الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الهيئة... جاءت محاسنها بألْف شفيعِ

فهد بن علي العبودي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
(قبضت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على عصابة لترويج الخمر والمخدرات... داهمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شقة للدعارة وألقت القبض على مرتاديها... هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتابع ساحراً ثم تلقي القبض عليه... قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمتابعة عصابة التزوير وبيع الأفلام الجنسية القبيحة وترويجها بين الناس، وبعد التحقق من ذلك ألقت القبض عليهم....). مياه عذبة متدفقة من الأعمال الجليلة تغسل درن أوحال الرذيلة في المجتمع، وتسعى إلى تطهيره من الأقذار والأوبئة، تحمل في قطراتها أنواع مبيدات المعروف لمكافحة جراثيم المنكر والقضاء عليها. لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ في الصحف خبراً عن بطولة لرجال الهيئة في مكافحة أهل الشر والإفساد، وما توَّجت به هامة مقالي من الإنجازات ما هو إلا رذاذ من سحائب معروفهم - بارك الله فيهم ووفقهم وسدد خطاهم -. إننا في هذه البلاد المباركة - حرسها الله - ننعم في أمن وأمان بفضل الله - تعالى - أولاً ثم بحرص ولاة أمرنا على استتباب الأمن والأخذ على أيدي العابثين به من أهل الأهواء. وإن من خصائص الأمن في بلادنا وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي قوة من قوات الأمن، تساند غيرها من الجهات الأمنية، وتتعاون معها تحت مظلة وزارة الداخلية. إن محاربة المنكر في أي مجتمع يضمن له بقاء الأمن، ويوفر لأهله راحة الأمان، ويفيئهم ظلال الطمأنينة، (وبضدها تتبين الأشياء) فإن السكوت عن المنكر وعدم إنكاره ينسف الأمن ويزعزع أركانه. ظلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ عهد المؤسس، مروراً بعهود أبنائه من بعده رافداً من روافد السلام يعُبُّ الناس منه اطمئنانهم، ويزيلون أدرانهم. ولا ينفي هذا الكلام وجود بعض الأخطاء اليسيرة من أفراد ينتسبون للهيئة، إلا أن هذه الأخطاء كالنجاسة القليلة التي خالطت ماء النهر الجاري المتدفق فهو طاهرٌ مطهِّرٌ، لا تضره هذه النجاسة ولا تسلبه طهارته، بل يغمرها بفيضه فتضمحلُّ وتتلاشى. لقد أبلت الهيئة بلاءً حسناً في التصدي لأهل المنكرات والمفاسد، كما أنها ابتليت منهم بتزييف الأقاويل الكاذبة، وترويج الأباطيل في سبيل تشويه جمال أعمالها أمام عيون الناس. ولكن سرعان ما يذهب زبد تلك الأكاذيب جُفاءً ويبقى فضل جهودها نافعاً للناس وشاهداً لها على خصومها. لم تسلم أي جهة حكومية من أخطاء في أدائها، لكن الجور أن تعمى عيون أو تتعامى عن أخطاء جليلة لبعض الجهات الحكومية، في حين تُسلَّط "مجاهر النقد" على أخطاء ضئيلة لجهات حكومية أخرى؛ فتجعل "حَبَّة" المساوئ "قُبَّةً" يستعظمها الناس، وتحيل "قُبَّة" المحاسن "حَبَّةً" يزدرونها. بعض الناس لا يرى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا "بعين السخط" إن أبصر منها هفوة راش قلمه للنيل منها، وسلَّ لسانه للغمز بها، وتراه أمام محاسنها أصمَّ وأعمى وأبكم، فهو لا يعقل الحقيقة، ولا يهتدي إليها. إن من يثيرون برؤوس أقلامهم عِثْيَرَ التُّهم وعجاج الزور في الصحف عندما يقع خطأ من رجال الهيئة دون تثبُّتٍ من الخبر وتروٍّ في الحكم قد نَصَّبوا أنفسهم قضاةً لا ينظرون إلا بعين السخط، ولا يسمعون إلا بأذن الوشاية؛ فتجدهم يوجهون التهمة، ويرمون المتَّهم بها، ويحكمون عليه حكماً غيابيّاً، وإن تحدث المظلوم أو تصدى المحامون لحمايته سلقوهم بألسنة حداد. وعندما ينقشع زور عجاجهم ويزول عِثْيَر زيفهم يتجلّى الحق قاضياً فيُلْبِس المتهم ثوب البراءة، وينزع عنه أغلال التهمة؛ حينئذ يطأطئ قضاة الحيف رؤوسهم، ويُعَفِّرون وجوههم في تراب الخيبة والهوان. في كل يوم أزداد إعجاباً برجال الهيئة الصامدين في وجوه أهل الفساد صمود الجبال أمام الرياح حينما تهبُّ عليها فلا تزعزع منها إلا ذرّات التراب، وتُلْقي بها على الأودية والوهاد، كذلك أهل العزيمة والصبر لا تُضَعْضع هممَهم الأباطيلُ، ولا يفتُّ في عضد جَلَدهم تخذيل المناوئين، بل تزيدهم إصراراً إلى إصرارهم، يُذكي حنق الحانقين، ويُشعل أوار الحقد في قلوبهم؛ فيقضي عليها (كالنار تأكل بعضها..). وحسب الهيئة فخراً ما تلقاه من الدعم المادي والمعنوي من ولاة الأمر - حفظهم الله - والإشادة بمآثرها، وبيان أهميتها في كل مناسبة؛ فإن ذلك غصة في حلوق المتربصين لا يستطيعون ردَّها ولا هضمَها، فيظلون يوارون ورمها، ويقاسون ألمها. بارك الله في ولاة أمرنا، وفي رجال الهيئة، وحفظهم من كل سوء، ووفقهم، وسدد جهودهم.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook