الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حجز الأماكن للغائبين.. هل هو ذوقٌ أم تعدٍّ على حقوق الآخرين؟

00
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - هياء الدكان:

يعمد البعض إلى حجز أماكن لمعارفهم، أو من أوصاهم، سواء في المصليات النسائية أو في المساجد، أو في قاعات الحفلات والمحاضرات، وقد جاء في الحديث نهي عن الجلوس في مكان أحد، فروى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ - وفي رواية - مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ).

اضافة اعلان

كما أمرنا الرسول الكريم بالتفسح في المجالس، وتوفير مكان مناسب للناس، ونهانا من أن نقيم شخصاً ليجلس مكانه أحد فقد قال صلى الله عليه وسلم: (نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا)، ولا يفرق بين اثنين إلا بعد إذنهما، فعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا يَحِلُ للرَّجُلِ أَنْ يُفرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْن إِلا بِإذْنِهِمَا».

لكن حجز مكان، أو وضع سجادة، أو أي قطعة في مجلس، أو وضع شيء على كرسي شاغر، لشخص أو لامرأة لم تحضر بعد، وقد تمنعها ظروفها أن تأتي وغيرها حضرت ولم تجد مكاناً فخرجت، أو جلست من غير راحتها فهذا من غير اللائق وليحذر منه.

وأقبح من ذلك من حجز مكاناً بالمسجد، أو أوصى من يحجزه له! أو أن يكون بين الصفوف متسع، وغيره يصلي في الممرات وأماكن النعال - أعزكم الله - وهناك أماكن محجوزة لأحد قد لا يأتي وقد لا يستطيع الوصول للمكان من الزحام، فأين الإيثار وأين الأخلاق في ذلك؟

وقد جاء في "مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله" (22/193):

"وسئل أيضاً (رحمه الله تعالى) عمّن تحجّر موضعاً من المسجد بسجادةٍ، أو بِساط، أو غير ذلك، هل هو حرام؟ وإذا صلّى إنسان على شيءٍ من ذلك بغير إذن مالكه هل يكره أم لا؟

فأجاب: ليس لأحد أن يتحجّر من المسجد شيئاً، لا سجّادة يفرشها قبل حضوره، ولا بساطاً، ولا غير ذلك، وليس لغيره أن يصلّي عليها بغير إذنه، لكن يرفعها، ويصلّي مكانها في أصحّ قولي العلماء، والله أعلم".

أما إذا ترك مكانه وخرج لحاجة، ثم عاد فهو أولى فالمكان في المسجد حقّ لصاحبه الحاضر، فإذا ذهب لقضاء حاجة كإعادة الوضوء، أو إعانة على عمل برّ، ونحو ذلك. فإذا عاد هو أولى به، وهذا من الآداب الواجبة على كل فرد معرفتها، والقيام بحقها، وعدم التعدي على الآخرين وحرمانهم حقهم.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook