الأربعاء، 14 ذو القعدة 1445 ، 22 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تفاصيل مثيرة.. لماذا هدد ملك إنجلترا الفاتيكان بالدخول في الإسلام؟

Screenshot_2
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - وكالات:

كشفت وثيقة تاريخية، بين ملك بريطانيا، هنري الثاني (1154- 1189)، وبابا الفاتيكان ألكسندر الثالث، في نهايات القرن الـ 12، عن تهديد الأول بالدخول في الإسلام على إثر خلافه مع كبير الأساقفة، بسبب محاكمات رجال الكنيسة.

اضافة اعلان

وتعود الوثيقة إلى ربيع عام 1168، عندما كتب هنري الثاني، إلى البابا ألكسندر الثالث، وذلك على خلفية صراع مع مستشاره النشط متعدد المواهب، توماس بيكيت وذلك عقب توليه منصب كبير الأساقفة.

وتمحور الخلاف حول الحق المزعوم لرجال الدين في أن يحاكموا في حالة ارتكابهم لجرائم من قبل محكمة كنسية.

اقرأ أيضًا:

أخلاق الصيام.. مساجد بريطانيا تقدم وجبات إفطار لغير المسلمين

واندلع الخلاف مع بيكيت، مستشار هنري الموثوق به والناجح في الفترة بين عامي 1154و1162، بعد فترة وجيزة من انتخاب الأخير رئيسًا لأساقفة كانتربري في مايو من عام 1162.

وأسفر الخلاف عن قطع العلاقات تمامًا بينهما، كما أدى إلى توتر في علاقات هنري مع كل من ملك فرنسا لويس السابع الداعم لبيكيت، وبابا الفاتيكان ألكسندر الثالث.

كان هنري غاضبًا عندما اكتشف أنه نصب متعصبًا دينيًا ولاؤه الأول للكنيسة وليس للعرش.

كما غضب أيضًا عندما استقال بيكيت من منصب المستشار بعد انتخابه رئيسًا للأساقفة.

وفي محاولة لدفع الفاتيكان لإقالة بيكيت من منصب رئيس أساقفة كانتربري، جاءت رسالة هنري الثاني في عام 1168 التي هدد فيها باعتناق الإسلام.

علاقة هنري بالإسلام؟

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد كان هنري بالفعل على دراية بالإسلام، وذلك بعد أن درس أعمال بيتروس ألفونسي، طبيب جده هنري الأول، الذي كتب أقدم رواية موثوقة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك بطرس المبجل، الذي أمر بالترجمة الأولى للقرآن إلى اللاتينية.

إلى جانب الإسلام، كان هنري يتعلم اللغة العربية منذ سن مبكرة. فقد تلقى تعليمًا متميزًا من علماء على دراية بالمعرفة "الجديدة" التي كانت تنبع من صقلية وإسبانيا والشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا:

رمضان في بريطانيا.. إفطارات بالملاعب والأذان يصدح بالكنيسة لأول مرة

لكن ما مدى جدية تلك الرسالة؟

كان لدى الملك الكثير من التقدير للإسلام والثقافة العربية. ولكن ما الذي دفع هنري للقيام بالتهديد في المقام الأول؟

يمكن العثور على الإجابة في رسالة هنري حيث أخبر البابا ألكسندر بابا الفاتيكان أنه "سيقبل قريبًا طريق نور الدين (سلطان حلب) بسبب ما يعانيه من سيطرة توماس بيكيت على كاتدرائية كانتربري".

لم يكن من غير المعتاد أن يوجه هنري التهديدات التي كانت أساسية لترسانته الملكية، ولكن هل كان جادًا؟ إنه لم يكن مجرد ملك إنجلترا، فقد كان أيضًا دوق نورماندي وأكيتاين، وكونت مين وأنجو وتورين، ومالك مساحات شاسعة من فرنسا.

كان أحد أقوى الرجال في العالم، حيث امتدت سطوته من الحدود الأسكتلندية إلى الشرق الأوسط حيث حكم أعمامه المملكة اللاتينية في القدس، بحسب مقال كلوديا جولد في مجلة "بي بي سي هيستوري".

فمنذ عام 1097، كان الصليبيون الأوروبيون يقاتلون الجيوش الإسلامية في الشرق الأوسط ويتشبثون بإصرار بالأراضي التي استولوا عليها وهي مملكة القدس وإمارة أنطاكية ومقاطعات الرها وطرابلس، وكان يُنظر إلى المسلمين على أنهم أعداء العالم المسيحي.

ومن ثم لو كان هنري جادًا في ذلك التهديد لكانت التداعيات في أوروبا في القرن الثاني عشر زلزالية.

لقد حدثت تحولات بين الإسلام والمسيحية خلال مئات السنين، لكن المتحولين لم يكونوا ملوكًا أو ملكات. فما الذي كان سيحدث لو اعتنق هنري الثاني الإسلام؟

وفي الواقع لم يكن هنري الثاني يبدي اهتمامًا بالدين حيث انتقد المؤرخون افتقاره إلى التقوى، مدعين أنه كان يشعر بالملل في الكنيسة، فلا يجلس ساكنًا.

لكن الحقيقة أنه أُعجب بالإسلام، فعلى عكس المسيحية، ليس فيه سلطة مركزية، ولا قوة فوق وطنية، حيث لا يوجد بابا مسلم يمنعه من إقالة رئيس أساقفته، بحسب ما يقول التقرير.

إذن من الواضح أن رغبته في أن يقيل الفاتيكان كبير الأساقفة بيكيت هي سبب ذلك التهديد.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook