الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بُني.. كن أنت

أسماء نزال
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

"إذا عابت العرب عليك شيئاً فافتخر به"، تذكرت هذه الحكمة حينما قدم أحمد من المدرسة مقرراً عدم ذهابه لها مرة أخرى؛ بسبب سخرية أصحابه الطلاب من بروز أذنيه، هذا النوع من المشكلات يحدث في كل بيت يقف فيه الوالدان أمام معاناة أبنائهم من بعض تصرفات المجتمع الخارجية، فيكونون أمام مجموعة من الحلول المتوقعة، إما نقل ابنهم من المدرسة، أو إجراء عملية تجميل لابنهم، أو تجاهل المشكلة.

اضافة اعلان

كل الحلول السابقة تؤكد في نفسية الطفل وجود عيب به يجب أن يقتنع به ويتعايش معه على أنه شخص معيب، لكن حينما تتأمل بعض المواقف لتاريخ الأمة تجد كثيراً من ألقاب الرموز البارزة التي كان لهم (بصمة في التاريخ)، هي وصف شكلي، أو أمر بارز فيهم مثل: (الأعرج، والأبرص، وذو السويقتين، وأبو بطن، وكليب، والزير، وأبو محجن) وغيرهم كثير، هذه الألقاب كانت دافعاً نفسياً لهم بأن (يؤمن أنه شخص مختلف) عن الآخرين فافتخر باختلافك.

لم يسبب هذا الاختلاف وإطلاق هذه الألقاب لهم انكساراً نفسياً، بقدر ما أشعرهم بالتميز والاختلاف عن البقية؛ وهذا يعكس جانباً عند العرب قديماً وهو تربية أبنائهم على (الاعتزاز)، نعم (العزة) هذا ما يحتاجه أحمد، والمطالبة بتغيير المجتمع مطلب أفلاطوني وخيالي، لكن مواجهة سلوكيات المجتمع أمر واقعي وممكن.

وكان هذا الاستحضار التاريخي اللطيف هو ما أخبر به جد أحمد، وأردف قائلاً له: (لا تجعل الصغار يكسرونك قل لهم: نعم أنا أحمد صاحب الأذنين)، وكن كما قال كليب - حينما أطلق على نفسه كليب -: (سأجعل هذا اللقب مفخرة للعرب)، ليس المهم اسمك وشكلك، المهم (أن تكون أنت).

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook