الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

من كان بيته من زجاج

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
كثيراً ما انتقد الغرب الأوروبي والأمريكي قيام المملكة بتطبيق حد القصاص، وبخاصة في مجال ما يطلقون عليه «حكم الإعدام» وتم الترويج لها على أنها «وحشية» ينبغي التوقف عن ممارستها، وطالبت الجهات المعنية بما يسمى بحقوق الإنسان، بوقف هذه الإعدامات. لكن تقريراً لمنظمة العفو الدولية صدر مؤخراً، وأشار إلى أن مجموع حالات «الإعدام» في العالم خلال العام الميلادي المنصرم 2010 قد بلغ 527 حالة، من بينها 252 شخصاً في إيران، 60 شخصاً في كوريا الشمالية، 30 شخصاً في اليمن، 27 شخصاً في السعودية، 18 شخصاً في ليبيا، 17 شخصاً في سوريا. وأشار التقرير إلى أن حالات الإعدام في أمريكا قد بلغت خلال العام المنصرم 46 حالة، أي بما يفوق ما تم تنفيذه في السعودية. ولست أدري كيف تجرؤ الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك على مطالبتها لبلادنا بإلغاء هذه العقوبة، لمعارضتها لحقوق الإنسان حسب مزاعمهم؟! في اعتقادي أن المسألة لا تتعلق بعقوبة الإعدام في حد ذاتها، ولا علاقة لها بحقوق الإنسان أيضا، فالغرب المتحضر، يقوم بإعدام الآلاف في أفغانستان وباكستان وغيرها، من خلال القصف العشوائي للأبرياء من المدنيين، وإذا كنا ننفذ هذه الأحكام بناء على محاكمات عادلة، تتوافر فيها كل فرص الدفاع عن المحاكمين، فإنهم في أمريكا والغرب، يعدمون ويقتلون، ويبيدون، هم وطفلتهم المدللة إسرائيل، الآلاف دون محاكمة أو دفاع. المسألة التي تقلق الغرب في هذا الصدد، أننا نقوم بتنفيذ أحكام الله تعالى في المجرمين، في الوقت الذي ينفذون هم فيه أحكام الشيطان، في المجرمين والأبرياء على حد سواء. إن إقامة حدود الله تعالى لا تخضع للهوى، ولا ترتبط بأشخاص دون سواهم، فهي حدود وأحكام ثابتة، ولا تخضع للهوى والأمزجة، الكل أمامها سواسية، وحرصنا في المملكة، وتمسكنا بتطبيقها، هو الذي أدى إلى انخفاض عدد الحالات التي تم تنفيذها على نحو ما أشار التقرير، وعلينا أن نضع في الحسبان أن مجتمعنا يختلف عن المجتمعات الأخرى، ففيه الملايين من بلدان تختلف في دياناتها وثقافاتها، وهذه الملايين تضم الصالح والطالح، الطيب والشرير، الأسوياء والمجرمين، ولولا معرفة هذه الملايين بالأحكام الرادعة التي تطبق في البلاد، ما أمن الناس هنا على أرواحهم وممتلكاتهم.. على الغرب بعامة، وأمريكا على وجه الخصوص أن يفكروا جيداً فيما يقولون ويفعلون، وأن ينظروا إلى واقعهم قبل الآخرين، فمن كان بيته من زجاج، فلا يقذف الناس بالحجارة. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook