السبت، 18 شوال 1445 ، 27 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

نحو حلف سُني بمخالب عسكرية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ردود الأفعال العربية والإسلامية المتعلقة بمواجهة المحاولات الغربية الساعية نحو حصار أهل السنة ومواجهتهم تتسم في غالبها بالارتجالية والعشوائية وتحكمها ظروف قطرية محدودة وتداخلات سياسية قاصرة.

اضافة اعلان

فالأمة السنية، على الرغم مما يحاك لها، تفتقد حتى الآن لاستراتيجية متكاملة يمكن من خلالها مواجهة هذه الإساءة الغربية بفاعلية، وهو ما يغري الغرب المفتون بالاستمرار في تلك المواجهة حتى نهايتها التي خطط لها.

وتنطلق إستراتيجية المواجهة برأينا من محورين أساسيين، أولهما تقييم المواجهة الحالية، والثاني وضع المعالم الأولية للإستراتيجية المقترحة على قاعدة من المنطلقات الأساسية المعينة على فهم القضية في إطارها الصحيح.

وبصدد تقييم المواجهة الحالية نقول أنها تتسم بعدم التناغم وعدم تنسيق الجهود والأهداف، فكانت أقرب إلى الصورة العشوائية الارتجالية، إضافة إلى كونها لم تتعدى حدود الكلمات والنداءات المتكررة والمحذرة وفقط، في مواجهة استراتيجيات تستخدم كافة أنواع الأسلحة والمواجهة.

ومن ثم فإننا نقول إن استراتيجية المواجهة المقترحة نجاحها رهن انباعثها من مجموعة من المنطلقات والثوابت في مقدمتها التقيد بضوابط الشرع الإسلامي في المواجهة، وإدراك البعد العقدي الباعث على المواجهة، والاستمرارية والشمول حتى تحقيق الهدف من مواجهة المخطط الغربي والتناغم والتكامل بين كافة الأطراف النشطة في مجال المواجهة.

أما عن تفاصيل الإستراتيجية المقترحة فنرى أنها تتمثل في ثلاثة محاور رئيسة ، أولها مواجهة علاجية ونقصد بها النقض العقلاني القريب من العقلية الغربية لهذه الإساءات، وتفنيد مزاعم الغرب في هذا الصدد.

وإبراز الجانب المشرق لمنهج أهل السنة والجماعة من خلال عقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات وورش العمل، والفضائيات التي توجه للغرب مباشرة تعريفًا بمذهب أهل السنة ومواجهة لما يدور حوله في العقل الغربي، مع العناية بترجمة وإصدار الكتب التي تخاطب العقلية الغربية وتزيل ما علق بها من أوهام عن أهل السنة.

ويتبع ذلك محاولة الخروج من مرحلة الدفاع العاطفي إلى الهجوم الفكري المنظم على القيم الغربية وتفنيدها مقارنة بقيم أهل السنة لإعلاء شأن هذه القيم وبيان تخلف القيم الغربية عنها.

أما المواجهة العلاجية فتتم من خلال تقوية الجاليات المسلمة السنية في الغرب وتوحيد صفها، بحيث يمكنها القيام بأدوار أكثر فاعلية في صد هذه الهجمة لكونهم أكثر قربًا وفهمًا العقلية الغربية ومنطلقاتها وأجدر من يتعامل معها.

وثالثاً مواجهة بعيدة المدى ونقصد بها تحرك المؤسسات الرسمية الداخلية للدول التي تعلن تبنى مذهب أهل السنة بوضوح للتحرك مؤسسيا ودوليا لوقف الإضرار بأهل السنة، واحتواء الأضرار الإقليمية الناجمة عن هذه المؤامرة.

يضاف إلى ذلك السعي نحو تشكيل حلف إقليمي بمخالب اقتصادية وعسكرية يكون قادراً بالقوة المادية على وقف الانتهاكات الممنهجة والعنيفة ضد أهل السنة والتي تقف من وراءها دول وميليشيات إقليمية مناوئة.

وستبقى تلك الإستراتيجية وغيرها من الأطروحات قليلة التأثير ما لم تكن هناك هيئات فاعلة تجند نفسها في خدمة هذه القضية، وتتلمس ما يناسب من كل طرح لزمانه، ثم نقوم بعد ذلك على مراعاته حتى يؤتي أُكله وتستوي ثمرته.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook