السبت، 18 شوال 1445 ، 27 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

يا معالي الشيخ .. إلى متى ؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

استمعتُ لتسجيلٍ صوتيٍّ بث في مواقع الشبكة لبرنامج "فتاوكم"عبر إذاعة "يو إف إم " يستضيف فيه مقدم البرنامج معالي الشيخ عبد المحسنالعبيكان المستشار بالديون الملكي ، وكان موضوع الحلقة قبل استقبال المكالمات للإجابةعلى الأسئلة عن "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" والمقترحات والسلبياتلتطوير الجهاز ، وكانت المفاجأة أثناء البرنامج اتهام معالي الشيخ بعض أعضاء الجهازبقوله عنهم " كانوا في ماضيهم إما مدمني مخدرات أو لصوصا ونحو ذلك ، ثم يلتزمونويقبلون بعاطفة قوية نحو الدين ، وإزالة المنكرات ، يريدون أن يزيلوا المنكرات بالطريقةالتي يريدونها هم لا بالطريقة الشرعية " . انتهى

اضافة اعلان

وقبل استماعي للتسجيل الصوتي نشر موقع "العربية" كلام معاليالشيخ في البرنامج وقلتُ : لعلها فبركة إعلامية يراد منها تشويه سمعة الشيخ والتجنيعليه وتقويله ما لم يقل ، ثم قرأت نفي الشيخ في صحيفة "سبق" الإلكترونيةمتهما بعض المواقع الإلكترونية بتحريف كلامه عن الهيئة ، فقلت : الحمد لله ؛ نفي الشيخأخمد كثيرا من القيل والقال ، وأسدل الستار عن القضية ، ولكن بعد خروج المقطع الصوتيللحلقة ضربت أخماسا في أسداس ! ، ورجعت بخيبة أمل.

 

معالي الشيخ عبد المحسن العبيكان – وفقك الله - ليسعني صدرك وحلمك حفظكالله في نقاطي التالية :

 

 

 

أولا : لست هنا مدافعا عن جهاز الهيئة لأن جهاز الهيئة لديه جهة إعلاميةترد عليك ، وتوضح لك ما قد يشكل عليك ، ولكني هنا من باب النقاش البناء ، فإن أصبتُفالحمد لله ، وإن كان العكس فقل لي : أخطأت في هذا النقطة ، والصواب : كذا .

ثانيا : منصبك في ديوان خادم الحرمين الشريفين كمستشار يجعل كلامك محسوباليس عليك فقط بل على من تنتسب إليه من جهة المسمى الوظيفي ، فينبغي أن يكون كلامك متزناودقيقا ، ولست هنا في مقام تعليمك حاشا وكلا ولكن هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن لاتغيب عنك دائما حفظك الله .

ثالثا : الذي أعرفه أن أي جهاز حكومي في الدولة وربما حتى الشركات أو المؤسساتالخاصة يشترطون عدم توظيف أرباب السوابق ، وجهاز الهيئة هو أحد مؤسسات الدولة التيينطبق عليها ما ينطبق على غيرها من أجهزة الدولة الأخرى .

 

وعلى فرض صحة كلامك أن الهيئة وظفت متعاطي مخدرات ولصوص تابوا منها فماالضير لو وظفتهم بعد توبتهم ، ولم يجدوا في صحيفتهم أي سوابق تذكر .

 

أمر آخر ؛ هل كل من كان له سابقة وتاب منها نقول له : لن نوظفك ؟! ، لاشك ستحصل كارثة في البلد لو سرنا على ذلك .

ولنأخذ مثالا لدور الدولة في عملية احتضان هؤلاء المنحرفين سواء فكرياأو حتى متعاطي المخدرات أو اللصوص أو غير ذلك .

 

لجنة المناصحة في بلادنا دورها أن تقوم أصحاب الفكر الإرهابي لتجعلهم أفراداصالحين في المجتمع فيخرجوا للعمل وممارسة دورهم في مجتمعهم كل بحسبه .

