تواصل - فريق التحرير:
تحب خديجة وسيم التي تعمل في شركة "مونيتور ديلويت"، المتخصصة في تقديم الاستشارات الإستراتيجية في تورونتو بكندا، الشاي والقهوة.
لذلك عندما أخبرت زملاءها يأنها تستمتع بفنجانها الأخير قبل بداية شهر رمضان في الأسبوع الماضي، سارعوا إلى ممازحتها.
وكانت المفاجأة عندما قال أحد الزملاء إنهم يحتفلون بشهر رمضان أيضًا وإنهم تخلوا عن القهوة منذ أكثر من أسبوع.
لكن موقع "جلوبال نيوز"، يقول إن مثل هذا الشعور والجو الداعم لا يزال غير موجود في العديد من أماكن العمل.
فعلى الرغم من أن الإسلام يعد ثاني أكثر الأديان انتشارًا في كندا وفقًا لإحصاء عام 2021 (1.8 مليون مسلم).
إلا أن العديد من المسلمين يواجهون تحديات في مكان العمل.
أبرز الصعوبات
ويشكو البعض من نقص في توفير أماكن إقامة خاصة بهم وقلة الدعم خلال شهر رمضان، فيما يواجه آخرون صعوبات عند الخروج للصلاة خمس مرات في اليوم.
قالت سارة ساسكا، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاستشارات: "يبدو أن كراهية الإسلام ومعاداة الإسلام ونوعًا من المشاعر المعادية للمسلمين بشكل عام قد تم استبعادها إلى حد ما من مناقشات التنوع والمساواة (و) الشمولية في العديد من أماكن العمل".
وأضافت أن الشركات لا تجعل القضايا الدينية على نفس القدر من الأولوية مثل التنوع الاجتماعي.
حيث تمنح الشركات والحكومات الموظفين إجازة في عيد الميلاد وعيد الفصح، لكنها لاتمنح إجازة مماثلة في رمضان أو الأعياد الدينية الأخرى.
بدورها، تشكو وسيم قائلة: "لم يتفاعل الكثير من الناس مع من يرتدي الحجاب، ناهيك عن الشخص الذي سيصوم شهر رمضان بأكمله".
اقرأ أيضًا:
“السكك الحديدية” بكندا تعتذر عن منع مسلم من الصلاة
أماكن للراحة خلال رمضان
وقال وقاص شفيق، مدير الاستدامة المالية وجمع التبرعات في الرابطة الإسلامية الكندية، إن أماكن الإقامة في مكان العمل تختلف بناءً على كيفية ممارسة الأفراد للإسلام والصيام.
وأضاف: "الغالبية العظمى عادة ما يكونون متعبين قليلاً في الصباح لأن الليل أطول قليلاً، أو قد يستغلون ساعة الغداء للعثور على مكان هادئ لأخذ قسط من الراحة".
ومع ذلك، فإن ترتيبات العمل عن بُعد والمختلطة التي طبقت إبان جائحة كوفيد – 19 إلى جانب الحماية الدينية في قانون حقوق الإنسان الكندي جعلت من السهل على المسلمين وأرباب العمل "العثور على الوسيلة السعيدة".
قال شفيق: "لم نسمع الكثير من الشكاوى".
وقال: على الشركات التي تفكر في أفضل طريقة لدعم العاملين من كل دين أن تبدأ بتثقيف نفسها حول التركيبة السكانية لقوتها العاملة وكيف يمارسون الدين.
وحثت ساسكا الشركات على تطبيق ما تعلمته على جميع سياساتها.
وأشارت إلى أن الجهود المبذولة لدعم الموظفين والعاملين يجب أن تتجاوز البيان حول التنوع بشكل عام.
وأوضحت أن إحدى الطرق "السريعة والواضحة" التي يمكن للشركات أن تدعم العمال بها هي تقديم المزيد من المرونة فيما يتعلق باجتماعات الفريق وساعات العمل والمواعيد النهائية.
وتابعت: "يمكنني النزول إلى غرفة الصلاة (لدى صاحب العمل)، والصلاة لمدة خمس إلى ست دقائق، ثم أتمكن من العودة إلى العمل".
وكان توفير مساحة للطقوس الدينية أولوية عندما انتقلت شركة "إنتويت" للبرامج المالية مؤخرًا من ميسيسوجا.
قال ديفيد ماركيز، نائب الرئيس والمدير الإقليمي للشركة في كندا:
إن مكتب الشركة السابق كان يضم مكتبًا به غرفة صلاة "مؤقتة" لم تكن "لطيفة للغاية".
وفي مكتبها الجديد في وسط المدينة في مبنى "ويل" الأنيق، تعد أماكن الصلاة في الطابق التاسع عشر للشركة نقطة محورية.
بالإضافة إلى المناظر المترامية الأطراف، توجد أماكن للوضوء، ومناطق منفصلة للرجال والنساء، بالإضافة إلى توفير سجادات الصلاة.
وتأثر أعضاء "انتويت مسلم أورنيس نتورك"، عندما زاروا المكان لأول مرة.
قال ماركيز: "أخبرني أحدهم أنهم بكوا ... لأنه كان من الواضح تمامًا مدى التفكير الذي أصابهم".
اقرأ أيضًا:
رمضان في كندا.. المساجد تعمر بالمصلين ومجالس القرآن
يوم عالمي للصيام
وتنظم هذه المجموعة شهرًا من الأنشطة التي تتمحور حول رمضان والتي تهدف إلى تعليم العمال الطقوس الإسلامية وكيفية الانتباه إلى الزملاء المسلمين.
أما الحدث الأبرز فهو يوم عالمي للصيام، حيث ينضم الموظفون من جميع الأديان إلى زملائهم المسلمين في الذهاب بدون طعام أو ماء.
كانت المشاركة بمثابة "لفتت نظر حقيقية" لماركيز، الذي يشجع الشركات الأخرى على التعامل مع الموظفين حول كيفية استيعاب جميع الأديان.
وقال: "إذا كان هناك دعم واضح من أعلى إلى أسفل و... كان الموظفون مشاركين، فإن القيادة تظهر الدعم، وتستفيد ثقافتك بشكل كبير".
