الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«الإفساد البيئي».. مخطط إيراني لإخلاء إقليم الأحواز

57050019c461882b218b45c5
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الصحة العالمية تضع الأحواز ضمن أكثر المدن تلوثاً في العالم

أنهار الأحواز جميعها جفت بسبب سعي الحكومة لتحريف مجراها

اضافة اعلان

الحكومة تشترط على الأحوازيين استخدام مقدار معين من المياه

ارتفاع نسبة التلوث EC في مدينة الأحواز إلى ٢٣٠٠

تواصل -عمر شعلان:

منذ سنوات عديدة، يعاني إقليم الأحواز من مشكلة التغيير البيئي، التي تسببت فيها سياسات النظام الإيراني ضد العرب الأحوازيين، وأدت إلى تدمير البيئة وانتشار الأمراض المزمنة والأوبئة الخطيرة، مشكّلة خلال الفترة الأخيرة معضلة حقيقية يعيشها الشعب الأحوازي.

ويعد إقليم الأحواز أحد أهم الأقاليم وأكثرها استراتيجية بالنسبة لإيران، وتعود جذور مشكلة هذا الإقليم إلى كونه بالأساس إقليم عربي، تقطنه أغلبية عربية، ويتحدث أغلب سكانه اللغة العربية ويقع الإقليم في الجنوب الإيراني.

وصنف تقرير منظمة الصحة العالمية للتلوث البيئي، مدينة الأحواز، من أكثر المدن تلوثاً في العالم، محذراً من تفاقم الوضع الذي سيشكل في نهاية المطاف خطراً حقيقا على الوضع الإنساني في الإقليم المحتل بشكل عام.

تجفيف المنابع

يشمل إقليم الأحواز على عدة روافد كبيرة ودائمة تتمثل في نهر كارون، والدز، والكرخة، والجرّاحي وشاوّر، ومارون ونهر الزهرة، وتشكل هذه الروافد شرايين هذه الأرض الحيوية ويزيدها بهجة وجمال، وبالإضافة إلى هذه الأنهر المهمة، توجد في الأحواز أنهر أخرى، مثل نهر الدبيس، نهر حميدة، نهر زيدان ونهر رباحي، لكن جفت جميعها بسبب مشاريع إيران لتحريف مجرى الأنهر، الهادفة إلى تهجير الأحوازيين وإحلال الفرس المستوطنين بدلهم، خاصة وأن نسبة كبيرة من أبناء الشعب الأحوازي يمتهنون زراعة وفلاحة الأرض التي ترتوي من هذه الأنهر الأحوازية.

وبدأت إيران ببناء العديد من السدود على الأنهر الأحوازية بغية تحريفها باتجاه المدن الإيرانية مثل أصفهان، ويزد، ورفسنجان وقم، حتى أصبح الفرد الأحوازي يبتاع المياه الصالحة للشرب من المحال التجارية.

من جانبهم، واجه الأحوازيون صعوبات وتحديات أولى من نوعها فيما يخص الزراعة، حيث اشترطت سلطات إيران استعمال مقدار معين من المياه، كما أنها تمنع في أغلب الأحيان المزارعين الأحوازيين من الزراعة في فصل الصيف.

تهجير الأحواز

بدورهم، سرب ناشطون أحوازيون مؤخراً وثيقة سرية من مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، تتحدث عن دور الرئيس في تطبيق سياسات عنصرية تتعلق بنقل مياه الأنهر الأحوازية تجاه العمق الإيراني.

وكشفت الوثيقة عن اجتماع سري جمع عدداً من وزراء يمثلون أهم الوزارات التنموية في إيران وهي وزارة الطاقة والمياه، وزارة الزراعة، وزارة الصناعة والمعادن والتجارة، ورئيس دائرة الإدارة والتخطيط والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية، ورئيس البنك المركزي الإيراني، وقد خرج المجتمعون أعلاه بقرار نهائي يتعلق بنقل مياه نهر كارون إلى محافظة أصفهان الإيرانية.