وهذا دور عظيم ومثال احتذت به بعض الدول ، وأثنت عليه ، فالذي يتوب ينبغيعلى المجتمع أن يحتضنه ، ويهيء له البيئة التي تجعله فردا صالحا ينفع نفسه وأمته ووطنه.

رابعا : مثلك يا معالي الشيخ يعلم أن لمز التائب من الذنب أمر غير مستساغشرعا ولو كان على سبيل المدح ، وإلا فما قولك في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلمرضي الله عنهم كان منهم قبل إسلامهم المشرك بالله ، وشارب الخمر ، والسارق والزاني، ولم يمنعهم هذا من صلاحهم وإصلاحهم في مجتمعهم ، بل ولا نزال نحن اليوم نعيش بركةهذا الدين العظيم الذي نقلوه إلينا ، ولا أحسب كلام الشيخ في هذا الأمر إلا ترديدالكلام أهل الباطل في طعنهم لمن  يأمرهم بالمعروف.

ثم ألا يُعتبر كلامك يا معالي الشيخ عبد المحسن تثبيطاً لكل من يفكّر بأنيكون فعّالاً في مجتمعه إذا أخطأ يوماً ما ؟!

خامسا : لماذا اخترت يا معالي الشيخ هذا الموضوع عن جهاز الهيئة وفي ليلةالسابع والعشرين من رمضان ؟

في حين أنه متوقع منك أن تتحدث عن الشعب السوري وما يقاسيه من إجرام وقتلوتشريد من النظام السوري البعثي ، والذي أنكر جرائمه وقتله لشعبه بدم بارد العالم أجمعبما فيهم خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - فكان موقفه بلسما شافيا على قلوب الشعبالسوري ، وجميع العالم الإسلامي والعربي وفرحوا به ، وشكروا لخادم الحرمين الشريفينموقفه التاريخي ، أو تتحدث عن انتصار الشعب الليبي على نظامه الذي جثم على صدورهم أربعينعاما أذاقهم فيها صنوف الذل والاستبداد والنهب لثرواته .

سادسا : الاقتراحات التي طرحها معالي الشيخ عبد المحسن بخصوص جهاز الهيئةلن أقف مع كل واحدة منها ، وفي نفس الوقت ليست جديدة ، حتى موضوع تسمية الهيئة فقدمرت على علماء أجلاء من أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم ، وابن حميد ، وابن باز ، وابنعثيمين – رحمهم الله – فلو رأوا أن الاسم يحتاج أن يعاد النظر فيه لاقترحوا على ولاةالأمر .

سابعا : تمنيت أن تكون مقترحات معالي الشيخ عبد المحسن سرية لخادم الحرمينالشريفين بحكم قربه منه ، واستشارته له بدلا من طرحها علنا ، أو على أن تكتب وترسللمعالي الرئيس العام الشيخ عبد العزيز الحمين . 

ثامنا وأخيرا : أعرف أن معالي الشيخ عبد المحسن العبيكان يملك الشجاعةالكافية ليقدم اعتذرا على ما سبق به لسانه عن أعضاء جهاز الهيئة ، وكنت أتمنى أن لاينفي ما نسب إليه في البرنامج من خلال ما نشر في صحيفة "سبق" الإلكترونية، وخاصة أن التسجيل الصوتي للحلقة نُشر في بعض المواقع الأخبارية .

وقد سبق أن نفى معالي الشيخ تصريحا أدلى به لصحيفة "الحياة"قبل أعوام في مسألة فقهية ، وراسل بعض الصحف يتبرأ من كلامه للصحيفة ، ولكن محرر صحيفة"الحياة" الذي أجرى معه اللقاء رد عليه ، وأثبت أن لديه تسجيلا صوتيا يثبتفيه كلام معالي الشيخ ! .

 

اللهم وفق معالي الشيخ العبيكان لكل خير ، وأره الحق حقا وارزقه اتباعه، وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه .

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook