تواصل - فريق التحرير:
أصابت ظاهرة "الضوء الأزرق" التي صاحبت الزلازل التي ضربت تركيا، وكان آخرها الزلزال الذي ضرب مدينة هاتاي التركية مساء الإثنين، المشاهدين بالحيرة حول أسبابها، ودفعت العلماء إلى تفسير حدوثها في هذا التوقيت.
ووثقت مقاطع فيديو لحظة ظهور الضوء الأزرق في مدينة اللاذقية السورية والمناطق الحدودية لتركيا، بالتزامن مع حدوث الزلزال، وهو ما أثار مخاوف من إمكانية وقوع زلزال جديد مدمر.
اقرأ أيضًا:
سر ظهور “براكين الطمي” و”الضوء الأزرق” في أعقاب زلزال تركيا
متى تظهر أضواء الزلزال؟
أضواء الزلازل ليست شائعة. تحدث عادة قبل أو أثناء الزلازل الكبيرة ولكن يمكن أن تظهر قبل عدة أسابيع.
يقول رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، شريف الهادي، إن البرق الزلزالي، أو أضواء الزلازل الزرقاء، أو الشفق الزلزالي هي مسميات لظاهرة علمية معروفة شوهدت وحدثت بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر.
وأوضح أن البرق الزلزالي ظاهرة طبيعية تحدث بعد حدوث الزلازل الكبيرة، حيث تخرج الشحنات الكهربائية من باطن الأرض وتصعد إلى السماء محدثة ظاهرة البرق الزلزالي الأزرق، وأن تلك الظاهرة لا تأتي قبل الزلزال ولكن بعده.
ظاهرة مؤقتة
ويقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الضوء الأزرق هو ظاهرة مؤقتة، وهو وميض يحدث وقت الزلزال فقط، ويتكون نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية.
الكسر الذي يحدث تسبب في احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خاصة إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار.
تأثر الاحتكاك يتزايد عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما تنتج عنه حرارة عالية ووميض، وهو شيء طبيعي بعد حدوث الكسر إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر.
هذا الضوء أو الوميض لا يكون في كل الزلازل، لكن يكون حسب المنطقة التي حدث فيها الزلزال، ففي المناطق التي يكون الانكسار في طبقات "طمي" لا ينتج هذا الضوء، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.
هذا الضوء هو عبارة عن شحنات كهربائية نتيجة الانكسار والاحتكاك، لكنه يرتبط فقط بوقت حدوث الزلازل.
هذا الضوء قد يُرى قبل سماع صوت الكسر أو الانفجار، وذلك يرجع إلى صرعة الضوء والتي تتجاوز سرعة الصوت.
تغيير في المجالات الكهربائية والمغناطيسية للغلاف الجوي
لكن مديرة المعهد العالي للبحوث الزلزالية في جامعة دمشق، هالة حسن فالت إنه لايوجد تفسير لذلك الضوء الأزرق، ولكن تمت ملاحظته قبل الهزات الأرضية، موضحة أن هذا ربما يعني وجود تغيير في المجالات الكهربائية والمغناطيسية للغلاف الجوي.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال تركيا وسوريا لـ 50 ألفًا
سوابق تاريخية
شوهد الضوء الأزرق الزلزال في بلدان مختلفة من قبل بالمكسيك، عقب زلزال بقوة 7.1 درجة، والذي وقع في سبتمبر من عام 2021، وعقب الزلزال الذي بلغت قوته 8.1 درجة في عام 2017.
تم توثيق هذه الأضواء، منذ القرن السابع عشر، وفقًا لتقرير جمعية رصد الزلازل الأمريكية بشكل عام، حيث يمكن ملاحظتها في أقل من 0.5٪ من الزلازل ومدتها عادة جزء من الثانية.