وتوضح الخريطة، أدناه المشاريع الإيرانية الضخمة التي نفذت أو ستنفذ على روافد الأنهر الأحوازية، وتشير إلى أن دولة إيران نفذت أكثر من ١١ مشروعاً ضخماً على روافد أنهر الأحواز التي تمر عبر جبال زاجرس، من ضمن ١٧ مشروعاً في كل جغرافية إيران.

أبعاد الأزمة

ويرى مراقبون للشأن الأحوازي، أن سرقة المياه الأحوازية ونقلها للمحافظات الإيرانية التي تسببت بتجفيف الأنهر في هذا القطر العربي المحتل وتصحر أرضه الخصبة وتلوث بيئته، هي سياسة عدوانية تطبق من أجل تحقيق أهداف سياسية خطيرة، حيث تشير التقارير بأن هنالك المئات من الأحوازيين دخلوا المستشفيات بسبب العواصف الترابية التي سببتها مشاريع تجفيف الأنهر والأهواز الأحوازية.

وقد صرح الكثر من مسؤولي دولة إيران حول هذه المشكلة مطالبين الحكومة بإيجاد حل لهذه المعضلة، وفي هذا السياق تحدث ممثل مدينة الفلاحية مجيد ناصري نجاد، في البرلمان الإيراني، عن الأمراض الرئوية التي تسببت بها العواصف الترابية في الأحواز قائلاً؛ "من الواجب أن أذكّر الرئيس روحاني، رئيس مؤسسة الحفاظ على البيئة، ووزراء الصحية ووزارة الزراعة، بأن الشعب الأحوازي يعاني الكثير بسبب العواصف الترابية وذلك منذ أكثر من 10 سنوات".

وحول الأسباب التي أدت إلى تفاقم أزمة العواصف الترابية في إقليم الأحواز، حمل ممثل مدينة إيذج في البرلمان الإيراني ‘‘هدايت اله خادمي‘‘ النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عما يجري من إهمال متعمد للبيئة في الأحواز، مؤكداً أن المشاريع التي صادقت عليها الحكومات المتتالية في إيران كانت خاطئة، مشيراً إلى أن مشروع نقل مياه الأنهار الأحوازية إلى العمق الإيراني كان من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور العواصف الترابية في الإقليم.

وكشف علي افشه -رئيس دائرة الصحة بمدينة القنيطرة الأحوازية- يوم الاثنين الموافق 10 أكتوبر 2016، عن نسبة الوفيات بسبب العواصف الترابية، موضحاً بقوله؛ "أن تعداد الوفيات في العام الماضي لمدينة القنيطرة وحدها بلغت 110 حالات نتيجة استنشاق ذرات الغبار في الهواء التي وصلت نسبتها 6.6 أضعاف الحد الطبيعي".

وأوضح قائلاً: ‘‘الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين هم الأكثر عرضة للخطر حيث وصلت نسبة الوفيات لـ 59 حالة، وأما الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي يأتون في المرتبة الثانية حيث وصلت نسبة الوفيات بينهم إلى 14 حالة‘‘.

وبالنسبة للتلوث البيئي الذي خلفته شركات النفط والغاز في جنوب الأحواز فقد كشفت تقارير بيئية أن مستوى التلوث الجرثومي في سواحل المدن الجنوبية ازداد بشكل غير مسبوق حيث وصل مستوى التلوث بالجراثيم والبكتريا إلى أربعة أضعاف المعدلات الطبيعية.

وأظهرت تحاليل المختبرات المختصة في هذا الشأن أن مستوى التلوث قد زاد على 1600 بكتيريا في ‘‘100 ML‘‘ ما ينذر بعواقب وخيمة ستهدد حياة الكائنات البحرية فضلاً عن الخشية من تسرب هذا التلوث إلى موائد الأحوازيين إذا ما تناولوا الأسماك أو الكائنات الأخرى التي قد تكون مصابة بأمراض أو تسمم نتيجة هذا التلوث.

وأشار خبراء الصحة، إلى أن هذا المستوى من التلوث سيسبب الإصابة بالسرطان ناهيك عن الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي.

