الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أوقفوا التعصب التقني

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

مع ظهور العديد من الشركات الرائدة في إنتاج الأجهزة الذكية، وتوسّع دائرة الحرب الباردة فيما بينها، نجد أنّ كثيراً من الناس يكثر من الجدال ليدافع عن صنف معين من هذه الأجهزة الذكية، أو منصة النظام التي تستهويه؛ بل يقاتل من أجل الدفاع عن سمعتها، ولعلّك تجد البعض أصبح يشغل منصب “المتحدث الرسمي” باسم الشركة التي أنتجت هذا الجهاز الذي يعشقه، فيدافع عن أخطائهم ويرد على من ينتقص منهم، ولعلّ الأمر يتجاوز ذلك ليصنف الناس بحسب الشركة التي يتعاملون معها، كل ذلك ليس مزاحاً؛ بل واقع نعيشه، ينبغي لنا أن نترك هذه الحرب الباردة للعاملين في هذه الشركات؛ فسيكفونك المؤونة، فلا تحاول الدفاع عن ذلك بكثير جدال.

اضافة اعلان

الاهتمام بهذه التقنيات شيء جيد، خاصة إذا أراد منه الشخص أن يسخره في خدمته وتسهيل أعماله أو حتى للترفيه والتسلية، ولكن ظهرت بعض الفئات في المجتمع تحاول تصنيف الناس بحسب ما يقتنونه من أجهزة، ليجعلوا هذه الأجهزة مقياساً للبشر، وكثيراً ما أقارن ذلك ببعض متعصبي الأندية الرياضية. فالاستغراق في الحديث عن ذم شركة أو منصة وانتقاص أخرى لا يُجدي نفعاً شخصياً للمتحدث، بل لن تستفيد منه إلا الشركة التي نالت استحسان المتحدث.

وحديثي عن التعصب التقني الذي أشاهده بين فترة وأخرى في جميع التخصصات التقنية؛ حيث إنني كنت وما زلت أرى في المجال التقني أن نجعل محبتنا للتقنية لا تصل بنا لمرحلة التعصب، ولو نظرنا إلى الشركات العملاقة في التقنية لوجدنا أنّ بعض الشركات تقدم خدماتها وأيضاً تساعد الشركات المنافسة، ليس من أجل الشركة المنافسة بحد ذاتها؛ ولكن من أجل تقديم الأفضل للمستخدمين، وكثيراً ما نسمع عن اتفاقيات بين الشركات في مجال تطوير التقنيات لديها.

وكما يعلم الجميع أننا كعرب ومسلمين لسنا إلا دول مستهلكة للنتاج الغربي والشرقي “على الأقل حتى الآن”، ولا نملك من مقومات الحضارة سوى ما نملكه من دين ندين الله به أنه الحق. فلا يحق لنا أن نتجادل ونتعصب لشركة منتجة لجهاز دون أخرى، بل أتمنى أن نستثمر هذه النقاشات الكثير في محاولة تطوير العقل العربي النائم، حيث تؤكد كثير من الدراسات الاقتصادية والاجتماعية أنّ العالم العربي يعيش أزمة يصفها البعض بكارثة “التخلي عن صناعة الحضارة” حيث تكتفي البلدان العربية بالنظر إلى “الآخر” باعتباره صانع الحضارة والتاريخ، وهي تقبع “كالعادة” في سلة الاستهلاك.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook