وعن المقاومة الفلسطينية أكد "مشعل": أنها فاجأت العدو في استعدادها للمعركة، وعملت على مدار الساعة للاستعداد للمعركة، وحفر الأنفاق احتاج لمجهود كبير، وأن نخبة الجيش الإسرائيلي لم تصمد أمام نخبة المقاومين الفلسطينيين، وأن المقاومة لا تحاصر لأنها بالعقل والنفس والقلب.
وثمن "مشعل" على الجهود المبذولة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية قائلاً: "الوحدة الوطنية أهم أسباب صمود المقاومة، وتوحدنا في الميادين وفي المفاوضات، ومن ثمار هذه المعركة أننا توحدنا كفلسطينيين في الميدان وفي التفاوض وفي كل شيء".
وشدد على أن معركة "العصف المأكول" ليست نهاية المطاف، وهي محطة مهمة على طريق التحرير، لما حققته من معادلة توازن الرعب والألم المتبادل والأمن المفقود المتبادل، كم أنها أفشلت من جديد نظرية تغييب الوعي، إضافة إلى أنها ضربت النظرية التقليدية للجيش الإسرائيلي في امتلاك زمام المبادرة".
وواصل "مشعل" في كلمته: "المعركة أصبحت في قلب إسرائيل، والقدرة الاستخباراتية الإسرائيلية ضعفت، المعركة الأخيرة أعادت الثقة لخيار المقاومة والرهان عليه، والمقاومة وعلى رأسها كتائب القسام أصبحت نواة جيش الدفاع والتحرير الفلسطيني" مشدداً أن: "الحرب على غزة قربتنا أكثر من التحرير الشامل، ومعاركنا القادمة يجب أن تكون بكامل الطاقة العربية".
وفي حديثه عن العدو الصهيوني قال مشعل: "إسرائيل خسرت صورة الضحية وانكشفت صورتها الإجرامية الحقيقية، وارتكبت في غزة محرقة أكبر من التي فعلها هتلر، وباتت عبئاً ثقيلاً على العالم"، موجهاً رسالة لمواطني دولة الاحتلال مفادها: "رسالتي للإسرائيليين هي أن قيادتكم تكذب عليكم وستوردكم المهالك".
وأكد خالد مشعل: أن غزة ليست عبئاً بل سند نعتمد عليه جميعاً، والجميع مدعوون لكسر الحصار نهائياً عن القطاع، مشدداً على أنهم لن يتنازلوا عن مطلب الميناء والمطار وسلاح المقاومة هو الضمان.
وعن الدور المصري في مفاوضات إطلاق النار، قال مشعل: "إخواننا في مصر بذلوا جهوداً كبيرة في وقف إطلاق النار، مصر احتضنت المفاوضات، لكن مطلوب منها أكثر بحكم حجمها ودورها"، داعياً السلطات المصرية لفتح معبر رفح لما يمليه عليها واجب الجوار والأخوة.
واختتم "مشعل" كلمته قائلاً: "المقاومة مقدسة وسلاحها مقدس، ويجب إخراجها من ميدان التجاذب والخلاف، ولا سياسة من دون مقاومة"، مضيفاً: "بعض الأطراف في الأمة تابع ما جرى في غزة بسلبية، ولن نفتح جراح الماضي".
