الراصد لمعدل التفاعل في موقع تويتر - بالسعودية - هذه الأيام يجد أن هناك انخفاضا كبيرا فيه، وركود عام تكشفه بعض المواقع التي تقيس التفاعل بين المغردين، وإذا ما علمنا أن إحصائية سابقة صادرة عن thesocialclinic أكدت أن ثاني فئة عمرية تستخدم تويتر في السعودية هي (من عمر 24 - 18 عاماً) - وهي فئة الطلاب والطالبات-، فإن إرجاع انخفاض نسبة التفاعل في تويتر إلى انشغال هذه الفئة باختبارات نهاية العام يعد مقبولا.

وما نود أن نطرحه في هذه الأسطر هو بضعة تساؤلات نحلل بها ظاهرة المقاطعة شبه الكلية من الطلاب والطالبات في السعودية لشبكة تويتر في فترة الاختبارات.

وأول هذه التساؤلات: ما هي آثار إدمان تويتر على الطلاب؟

وهو تساؤل قد نجد بعض الإجابات عليه في تقرير بحثي حديث بعنوان (نظرة على الإعلام الاجتماعي في العالم العربي 2014)، حيث يفرد التقرير محورا كاملا عن (أثر الإعلام الاجتماعي على التعليم عربياً) يورد فيه نتائج استبيان إقليمي واسع لدراسة التأثير متعدد الأوجه لاستخدام الإعلام الاجتماعي في التعليم في المنطقة العربية شمل 22 بلدًا عربياً.

ورغم أن التقرير أورد أن نسبة تقارب 83% من المجيبين على الاستبيان أفادوا أن من شأن استخدام الشبكات الاجتماعية أن يعزز كفاءات الطلبة في مجالات مثل: (الكفاءة التقنية والإبداع، والتعاون، والأبحاث، والمهارات الشخصية، والتواصل، ومهارات العمل)، إلا أن نسبة (50% من الطلاب) شعروا أن الشبكات الاجتماعية (تشتت تركيز الطلبة في الفصل).

وهذا ينقلنا للتساؤل الثاني: ما هي علاقة إدمان تويتر بقدرة العقل على التركيز والعطاء؟

وفي ظني أن هذا السؤال يجيب عليه ما أوردته الزميلة د.مها الجريس تحت عنوان (الحقنة الإلكترونية والعقل الذي لا يستريح) في كتاب لها عن الإعلام الجديد، إذ تربط بين الإدمان على وسائل الإعلام الجديد وما يمكن تسميته بـ(الإنهاك العقلي)، وملخص ما تورده د. مها أن (إثارة المخ) بمدخلات رقمية (بصورة مستمرة)، تتعب العقل مما يسبب حالة من الإنهاك العقلي الدائم، كما يؤثر على الحالة المزاجية وينتج عنه خليط من القلق والضغط النفسي.

 وهذا ينقلنا للتساؤل الثالث والأخير:

هل يؤثر إدمان تويتر على الحالة النفسية للطالب وبالتالي على عطائه في الحياة سواء في الدراسة أو غيرها؟

يسمي بعض المعالجين النفسيين إدمان تويتر بـ(الإدمان الأبيض) ومن هؤلاء معالجين نفسيين اجتمعوا على هامش مؤتمر أقيم في جدة لعلاج الاضطراب النفسي الناتج عن الإدمان، إذ أكد أحدهم وهو المعالج سليمان الزايدي - نائب المشرف العام في مستشفى الأمل-:

أن هذا الإفراط أو الإدمان في دخول هذه البرامج لساعات طويلة ينتج عنه عدة أمراض، تتمثل في (الاكتئاب والعزلة وفقدان الثقة)، وهي ذات النتيجة التي وصلت لها (الجمعية الخيرية الوطنية العقول الشابة Young minds) في مسح أجرته على ألفين من الصغار والشباب تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 25 عاما من المدمنين على دخول الإنترنت، إذ تراوحت المشاعر التي تغلب على هذه الفئة بين (الشعور بالخوف من الفشل) و(الشعور بالاكتئاب).

وأخيراً

ربما تكون السعودية الأعلى نسبة بالعالم في استخدام تويتر بحسب الإحصائية التي قامت بها مؤسسة

BI Intelligence البحثية، لكن مقاطعة الطلاب والطالبات لتويتر في أوقات الاختبارات، كشفت عن أنه رغم المشاكسات التي يقوم بها هؤلاء إلا أننا أمام جيل قادم فيه من يمتلك القدرة على الاستخدام الواعي لتويتر وغيره.