الثلاثاء، 21 شوال 1445 ، 30 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«محرقة غوطة دمشق».. ضحايا القصف الروسي والصمت الدولي ومكاسب ملالي إيران

thumb_1519335847
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - متابعات: أخيراً.. وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوماً، بعد مماطلات ومحاولات من روسيا تعطيل صدور القرار، للاستمرار في عمليات القتل والإبادة لـ 400 ألف سوري يعيشون في الغوطة تحت وابل القصف الإجرامي للطيران الروسي والبراميل المفجرة التي يلقيها جيش بشار على رؤوسهم. قرار مجلس الأمن الدولي الذي أقرته الـ 15 دول الأعضاء، يهدف إلى "إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة". المئات من الضحايا وطبقاً لـ "رويترز"، جاء القرار بعد أسبوع من القصف الجوي لنظام بشار المكثف لمنطقة الغوطة الشرقية، قرب العاصمة دمشق، قتل خلاله أكثر من 500 مدني، إلا أن نشطاء قالوا: ‘‘إن القصف متواصل رغم القرار الدولي‘‘. وتأجل القرار عدة مرات منذ الخميس لعدم قدرة الدول الأعضاء على الاتفاق على نص القرار الذي تم تعديله عدة مرات، ويطالب نص القرار "كل الأطراف بوقف الأعمال الحربية في أسرع وقت لمدة 30 يوماً متتالية على الأقل في سوريا من أجل هدنة إنسانية دائمة"، وخلال المفاوضات رفضت الدول الغربية طلبا روسيا بأن تحصل كل قافلة إنسانية على موافقة من دمشق، طبقاً لـ "بي بي سي". التأخير والمماطلة.. ؟ السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، انتقدت بشدة روسيا وتأخرها في الانضمام إلى الإجماع الدولي، ولكن السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا رفض الانتقادات الأميركية مكتفياً بشكر المفاوضين وخصوصاً الكويتي والسويدي. وطلبت روسيا، أن يتضمن القرار استثناءات من وقف إطلاق النار للمعارك، وهذه الاستثناءات يمكن أن تفسح المجال أمام تفسيرات متناقضة حيث إن دمشق تعتبر فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب "إرهابية" كما لفت مراقبون، وبالتالي فإن ذلك يهدد الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار، بحسب ما أوردت فرانس برس. وبسبب طلب روسيا ضمانات، قرر مجلس الأمن أن يجتمع مجدداً لبحث الموضوع خلال 15 يوماً لمعرفة ما إذا كان وقف إطلاق النار يطبق. المرصد السوري لحقوق الإنسان وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ‘‘إن 29 مدنياً قُتلوا في غارات جوية أمس السبت، من بينهم 17 شخصاً في بلدة دوما‘‘ وأوضح المرصد السوري أن من بين القتلى في القصف الحكومي على الغوطة 121 طفلاً، ويقول عمال الإغاثة إن القصف على الغوطة الشرقية لم يتوقف، ما يجعل من الصعب حصر العدد الكلي للضحايا. واتهم دبلوماسيون غربيون موسكو بمحاولة تعطيل التصويت على القرار لمصلحة النظام السوري الذي يريد القضاء على بؤرة المعارضة المسلحة الأخيرة قرب العاصمة دمشق، ووصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التحركات الروسية الأخيرة في سوريا بأنها "عار"، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع هناك بأنه "جحيم على الأرض". كثافة القصف وتواصله ونشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، قصصاً وشهادات مأساوية لسوريين في الغوطة، ونقلت عن عارف عثمان قوله إنه بالنظر