وأفادت أنباء سابقة، أن كميات كبيرة من المواد السامة قد تسربت من معدن كجين لليورانيوم في مدينة جرون إلى سواحل هذه المدينة وامتدت بقعة التلوث إلى سواحل جزيرة قيس مما تسبب في نفوق آلاف الأسماك.

وقال شهود عيان، من جزيرة قيس إن قضية نفوق الأسماك لم تحدث سابقاً وتكاد تكون هي الأولى من نوعها، وأضاف هؤلاء الشهود أنهم قد وجدوا هذه الأسماك النافقة وهي منتفخة العينين ولون جلدها قد تغير إلى اللون الأحمر.

ورأى أحد الخبراء الأحوازيين أن السبب الأساسي وراء هذه الكارثة هو تسرب المواد السامة من معدن كجين بالإضافة إلى التلوث الناتج عن المصانع والمنشأة البتروكيماوية وإن كل هذه الأمور أدت إلى بروز ظاهرة المد الأحمر في سواحل منطقة جرون. حيث إن المد الأحمر يسبب نضوب الأكسجين المذاب في الماء، مما يؤدي إلى موت الكائنات البحرية، كما حذر أحوازيون في مدن عسلوية، وكنعان، وبستانو وأختر الساحلية من ارتفاع معدلات التلوث في مياه الخليج العربي بالقرب من سواحل هذه المدن.

تفاقم الأزمة البيئية

وقد تفاقمت الأزمة البيئية لدرجة أن مسؤولين النظام الإيراني طالبوا الحكومة بإيجاد حل لهذه الأزمة التي بدأت تهدد حيات كل من يعيش في أرض الأحواز من المواطنين والمستوطنين الفرس

وفي هذا المجال، صرح في بداية شهر فبراير من عام ٢٠١٦ عضو اللجنة العلمية لمؤسسة بحوث الغابات والمراعي في إيران "محمد درويش"، أنه من خلال البحوث التي أجريت لمعرفة مستوى التعليم والتربية في ٣١ محافظة إيرانية، بينت تلك البحوث إن محافظة الأحواز هي الأسوأ، حيث طلب أكثر من ١٢ ألف معلم الهجرة للعمل في المحافظات الإيرانية بسبب سوء وقد غادر نصفهم بحسب إحصائيات التربية والتعليم وينتظر أكثر من ٦٠٠٠ معلم دوره في الانتقال.

وتساءل درويش ما هو الدافع الذي يبقي المواطن إن كان لا يستطيع التنفس بسهولة، مؤكداً أن المواطنين في هذه المحافظة لا يستطيعون التنفس فقد ارتفعت نسبة التلوث EC في مدينة الأحواز إلى ٢٣٠٠ وفي المحمرة ٣٩٠٠، ولا يجدون الماء الصلاح للشرب، فما الذي يبقي المواطن للبقاء والعيش في هذه المحافظة المصنفة عالمياً بالتلوث.

وكشف الأستاذ كاظم الحمادي، الخبير في شؤون المياه والبيئة في الأحواز، إن مناطق شمال الأحواز ستواجه أزمة حادة في توفير مياه الشرب والري.

وأوضح الحمادي، أن المنطقة برمتها مهددة بالجفاف، ذلك أن منسوب المياه في الأنهر الأحوازية انخفض بشكل غير مسبوق بسبب مشروع تحريف الأنهر، ما ينذر بوقوع كارثة بيئية في الفترة المقبلة.

وقد أظهرت الدراسات والتقارير، أن منسوب المياه في نهر الكرخة انخفض بنسبة 80% مقارنة بمعدله الطبيعي، كما انخفض منسوب المياه في نهري كارون والدز بنسبة 35%، في حين انخفض منسوب المياه في نهر الجراحي بنسبة 70%.

ونقلت ‘‘وكالة إيرنا للأنباء‘‘ يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2016، خبرا مفاده، نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والطيور في هور العظيم إثر تلوث المياه، بسبب تسرب كميات كبيرة من النفط الخام.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook