السبت، 25 شوال 1445 ، 04 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فن التجاهل

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ثمَّة مقُولة قرأتها مرارا أعجبت بها بشدة، ولطالما حاولت جاهدة العمل بها، فنجحت حينا وأخفقت أحيانا لأني لم أصل بعد لدرجة الإتقان.

اضافة اعلان

تقول هذه الحكمة التي تنص على أهمية التجاهل في حياتنا: (‏إذا لم تتقن فن التجاهل، ستخسر الكثير وأولهم عافيتك).. فعلا كم نحن بحاجة شديدة إلى احتراف فن التجاهل حد الإتقان لنعيش بسلام و حتى ننعم براحة ا لبال.

وفي خضم حياتنا اليومية ونحن نجوب الأماكن العامة، سواء كنا في مقاعدنا الدراسية أو في أماكن أعمالنا أو حتى في الطرقات، كثيرة هي الكلمات والمواقف التي تعترض طريقنا فتؤذي قلوبنا وتعكر صفو سماءنا، وما أكثر الأشخاص الذين يُبدعون في  الإساءة لغيرهم.

تلك الكلمة السلبية، وذلك الموقف المؤذي، وأولئك الأشخاص السيئون.. ليس من السهل أن ندع أيا منها تمر علينا مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن، وهذا أمر طبيعي فنحن في النهاية بشر حتما ستؤثر فينا، وربما تجعلنا نحدث ردة فعل تجاه كل منها وغالبا ما تكون ردة فعلنا غير مشابهة لنا تماما بل كثيرا ما نضطر إلى قول أو فعل ما في لحظة انفعال رغما عنا ثم يطالنا الندم فيما بعد لأنا أسأنا لأنفسنا بمجاراتهم بينما كان الأحرى بنا أن نعرض عنهم عملًا بقوله تعالى (وأعرض عن الجاهلين).

تُرى ماهي الطريقة المثلى التي ينبغي علينا أن نتبعها في بعض الأحيان؟ حتى لانرتكب حماقات طارئة بحق أنفُسنا تلحق ضررا بعافيتنا وتسلب راحتنا.

ما من دواء أجدى من (التجاهل) خاصة في هذا الزمن الذي نعيشه وقد كثرت فيه المنغصات الحياتية والاجتماعية.

تجاهل ثُم تجاهل كُل ما يؤذيك من كلمات ترى أنه لا يليق بك أن ترد بمثلها، ثم تجاوز كُل موقف لايستحق منك وقوفك الطويل بعتباته، وأدر ظهرك لكل ناعق لايأبه لأفعاله وأقواله السيئة مع الآخرين.

لنتجاهل ما استطَعنا إِلى ذلِك سبيلًا كُل الأشياء التي تأخذ منا ثَمين أوقاتنا وجُلّ طاقاتنا، وتؤثر سلبًا على صحتنا ولا تعود علينا بما ينفعنا.

وأخيرًا كُن على يَقين تام أنه ليس هناك مايستحق أن تُهدر عافيتك وسلامك الداخلي والخارجي من أجله.

هاجر بنت محمد كاتبة سعودية

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook