السبت، 18 شوال 1445 ، 27 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تمايزوا حتى نعلم من أين نؤتى!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تحدثنا في مقالين سابقين, عن الطائفة كمكون اجتماعي، والطائفية كفكر سياسي، والفرق بينهما, والمعالجة النبوية الكريمة للطائفية, واستغلالها في مصلحة الأمة, وليس ضدها, حتى أصبحت الطائفة أو القبيلة منبرا للبناء وليس معولا للهدم.

اضافة اعلان

ونختم حديثنا في هذا الموضوع, بطرح بعض الأفكار التي يمكن أن تساهم بصورة قوية في علاج المشكلة الطائفية, انطلاقا من رؤيتنا التي تتمثل في أن للصراع جوانب إيجابية , ومن ذلك الصراع الطائفي والطبقي, بعض الوظائف الهامة التي تبيح في مجملها، إمكانية تحويله من صراع مدمر إلى صراع إيجابي، له دوره ووظيفته كأداة فعالة وذات اتصال وثيق بقضايا الأمة ونهضتها, إذا ما تمت إدارته سلميا.

إن من الخطورة بمكان أن تكون إدارة ومعالجة الصراعات المجتمعية بمنطق "المباراة الصفرية", فمعادلة "الكل رابح" هي الأجدى في التعامل مع الصراعات ذات الأبعاد الاجتماعية, بمعنى أن نحول الصراع, من كونه صراع للتدمير إلى منافسة من أجل صالح الأمة.

"تمايزوا أيها الناس حتى نعلم من أين نؤتى", قالها خالد بن الوليد, حيث جعل الأعراب في ناحية والأنصار في ناحية وكذلك المهاجرون, حينما اشتدت المعركة وحمي الوطيس في حرب مسيلمة الكذاب, فاستمات المسلمون في القتال خشية أن يوصموا بعار أن يؤتى المسلمون من قِبلهم, وخشيت كل طائفة من أن تكون الثغرة التي يهزم منها جيش الإسلام.

وهذا من فطنة خالد رضي الله عنه, الذي استغل الطبقة والطائفة ووظفها توظيفا صحيحا, في المكان المناسب والوقت المناسب وبالطريقة المناسبة ولأهداف سامية, فجنى من وراء ذلك النصر, وحقق ما كان يصبو إليه في تلك المعركة الشرسة حامية الوطيس.

إن الصراع الطبقي أو الطائفي يمكن حله يكون بطرق عديدة تتبلور في جوهرها حول كيفية إحداث تغيير في العملية الذهنية لأطراف الموقف الصراعي, من خلال التركيز على إيجاد، واستخدام الصيغ التي تسمح لها بالتنافس في الخير والبناء, لا في الشر والتدمير.

فمن لنا بمثل خالد رضي الله عنه وأرضاه؟!

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook