الأحد، 04 ذو القعدة 1445 ، 12 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

انهيار "سيليكون فالي".. كيف توقع الأمريكيين الصدمة وتجاهلها العالم؟

386419
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

انهار بنك سيليكون فالي "SVB" الأمريكي بشكل - لم يكن مفاجئا للأمريكيين - لكنه كان مفاجئا للعالم أجمع، وكان هذا البنك هو الوجهة المفضلة للشركات الأميركية الناشئة في مجال التقنية.

اضافة اعلان

لم يكن الأمر مفاجئا للأمريكيين أنفسهم للعديد من الأسباب، أبرزها ماحدث يوم الجمعة الماضية وقبل الإعلان عن إفلاس البنك رسميا، حيث واجه البنك سحبًا غير اعتياديا للودائع وأزمة في رأس المال.

صدمة للعالم رغم توقعات الأمريكيين

أما العالم، فقد صُدم بخبر إعلان إفلاس البنك، خاصة البنوك العاملة في الدول العربية والتي أصبحت تبحث بدورها عن مخرج من الأزمة، وبدأت في السعي للحصول على أموالها.

وبشكل عاجل تحركت الحكومة الأمريكية خوفا من انتشار العدوى، وأعلنت تمكين المودعين من الوصول إلى أموالهم، جنبًا إلى جنب مع إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن برنامج تمويل طارئ لدعم قدرة البنوك على الوفاء بالتزاماتها تجاه المودعين.

وباعتبارها أكبر المساهمين في البنك، أجرت الحكومة البريطانية مناقشات على مدار الليل من أجل بيع وحدة "سيليكون فالي بنك" في المملكة المتحدة قبل افتتاح البورصة.

هل كان الانهيار مفاجئا؟

لم يكن مفاجئا بالنظر إلى الفترة الماضية والتي كانت شديدة الصعوبة على البنك والعملاء على حد سواء، ففي الثامن من مارس الجاري، أعلنت الشركة الأم للبنك "إس في بي فايننشال جروب"، بيع 21 مليار دولار من الأوراق المالية من محفظتها بخسارة 1.8 مليار دولار، مع خطةلبيع 2.25 مليار دولار من الأسهم الجديدة لدعم مواردها المالية.

وأثار ذلك مخاوف أصحاب رؤوس الأموال المغامرين البارزين مثل "بيتر ثيل"، الذي نصح العملاء بسحب أموالهم من البنك، وبعد يومين فقط، أعلن فشل جهود المبذولة لطرح أسهم جديدة، أو العثور على مشتر للبنك، ووضع تحت الحراسة القضائية، ما أثار قلقًا أعمق في القطاع المصرفي.

أسباب الانهيار

السبب الأساسي للانهيار يرجع إلى رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قبل عام لكبح جماح التضخم، وبعد التحرك القوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى استنفاد زخم أسهم التقنية التي كان بنك وادي السيليكون يستفيد منها.

كما أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى تآكل قيمة السندات الطويلة الأجل التي التهمها بنك وادي السيليكون والبنوك الأخرى خلال حقبة أسعار الفائدة الشديدة الانخفاض والشبه صفرية. وكانت محفظة سندات البنك التي تبلغ قيمتها 21 مليار دولار أميركي تحقق عائدات بمتوسط 1.79 في المئة.

في الوقت نفسه، بدأ رأس المال الاستثماري في النضوب، مما أجبر الشركات الناشئة على سحب الأموال المودعة في البنك، لذا بدأت تلوح في الأفق خسائر في السندات مع تصاعد وتيرة سحب العملاء لودائعهم.

هل ستكون هناك عدوى مالية؟

ويتوقع أن تنقل العدوى للبنوك الأخرى، حيث تراجعت أسهم عدد من المقرضين الآخرين وسط مخاوف من العدوى.

وحذر مسؤولون حاليون وسابقون من أن هناك بعض البنوك الأخرى التي تشهد وضعًا مماثلًا للذي كان فيه "سيليكون فالي بنك".

وكان للأزمة انعكاسات فورية على الأوضاع في الخارج، حيث بدأت السلطات البريطانية في تقديم دعم فوري للمودعين،من أجل السماح للشركات بدفع رواتب موظفيها والوفاء بالتزامات التدفق النقدي، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

كما استحوذ بنك "إتش إس بي سي" على وحدة "سيليكون فالي بنك" في المملكة المتحدة، بعد محادثات مع الحكومة جرت في وقت مبكر صباح اليوم.

تأثير الأزمة على الدولار

وكان لإفلاس البنك تأثير مباشر وقوي على الدولار الأمريكي الذي هبط أمام العملات الأجنبية الأخرى.

كما يعتقد أن الحكومة الأمريكية لن تلجأ إلى أي قرارات أخرى برفع سعر الفائدة وهو ما يعني أن الأمور ستكون غير مستقرة في العالم أجمع وليس الولايات المتحدة فقط، إذا يتحكم الدولار القوي في العديد من العملات الأخرى عالميا.

وقد وُصف انهيار البنك بأنه أكبر فشل لبنك أميركي منذ انهيار مؤسسة (واشنطن ميوتشوال) Washington Mutual، التي كانت تعد كبرى الشركات الأميركية العاملة في مجال الادخار والإقراض، في شهر سبتمبر 2008.

اقرأ أيضا:

انهيار بنك وادي السيليكون.. تفاصيل أكبر إفلاس مالي منذ عام 2008

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook