تواصل - فريق التحرير:

سجلت بريطانيا عددًا قياسيًا من الوفيات في العام الماضي نتيجة تعاطي الكحول، فيما يعزوه الخبراء إلى تزايد الإقبال على شرب الخمور في ظل الإغلاق العام الذي فرضته البلاد لمنع تفشي جائحة كوفيد – 19.

وبلغت أعداد الوفيات 9 آلاف و641 حالة في عام 2021، وهو ما يزيد بنسبة 7.4 في المائة في عام واحد، وأكثر من الربع (27.4 في المائة) منذ عام 2019، آخر عام قبل كوفيد.

الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، تشمل فقط الوفيات المرتبطة مباشرة بالنبيذ، مثل مرض الكبد الكحولي والتسمم وبعض الاضطرابات العقلية.

فيما ستؤدي إضافة الوفيات "المرتبطة" بالكحول، مثل بعض أنواع السرطان، إلى زيادة عدد الوفيات.

اقرأ أيضًا:

تحذير طبي عالمي.. تناول الكحول يصيب بالتسمم والسكتة التنفسية

دعوات لرفع الضرائب على الكحول

ووصفت جمعيات طبية الأرقام بأنها "مأساوية" و"مأساة وطنية" ودعت الحكومة إلى وضع استراتيجية للكحول ورفع الضرائب على البيرة والنبيذ للحد من الإقبال عليها.

وقال جيمس تاكر، من مكتب الإحصاء الوطني: "ارتفعت الوفيات المرتبطة بالكحول بشكل حاد منذ ظهور جائحة الفيروس التاجي، وكان مرض الكبد الكحولي السبب الرئيسي لهذه الوفيات".

وأضاف: "من المرجح أن يكون هذا الارتفاع نتيجة لزيادة استهلاك الكحول أثناء الوباء. تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين كانوا يشربون بالفعل بمستويات أعلى قبل الوباء كانوا أكثر عرضة لزيادة استهلاكهم للكحول خلال هذه الفترة".

وظلت معدلات الوفيات المرتبطة بالكحول في بريطانيا مستقرة بين عامي 2012 و 2019 ، بمعدل 11.8 لكل 100 ألف شخص في نهاية هذه الفترة.

لكنها ارتفع إلى 14.0 لكل 100 ألف شخص في عام 2020 و 4.8 في عام 2021، ما يعادل 7565 حالة وفاة بسبب تعاطي الكحول في عام 2019، وترتفع إلى 8974 في عام 2020 و 9641 في عام 2021.

اقرأ أيضًا:

باحثون: تعاطي الكحول ولو بكمية محدودة يشوه دماغ الأجنة

معدل الوفاة بين الرجال ضعف النساء

وتمشيًا مع السنوات السابقة، ظل معدل الوفاة بين الرجال حوالي ضعف معدل النساء العام الماضي، حيث بلغ 20.1 و 9.9 على التوالي.

وسجلت اسكتلندا وأيرلندا الشمالية أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن تعاطي الكحول في عام 2021، بمعدلات 22.4 و 19.3. وفي إنجلترا، سجل الشمال الشرقي أعلى معدل للعام الثامن على التوالي عند 20.4.

وأكثر من ثلاثة أرباع (78 في المائة) الوفيات الناجمة عن تعاطي الكحول في عام 2021 كانت من مرض الكبد الكحولي، و12.1 في المائة بسبب الاضطرابات العقلية أو السلوكية و 5.8 في المائة بسبب التسمم.

قالت الدكتورة كاثرين سيفيري، الرئيس التنفيذي لمعهد دراسات الكحول: "هذا الارتفاع بنسبة 7.4 في المائة في الوفيات المرتبطة بالكحول مقلق للغاية بعد العدد القياسي للوفيات المبلغ عنه في عام 2020".

وأضافت "يجب اتخاذ إجراءات للحد من هذا الاتجاه الذي لا يطاق، والذي يؤثر بشكل غير متناسب على من هم أقل ثراءً في المجتمع. تُظهر الأدلة من الداخل والخارج أن التدابير المالية هي أكثر الأدوات فعالية لمعالجة الضرر الناتج عن الكحول والحد من عدم المساواة".

قال البروفيسور سير إيان جيلمور، رئيس رئيس تحالف جمعيات خيرية وجماعات من النشطاء في بريطانيا، إنه سيكون هناك ما يقرب من 10آلاف حالة وفاة مبكرة بحلول عام 2035 إذا لم يعود الشرب إلى مستويات ما قبل الجائحة.

وأضاف: "إنها مأساة وطنية أن عدد الوفيات الناجمة عن الكحول زاد مرة أخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مع خسارة كل حياة تاركة وراءها تأثيرًا مدمرًا على العائلات والأصدقاء والمجتمعات".

وتابع: "وشهد كوفيد – 19 ارتفاعًا حادًا في عدد الوفيات الناجمة عن الكحول في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وينبغي أن يؤدي استمرار هذا الاتجاه الصعودي في أرقام اليوم إلى إثارة أجراس الإنذار في وستمنستر"، في إشارة إلى الحكومة.

تدمير للأرواح والعائلات

وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "يمكن لإساءة استخدام الكحول أن تدمر الأرواح وتدمر العائلات، ونحن نتخذ إجراءات لدعم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مع برنامج قوي قيد التنفيذ لمعالجة أضرار الكحول في المملكة المتحدة والذي ساعد بالفعل عشرات الآلاف من الناس".

وأضاف: "لقد استثمرنا هذا العام 93 مليون جنيه إسترليني من التمويل الجديد لإعادة بناء خدمات العلاج من تعاطي المخدرات والكحول وخدماتها في إنجلترا، بالإضافة إلى زيادة توافر أسرة إزالة السموم للمرضى الداخليين لمساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية في الانسحاب. نقوم أيضًا بتمويل فرق رعاية الكحوليات المتخصصة في 25 في المائة من المستشفيات الأكثر احتياجًا".