الثلاثاء، 13 ذو القعدة 1445 ، 21 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

رمضان في السنغال.. قلوب صافية ومساجد عامرة

رمضان في السنغال
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

بدأ دخول الإسلام السنغال في القرن الحادي عشر، حتى باتت تشكل الغالبية من أبناء هذا البلد من المسلمين.

اضافة اعلان

وتشير التقديرات إلى أن 92 في المائة من سكان السنغال مسلمون، ومعظمهم من أهل السنة والجماعة.

بداية دخول الإسلام السنغال

كانت أولى القبائل التي اعتنقت الإسلام قبائل مملكة توكوليور في القرن الحادي عشر الميلادي، وينتمي أغلب مسلمي السنغال إلى الدعاة المسلمين الذين أدخلهم إليهم لأول مرة “المرابطون” مع حركة عبد الله بن ياسين في القرن الحادي عشر الميلادي – القرن السادس الهجري-.

كما أن هناك شيوخا تعلموا على أيديهم واعتنقوا الدين الإسلامي، ويروجون للدين الإسلامي في باقي أرجاء الوطن.

وتنتشر عدة مدارس إسلامية والتي ظهرت في السنغال على يد عدد من الشيوخ طيلة قرون كان آخرها مدرسة الشيخ أحمدو بامبا في نهاية القرن التاسع عشر.

وخلال القرن الثامن عشر، بدأ الفرنسيون في استعمار السنغال، وقد نشط المسلمون في مقاومة الاحتلال، خاصة في مناطق الريف، حتى أصبح الإسلام “نقطة تجمع للمقاومة الأفريقية ضد الفرنسيين”، من خلال الانضمام إلى الجماعات والمدارس الإسلامية التي بدأت في الاتحاد لمقاومة الاحتلال الفرنسي.

ومن بين تلك المدارس كانت المدرسة الإسلامية لقائدها الحاج عمر الفوتي الذي قاتل الفرنسيين واختفى في ظروف غامضة في منحدرات بَنْجَغارة بمالي في فبراير 1862.

اقرأ أيضًا:

يفترشون الرماد.. ظروف قاسية يعيشها مسلمو الروهينجيا في رمضان

وفي العام 1972 ظهر على الساحة الشيخ أحمدو بمبا حيث كان لدعوته أثر كبير لدى مسلمي السنغال واستطاع خلال فترة قصيرة كسب الكثير من الأتباع لقتال الاحتلال الفرنسي.

كما أسس مدينة جديدة في السنغال جعلها نواة مجتمع مسلم نموذجي وسماها “طوبى”، إلا أنّ السلطات الفرنسية نفته نحو الجابون ثم موريتانيا، قبل أن تضعه تحت الإقامة الجبرية حتى توفي في 1927.

وهناك أيضًا حركة “الفلاح “السلفية للثقافة الإسلامية، وقد أنشئت قبل الاستقلال من قبل الشيخ محمود يار، وقد كانت محدودة إلى الثمانينات ثم انتشرت وأصبح لها فروع في فولتا العليا ومالي وموريتانيا وغينيا، وفي السنغال لها فروع في جميع الأقاليم ولها فرع للشباب وآخر للنساء.

وهناك حركة “عباد الرحمن” وهي حركة جديدة، ومؤسسوها تربوا في حركة “الفلاح” وهم من المثقفين والمعلمين.

الاستقلال عن فرنسا

وبقيت السنغال تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي حتى نالت استقلالها في 20 يونيو 1960، بعد نحو عام من اتحادها مع السودان الفرنسي تحت اسم “اتحاد مالي”، لكن هذا الاتحاد لم يدُم بعد الاستقلال سوى شهرين فقط عندما انفصلا لأسبابٍ سياسية، قبل أن تعلن السنغال انضمامها رسميًا إلى الأمم المتحدة في 28 سبتمبر 1960.

اقرأ أيضًا:

مسلمو أمريكا في رمضان.. عادات وتقاليد متجذرة وإفطارات لتوثيق الروابط

رمضان في السنغال

يكتسب شهر رمضان في السنغال طابعًا مميزًا عن غيره من الشهور، حيث يحرص السنغاليون على عمارة المساجد، وإقامة الأنشطة ذات الصلة بشهر الصوم.

ويحرص السنغاليون مع بداية رمضان على إنهاء الخصومات والقطيعة مع حلول شهر رمضان، حيث يتبادلون الزيارات، الزيارة بنية المصالحة والغفران واستعادة الود.

وتكتظ المساجد بالمصلين، وعقب صلاة الظهر، يتحلق المصلون لتلقّي الدروس، والتي غالبًا ما تكون تفسيرًا للقرآن الكريم، بينما يدور درس ما بعد صلاة العصر عن أحكام الصيام.

ويرافق ذلك في بعض المساجد برنامج لإلقاء بعض المحاضرات التثقيفية والتعليمية. وتحرص المساجد على إقامة المسابقات الدينية طوال رمضان، ويتعهد الأثرياء والميسورون بقيمة الجوائز للفائزين.

وتحرص أكثر المساجد على ختم القرآن الكريم مرتين: مرة في صلاة التراويح، ومرة في صلاة التهجد، والتي تكون في العشر الأواخر من رمضان.

الإفطارات الجماعية في المساجد

وبين عمارة المساجد بالدروس نهارًا والقيام ليلاً تنشط الإفطارات الجماعية في المساجد، وبوجه أخص في المساجد الكبيرة.

تهدأ وتيرة الحياة في السنغال خلال رمضان، حيث يميل الناس إلى الابتعاد عن مظاهر الحياة في الأيام العادية وجعل كل يوم من رمضان مناسبة خاصة.

إذ يتميز الشعب السنغالي في رمضان بالحركة في النهار والسكون في الليل، حتى إن سيارات النقل العام لا تعمل أثناء الليل إلا القليل منها.

والناس هناك يعودون إلى منازلهم عقب انتهائهم من أداء صلاة التراويح، وهم يأوون إلى فرشهم مبكرين.

مساعدات وإعانات للأسر المحتاجة

ويقدم ميسور الحال، المساعدات والإعانات للأسر المحتاجة، سواء بالأموال أو بتقديم منتجات عينية من أطعمة. وتقام ما تعرف بـ "موائد الرحمن"، وتقدم التبرعات، ويحرصون على تلبية حاجة كل فقير.

ومع انطلاق أذان المغرب، ينتشر الشباب خصوصًا في الشواره لوزيع طعام الإفطار على المسافرين والعابرين، ويصرون حتى على الأطفال، وغير المسلمين.

وفي النصف الأخير من رمضان تتبادل الأسر سلال رمضان أو ما يسمى بـ(سكر رمضان) الذي كان في أصله سكرًا يهدى في رمضان ثم تطور بمرور الأيام ليتجاوز السكر إلى أشياء أخرى، حيث شتري النسوة بعض المواد الغذائية لتقديمها إلى شقيقات وأخوات أزواجهن بمناسبة شهر رمضان المبارك.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook