الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

ظل ينتظرها... فلم تأتِ!!

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ظهر مختفياً خلف كمامته الزرقاء التي غطت فمه وأنفه، وقبل أن أجلس في مقعد السيارة بجواره، أزال الكمامة وتبسم قائلاً: معذرة سيدي فنحن ننتظر العاصفة الترابية منذ الأمس!

اضافة اعلان

عن السائق المصري خفيف الظل قائد السيارة التي أقلتني إلى أحد فنادق القاهرة، والتي عُقد فيها أحد الملتقيات الإعلامية أتحدث هذه المرة، وعن العاصفة التي ظنوا أنها ستهب عليهم، تكتسح ما أمامها دون هوادة ولم تأتِ!

كان يتحدث بظرف وخفة ظل وتلقائية رائعة، وقبل أن أصل إلى الفندق بأمتار قليلة أعاد عليَّ أحد التعليقات الطريفة على الموقف نفسه، مختتماً حديثه بضرورة تبني الإعلاميين خفة الظل والظرف والتعليقات الطريفة في حديثهم للناس؛ لأنهم سئموا نبرة الحزن، والتشاؤم، وعبوس الوجه، وتقطيب الجبين، التي تكسو وجوه معظم الإعلاميين، فوعدته أن أنقل نصيحته هذه إليهم.

ظهر هذا جلياً في كلمتي أمام الحضور في الجلسة الافتتاحية للملتقى، وتبنيت خفة الظل في الأحاديث التي أدليت بها خلال مدة الملتقى، لعلي أوفي بوعدي للسائق هذا، فضلاً عن إيماني التام بوجهة نظره، فالظرف وخفة الظل أصبحا من السمات التي يفتقدها الخطاب الإعلامي الذي ينبغي أن يوجهه الإعلاميون لمتابعيهم.

ظُرف الإعلامي وخفة ظله أضحت صفة مهمة من صفات الإعلامي الناجح، فالإعلامي البشوش أصبح عملةً نادرةً، فهو عادةً ما يسعد الناس ببشاشته، ويشركهم معه في فرحه، ويضفي عليهم جواً من المرح، وتستبشر به الجماهير، حيث ينقلهم لذات الإحساس بالبهجة الذي يتبناه وينقلها لهم.

فالشخصية البشوشة المرحة "كاريزما" واثقة من نفسها، تتميز برجاحة العقل وبهاء الطلة، وتمتلك مقومات النجاح والتميز، ترتاح النفوس بمجرد النظر إليه، ويبحث عنه الكثيرون لكي يستمتعوا -ولو قليلاً- بدعاباته وأسلوبه المرح في الحديث والذي يجعله محبوباً وله مكانة مميزة.

ظلم نفسه ومحبيه –برأيي-من منع ابتسامته وبشاشته عن الآخرين، فخفة الظل التي قد ترسم الابتسامة على وجوه الناس مهارة ينبغي أن يتقنها الإعلامي؛ لأنها تبث الشعور بالراحة والاطمئنان، وتقوي العلاقات الاجتماعية بينه وبين جمهوره، وهي طريق مختصر للقلوب وسر من أسرار الجاذبية له، ورمز للصحة النفسية السليمة التي ينبغي أن يتحلى بها كل إعلامي.

ظفر بقلوب الملايين بشوش الوجه، خفيف الظل، بهي الطلة، عريض الابتسامة والذي يحاول دائماً أن يرسمها على وجوه متابعيه، والتي يمكن أن تختزل معانٍ كثيرة، غالباً ما تكون أبلغ من لغة الكلام.

فالإعلامي الذي يميل إلى الابتسام دائماً في وجه الآخرين، هو الأقرب إلى قلوبهم، وهو دائماً الشخص المحبوب الذي يقبل عليه الجمهور، لأن الناس تبحث دائماً عن التفاؤل والبشاشة، ويبتعدون عن الحزن والكآبة والهموم، حتى في النكبات كالعاصفة تلك التي ظل ينتظرها السائق المصري ولم تأتِ.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook