قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، أمس السبت، أنّ الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي سيُعامل في السعودية "كلاجئ سياسي لا كرئيس دولة".
وتابع: "لن تسمح السعودية للرئيس المخلوع بالتصريحات السياسية أو ممارسة أي نشاط سياسي، ولا إجراء اتصالات لترتيب أموره في تونس"، مؤكدًا على وقوف المملكة إلى جانب الشعب التونسي.
وفي نفس السياق، ترددت أنباء عن استعداد الرئيس التونسي "المخلوع" زين العابدين بن علي، لأداء فريضة العمرة، فيما قال إعلامي سعودي أنّ ابن علي سيعامل بالسعودية كلاجئ سياسي وليس كرئيس دولة.
وكان مئات التونسيين قد نظموا مساء السبت مظاهرة أمام السفارة السعودية بباريس للمطالبة بتسليم بن علي لمحاكمته بعد ان لجأ الي المملكة بعد هروبه مباشرة.
من ناحية اخري، وللمرة الأولى، قامت قناة "تونس 7" الرسمية، بقطع النشرة الإخبارية لبث الأذان، حيث اشتهر عهد الرئيس "المخلوع" زين العابدين بن علي بعدم بث الأذان نهائيًا في التليفزيون الرسمي، كما اشتهر بمعاداته للحجاب ومضايقاته لإقامة الصلاة بالمساجد.
تونس .. الفقراء يهزمون الرئيس
دخلت تونس أمس في عهد جديد.. ونجحت انتفاضة الشبان العاطلين التي استمرت 26 يوما, سقط خلالها عشرات الضحايا, بإعلان رحيل الرئيس زين العابدين بن علي إلى خارج البلاد، وتولي رئيس الوزراء محمد الغنوشي رئاسة البلاد بشكل مؤقت في تسوية لم يكشف عن تفاصيلها. * كيف كانت البداية:
اندلعت الاحتجاجات والاضطرابات التونسية بعد أن أشعل الشاب (محمد بوعزيزي) النار في جسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد التونسية (265 كلم جنوب تونس العاصمة) في 17 ديسمبر الماضي بعدما تعرض للضرب على أيدي قوات الشرطة لأنه لم يحصل على تصريح من السلطات الرسمية للعمل بائعاً للفواكه والخضروات، ثم توفي لاحقا على سرير العلاج في مستشفى "بن عروس" متأثرا بجروحه.
يمكن للتاريخ أن يسجل أن الإنترنت قد دشن لثورة جديدة في قيام الثورات عبر تسريبات موقع ويكيليكس الشهير، وبأن تونس أول بلد يدشن الدخول في هذه الثورة الجديدة ولا تقودها معارضة سياسية لا داخلية ولا خارجية ولا تشهر لها صحافة كلاسيكية وطنية أو دولية، ولكنها من صنع وقيادة آخر التكنولوجيات الحديثة من مواقع إنترنت وكاميرات مثبتة على الهواتف الجوالة. فبتسريب برقية قصيرة ودقيقة هي خلاصة لتقرير بعث به السفير الأمريكي في تونس إلى رؤسائه في الخارجية الأمريكية ومفاده أن الأوضاع في تونس متعفنة والفساد مستشر في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية نتيجة تحكم زوجة الرئيس التونسي وأصهاره في دفة هذا الفساد واستئثارهم الشخصي بالاقتصاد والأعمال والثروات الوطنية.. اندلعت الثورة الاجتماعية في تونس في 17 كانون الأول/ديسمبر ضد غلاء المعيشة والبطالة والفساد.
وكانت الحكومة التونسية حاولت عبثا تهدئة الأوضاع بإقالة العديد من المسؤولين آخرهم وزير الداخلية وإعلان الإفراج عن جميع الموقوفين "باستثناء المتورطين في أعمال نهب". * الساعات الأخيرة:
عند السادسة مساء الجمعة طوت تونس صفحة زين العابدين بن علي بإقلاع طائرته دون عودة من مطار قرطاج وترك الرئيس السابق لرئيس وزرائه محمد الغنوشي أن يتولى رئاسة مؤقتة، أُطلقت على الفور شكوك بدستوريتها. كما ترك بن علي تونس أيضا في عهدة حال الطوارئ التي يستلم الجيش فيها عادة المسؤوليات الفعلية في البلاد. وكان سيناريو إصعاد الرئيس إلى رحلة إلى المنفى قد نضج في الساعات الأخيرة، وتسارع تطبيقه في ساعات الظهيرة عندما سقط ما لا يقل عن 16 قتيلا في العاصمة تونس. وجاء الإعلان عن مغادرة بن علي (74 عاما) والذي يحكم تونس بيد من حديد منذ 23 عاما، بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ عقب صدامات عنيفة شهدتها العاصمة التونسية ومدن أخرى، ورغم قراره حل الحكومة والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة.
