الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«المسند» مفنداً إدعاءات الإمارات: تستطيع بناء جبل صناعي ولكن لا يمكنها تغيير المناخ

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – خالد العبدالله:

قال الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، إن دولة الإمارات العربية المتحدة يمكنها إنشاء جبل صناعي؛ لكن لا يمكنها تغيير المناخ.

اضافة اعلان

جاء ذلك في سياق تعليق المسند على الخبر الشائع عبر وسائل الإعلام حول اعتزام الإمارات بناء أول جبل صناعي يُنشئه الإنسان على كوكب الأرض، ضمن مساعيها لزيادة نسبة هطول الأمطار فيها.

وأضاف في حسابه على "تويتر" إن "إنشاء جبل أو سلسة جبال اصطناعية فكرة قديمة، فقد اطلعت قبل نحو 23 سنة على كتاب لجغرافي سعودي، من خريجي جامعة الإمام، باح بالفكرة بالتفصيل الممل، وذلك عبر كتاب ملؤه العجائب والغرائب التي لا تنتهي، ومنها فكرة إنشاء سلسة جبال اصطناعية وسط نجد؛ من أجل تكوين وتشكيل بيئة مثالية لصيد الرطوبة وتفعيلها، وذلك عندما يصطدم الهواء المحمل بالرطوبة بسفوح الجبال العالية، فيرتفع إلى أعلى فيبرد، فتنخفض درجة الحرارة تلقائياً بسبب الارتفاع، ومن ثم تتكون وتتشكل السحب فوق السلسلة الجبلية الصناعية، وربما يتبعها نزول الأمطار".

وأوضح أستاذ المناخ: "هذه الفكرة المجنونة علقت عليها في حينها، بأن أصلها العلمي والجغرافي والفيزيائي صحيح وسليم، وكلما اتسعت رقعة مساحة الجبال، وارتفعت نسبة الرطوبة النسبية في الجو، وكانت الجبال شاهقة (أعلى من 2000 متر مثلًا)؛ تكللت الفكرة بالنجاح، والنموذج بالفلاح؛ لكن تبقى مجرد فكرة في الأذهان، ونصوص في المكتبات، ورسوم في الكراسات، ومعادلات رياضية فيزيائية في الحاسبات، وعليه أزعم أنه من الصعب، بل ربما من المستحيل تجسيدها في الواقع، إذ أن هذا يندرج تحت الخيال، على الأقل في العصر الحالي".

وتساءل المسند: "من يستطيع دعم مشروع لبناء جبال يناهز ارتفاعها 2000 متر وطولها عشرات الكيلومترات من أجل نزول الأمطار، شريطة أن تتوافر الرياح الملائمة، والمحملة بالرطوبة النسبية؟ فإن كان الهدف من الفكرة الإماراتية بناء جبل واحد فريد يتيم، وارتفاعه أقل من 2000 متر، فهذا لا يندرج تحت بند المستحيل، فقد يُبنى؛ ولكن لن يُغير في البيئة المطرية شيئا عدا انخفاض درجة الحرارة لمن يصعد قمته".

وتابع: "الشواهد على ذلك كثيرة، فمثلًا جبلا أجا وسلمى في منطقة حائل لم يُغيرا في منسوب الأمطار بشكل يُذكر، كذلك سلسة جبال مدين أطول من 100 كيلو متر، ويعلوها جبل اللوز الذي يرتفع لنحو 2580 مترا، ومع ذلك لم تضف تلك السلسة أمطارا تُذكر للمحيط الجغرافي هناك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك جبال عظيمة في حرة الشاقة، وحرة خيبر، وحرة رهط، وجبال الفقرة شمال غرب المدينة، وجبل رضوى (2300 متر) في ينبع النخل، كلها بحجم وهيئة لا يستطيع الإنسان محاكاتها، ومع ذلك لم تضف أو تغير في نسبة الأمطار بشكل يُذكر".

وردا على من يحتجون ببناء الفراعنة للأهرامات بوسائل بدائية جدًا قبل نحو 4500 سنة، أجاب المسند: "الإمارات تستطيع بناء جبل أكبر من الأهرامات ببضعة أضعاف، ولكن لن يتحقق الهدف المنشود، وهو تغيير البيئة المطرية، إذ أن الموضوع يحتاج إلى أكبر مما نستطيع بناءه في العصر الحالي".

وأكد أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم أن تغيير البيئة المطرية في منطقة فقيرة الأمطار، كدول الخليج العربي، يحتاج إلى توافر رياح مفعمة بالرطوبة النسبية، وبناء سلسلة جبلية عالية (أعلى من 2000 متر)، وطويلة (بضعة عشرات من الكيلومترات)، "الأمر الذي لا يتأتى إلا بتحالف كل الشركات العالمية، وبدعم كل البنوك الدولية، وإشغال مئات الآلاف من العمال، وعشرات الآلاف من المهندسين، ومئات الآلاف من المعدات والتقنيات" حسب قوله.

واختتم المسند تصريحاته بالتأكيد على أن قدرات الجيل الحالي لا تمكنه من بناء الجبال، على الأقل وفق التقنيات الحالية، "أما المستقبل فعلمه عند الله"، بحد تعبيره.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook