تواصل - وكالات: يعكس النهج الذي تتبناه "أوبك" - حالياً بصورة كبيرة - التغيير الجذري الذي تشهد سياسة المنظمة الدولية، والتي ربما ستتحمل تداعيات بعيدة المدى على صناعة الطاقة العالمية، وفقاً لما نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، موضحة أن هذا التغيير ربما يفوق ما شهده سوق النفط العالمي في مراحل سابقة. وقال وزير النفط السعودي "علي النعيمي" في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء: "إن خفض الإنتاج لا يحقق مصلحة دول منظمة "أوبك"، بصرف النظر عن أوضاع السوق في المرحلة الراهنة، مشدداً على أن "أوبك" لن تخفض إنتاجها من النفط حتى إن وصل سعر برميل النفط إلى 20 دولاراً فقط، موضحاً أن العالم ربما لن يرى وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار في المستقبل القريب". ولعل التصريحات التي أدلى بها النعيمي، مؤخراً ترصد إلى حد كبير التغير الكبير الذي تشهده إستراتيجية أوبك، إذ إن "المنظمة" استبدلت نهجها القائم على تخفيض الإنتاج؛ من أجل إعادة الأسعار إلى مسارها الطبيعي، إلى التوجه نحو الاحتفاظ بمعدلات الإنتاج، كما هي للحفاظ على حصتها في السوق. وعلق المحلل الاقتصادي، جيم ويبستر، أن تصريحات "النعيمي" ربما تعكس تغييراً جذرياً في سياسات "أوبك"، لاسيما وأنه يعد أكثر الشخصيات تأثيراً في صناعة الطاقة، مضيفاً: "يبدو أن سوق النفط العالمية على أعتاب مرحلة مخيفة خلال السنوات القادمة، إذ إنها ستشهد العديد من التقلبات". وأضاف: أن المملكة ربما تسعى للتضحية ببعض الخسائر في سبيل حماية حصتها في السوق، في ظل تزايد العرض، إذ إن أي قرار بشأن تخفيض إنتاج النفط، سوف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، بينما سيتوجه المستهلكون نحو السوق الكندية أو الأمريكية؛ وبالتالي تخسر المملكة حصتها في سوق النفط العالمية.