الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

اللواء عسيري "لو كان معه أحد"

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عندما رأيت اللواء أحمد عسيري ينافح عن الوطن بكلماته قبل بندقيته، ويتحدث بالإنجليزية والفرنسية، ويحضر اللقاءات الإعلامية المحلية والدولية، تذكرت كلمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لأبي بصير -رضي الله عنه-: "ويل أمه مُسعّر حرب لو كان معه أحد"، وقصة أبي بصير حدثت بعد صلح الحديبية عندما أتى للمدينة يريد الانضمام إلى صف المسلمين، فأرسلت قريش في طلبه بناء على بنود صلح الحديبية فرّده إليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم-، فعاد ومعه اثنان من كفار قريش، فقتل أحدهما واستطاع أن يفلت ويعود إلى المدينة مرة أخرى، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: "ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد"، انطلق بعدها أبو بصير إلى الساحل واجتمع حوله المضطهدون من المسلمين، فكانوا شوكة في خاصرة كفار قريش.

اضافة اعلان

اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم القوات المشتركة في عاصفة الحزم يتعامل بحرفية متقنة ومهنية عالية مع الإعلام الإقليمي والدولي، فجمع بين فهم تفاصيل العمل العسكري وبين التعامل المهني مع الإعلام متحدثاً بعدة لغات، فعندما يتحدث عن طبيعة المعركة يبهرك استيعابه لها مستخدما المصطلحات العسكرية، وعندما يقيم مؤتمراً صحفياً أو لقاءً تلفزيونياً ترى ملامحه الجادة وهو ينتقي عباراته بعزة المسلم المدافع عن بلاد الحرمين، وبشجاعة رجال هذا الوطن، لهذه الأسباب كلها أوجعهم اللواء عسيري فأصبحوا يطاردونه في بريطانيا ليربكوا لقاءاته مع المسؤولين الدوليين هناك.

عندما أشاهد أداءه المميز أتساءل ألا يوجد أحد بنفس المواصفات أو أفضل ينافح عنا إعلامياً، ويخاطب الشرق والغرب ليوصل رسالة ديننا وبلادنا بوضوح، والمتأمل يجد أن هناك رجالاً يعدّون على الأصابع يقومون بهذه المهمة أمثال الوزير عادل الجبير، إلا أن التحديات الكبيرة التي تواجه بلادنا كبيرة وستستمر لسنوات، وظروف المرحلة تتطلب أن يصنع أمثال عسيري والجبير والسبهان والعلمي، نريد العشرات بل المئات منهم، ليشاركوا في المؤتمرات الدولية، ويخوضوا المعارك الإعلامية في القنوات الصديقة أو المعادية، وصناعة مثل هؤلاء ليست بالصعبة، بل تحتاج لجهة رسمية تتبنى هذا المشروع وتختار المناسبين بمعايير دقيقة، وخلال سنوات معدودة نجد أن لنا تواجداً إعلامياً يزاحم الآخرين، وينقل عنّا صورة حقيقية.

ماذا لو كان لدينا خمسون شخصية بمثل مواصفات اللواء عسيري، فما الذي سيتغير في الخارطة الإعلامية والصورة الذهنية عن بلادنا؟! بلادنا شابة وولادة تحتاج فقط من يحرك الماء الراكد ويبدأ بمشروع عملي، حينها سيكون معه العشرات والمئات يقدمون بلادنا بأحلى حلة وأبهى صورة، ومن يعمل على صناعة السلاح المتطور، سيكتمل جيشه إذا عمل على صناعة الإعلامي المهني والمتحدث الوطني.

د. تركي بن خالد الظفيري

@turkialdhafiry

 
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook