تواصل - فريق التحرير:

تمضي الأيام سريعة، وها قد مرت سبعة أيام من شهر شعبان، وربما هناك من لم يصم بعد، أو يشحن طاقته الإيمانية، خلال الأيام المنقضية.

لكن لازالت الفرصة متاحة لمن أراد أن يتزود بطاقة إيمانية تساعده على بلوغ شهر رمضان، بجرعة إيمانية عالية.

فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان".

اقرأ أيضًا:

“السديس” في خطبة الجمعة: شعبان شهر تتشعب فيه الخيرات فأكثروا من صيامه (فيديو)

الصيام 

فاعمل على استغلال ما تبقى من أيام في شهر شعبان في صوم بعضها، أو أكثرها ما استطعت، فإنها والله لأيام مباركات، فيها ترفع أعمال العباد إلى الله.

روى الترمذي والنسائي عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ من حديث النبي صلي الله عليه وسلم ".. وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ".

وهذا هو جوهر الصوم، وحقيقة غايته، أن يزيد الفرد المؤمن من رصيده من الطاعات في تلك الأيام، حتى يثقل عمله، ويزيد مدخراته من أعمال الخير والحسنات.

وما من شيء يندم عليه الإنسان بعد موته أكثر من لحظة لم يطع الله فيها، أو يتزود فيها من الخيرات.

اقرأ أيضًا:

“الخثلان” يوضح الحكمة من إكثار النبي ﷺ الصيام في شهر شعبان

شهر السقي

إنها فرصة لمن شغلته الدنيا وانشغل بها عن مرضاة الله والاقتراب منه، فشعبان هو شهر السقي، كما يقول أبو بكر البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".

ولاشك أن الإخلاص في العمل هو الدليل على كماله، وسر قبوله. وكان السلف يحبون ستر أعمالهم ويجتهدون في إخفائها، ويعملون على أن لايطلع عليها أحد؛ فكان أحدهم إذا صام أدهن وتطيب حتى لا يرى عليه أثر الصيام.

ويروى أن أحدهم صام أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يأخذ رغيفين من بيته ويخرج إلى سوقه فيتصدق بالرغيفين فيظن أهله أنه يأكل الرغيفين ويظن أهل السوق أنه يأكل في بيته.

كثرة صلاة النوافل

ويستحب للإنسان أن يُعوّد نفسه على كثرة صلاة النوافل، ويحاول الإطالة فيها ما استطاع، وأن يخصص جزءًا من ليله، ولو قدر أداء ركعتين فقط لقيام الليل، حتى لا يكون قعوده مدعاة للكسل والتململ عن قيام الليل في رمضان.