وأعلن الغنوشي في بيان قرأه عبر التلفزيون الرسمي محاطا برئيسي مجلس النواب فؤاد المبزع ومجلس المستشارين عبد الله القلال عن تسلمه الحكم "طبقا لأحكام الفصل 56 من الدستور" الذي يتناول "تعذر رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية". وأضاف "وباعتبار تعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، أتولى من الآن سلطات رئيس الجمهورية وأدعو كافة أبناء الشعب من مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية والفئات والجهات بالتحلي بالوحدة لتمكين بلادنا التي تعز علينا جميعا من تخطي هذه الصعاب". كما تعهد الغنوشي "باحترام الدستور" والقيام "بالإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تم الإعلان عنها بكل دقة بالتعاون مع الأحزاب ومكونات المجتمع المدني". وسمع صوت إطلاق رصاص من أسلحة رشاشة مساء الجمعة في تونس بعيد مغادرة بن علي إلا انه لم يكن بالإمكان معرفة مصدر إطلاق النار بدقة في العاصمة التي خلت إلا من قوات الأمن.
يساريون وإسلاميون:
وكانت شخصيات لقاء 18 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تضم يساريين وإسلاميين وليبراليين، قد سارعت لإعلان موافقتها على تشكيل حكومة ائتلافية، فيما كان تسارع الأحداث وحركة الشارع أسبق إلى التمسك برحيل بن علي. هناك رهانات يجري تداولها على استمرار الاحتجاجات للمطالبة برحيل كل رموز العهد السابق، وإخراج التجمع الدستوري من الحياة السياسية كليا بعد 52 عاما من احتكاره للسلطة. وكانت السلطات التونسية أعلنت حالة الطوارئ "في كامل أنحاء الجمهورية .. حفاظا على سلامة الأشخاص والممتلكات من الشغب". كما أعلن الجيش عصرا سيطرته على مطار تونس قرطاج الدولي وإغلاق المجال الجوي، بحسب ما أعلن مصدر ملاحي. وقد تواصلت منذ صباح الجمعة التظاهرات والتجمعات في وسط تونس بمشاركة آلاف المتظاهرين قبل أن تفرقهم قوات الأمن بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع.
أين الرئيس؟
الرئيس التونسي بن علي توجه إلى مالطا بأربع مروحيات ومن ثم بطائرة مدنية. وصدر عن الديوان الملكي السعودي البيان التالي: انطلاقا من تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة. وإن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق لتأمل ـ بإذن الله ـ في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه. - ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي بن علي موجودة حاليا في دبي.
مواقف بعض الدول:
- القذافي: تونس خسرت كثيرا وابن علي افضل من يحكم تونس
-الاتحاد الافريقي: ما حدث في تونس يتوافق مع القانون والدستور
-أوباما يشيد بـ"شجاعة وكرامة" الشعب التونسي.
- الاتحاد الأوربي يدعو إلى "حل ديمقراطي دائم" في تونس، كما دعا إلى الهدوء بعد خروج بن علي.
- المملكة المتحدة تنصح رعاياها بتجنب السفر إلى تونس إلا في حالات الضرورة. –
فرنسا الحليف الأقرب لابن علي، قال مصدر قريب من الحكومة الجمعة إن فرنسا "لا ترغب في مجيء بن علي إلى أراضيها، عازيا هذا الموقف إلى عدم الرغبة في إثارة استياء الجالية التونسية في فرنسا".
- الخارجية البريطانية: تونس تعيش لحظة تاريخية، والتونسيون عبروا خلال الأسابيع الماضية عن تطلعاتهم. - اتحاد العلماء يتضامن مع شعب تونس ويناشدون قوات الأمن التونسية أن يتقوا الله في مواطنيهم.
- مئات المصريين والتونسيين أمام السفارة التونسية في القاهرة احتفاءً بخروجه من البلاد.
• المصادر: AFP، CNN، الحرة، الجزيرة، واس، الشرق الأوسط، مصراوي.
تقارير تلفزيونية:
1
2
3
4
5