لكثافة القصف وتواصله كان من المفترض أن يكونوا قد استسلموا، مضيفاً "كلما ازداد تشبثنا بموقفنا ازدادت ضخامة القنابل التي يقصفوننا بها وازدادت حدة الغارات الجوية التي يشنها الروس". مأساة الغوطة وأكدت الصحيفة في تقريرها، أنه بالنسبة لنحو 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية، فإن الغارات الجوية الروسية هي الكابوس الذي يتخطى أي مخاوف أخرى لأن القصف لا يميز، وقد يحل في أي مكان فيقتل من يقتل ويصيب من يصيب. وقال كاتب تقرير "الأوبزرفر"، مارتن شولوف المتخصص في تغطية شؤون الشرق الأوسط، أن السيطرة على الغوطة هي حجر الزاوية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظام الأسد للسيطرة على العاصمة دمشق، وبالتالي الفوز بالحرب في سوريا، لكن خارج المعترك السوري فإن أعداء وأصدقاء الرجلين على حد سواء يعتقدون أنهما ارتكبا خطأً في الحسابات. على أبواب معقل الأسد وقال "شولوف" قبل نحو عام ونصف عندما بدأ التدخل الروسي بعدما استنجد الأسد ببوتين، في الوقت الذي كان فيه مسلحو المعارضة على أبواب معقل الأسد في الساحل ويقصفون تخوم اللاذقية وطرطوس كان الأمر متغير عن الآن، موضحاً أنه في ذلك الوقت لم يكن واضحاً إلى أي حد ستتورط روسيا في المستنقع السوري وكيف ستستثمر الموقف في واحد من أخطر الصراعات في العالم. دولة بوليسية وأضاف "شولوف" أما الآن وبينما نظام الأسد لم يعد في خطر ولا يواجه شبح الانهيار، فإن البلاد لم تعد أبدا نفس البلاد التي اعتاد أن يحكمها، فالسلطة المركزية التي تتحكم في دولة بوليسية لم تعد بنفس القوة والسيطرة لعدة أسباب أولها المعارضة المسلحة وثانيها اللاعبون الإقليميون، الذين أصبح لهم نفوذ كبير داخل البلاد ويسعون لاستثمار الفرصة والدفاع عن مصالحهم في حقبة ما بعد الحرب. وقال "شولوف" أن المصالح الإيرانية ومصالح الدول المجاورة لسوريا لا تتسق مع المصالح الروسية، إلا قليلاً، ويرى الكاتب إن الجانبين يغرقان في مستنقع ولا يمكنهما رؤية ذلك حتى الآن. بوتين وبشار وخامنئي وأشار "شولوف" إلى أن بوتين على وجه الخصوص يعلم أكثر من غيره أن سوريا غير قابلة للسيطرة عليها بالشكل الحالي، فبعد الخطاب الذي ألقاه في قاعدة جوية روسية قرب إدلب قبل نحو شهرين تبعه عدة أحداث متتالية، ورطت روسيا أكثر في المستنقع السوري كما عرت نظام الأسد واعتماده كلياً على حلفاء يخوضون الحرب نيابة عنه. ويؤكد "شولوف" أن جيران سوريا حالياً وقادة المنطقة لا يمكن توقع خطواتهم التالية ويضرب مثلاً بالتدخل التركي في شمال سوريا ضد الأكراد، وهو الأمر الذي كانت تركيا تسعى لتجنبه طوال عدة سنوات لكن في النهاية دخل الأتراك شمال سوريا بالتنسيق مع الروس، وهم أيضاً وفي الوقت نفسه أكبر حلفاء وداعمي نظام الأسد الذي يسعى بدوره لإخراج تركيا من البلاد بأسرع وقت. الإيرانيون والمكاسب؟ وخلص "شولوف" إلى أن الإيرانيين يحظون بالسيطرة الأكبر على نظام الأسد، وأنهم جاؤوا إلى سوريا ليبقوا فيها علاوة على أنهم تركوا الروس يتقدمون ويشنون الغارات على المعارضة، بينما الإيرانيون يدعمون قواتهم في سوريا، موضحاً أن كل اللاعبين على الساحة السورية لا يثقون في بعضهم بعضاً وأن كل التحالفات القائمة حالياً ما هي إلا تحالفات قصيرة الأمد لن تستمر طويلاً.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook