الأربعاء، 22 شوال 1445 ، 01 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مجموعة العشرين ودورها في الاقتصاد العالمي

مجموعة العشرين
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تم إنشاء مجموعة العشرين في عام 1999 استجابة للأزمة المالية الآسيوية عام 1997، حيث جُمعت الاقتصادات المتقدمة الرئيسية لتحقيق الاستقرار في السوق المالية العالمية، منذ أن تم تأسيس مجموعة العشرين عقدت اجتماعات سنوية لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمناقشة تدابير تعزيز الاستقرار المالي العالمي والنمو الاقتصادي المستدام.

اضافة اعلان

وتتكون مجموعة العشرين من دول مجموعة الثماني (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابان وروسيا) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والارجنتين والمملكة العربية السعودية واستراليا والبرازيل وكوريا الجنوبية والصين والهند واندونيسيا وجنوب أفريقيا والمكسيك وتركيا، تضم قرابة 90% من اجمالي الناتج القومي للعالم و 80% من التجارة العالمية وثلثي سكان العالم.

منذ اجتماعها الأول في برلين في عام 1999 برزت كمجموعة من السلطات الاقتصادية والمالية مجتمعة بهدف تحسين التنسيق بشأن سياسات النمو وإدارة الأزمات المالية والحد من التجاوزات والأنشطة غير المشروعة في النظام المالي، وبالمثل، فإنها تعطي صوتًا للدول الناشئة التي يؤثر حجمها أو أهميتها الاستراتيجية على الاقتصاد المعولم.

أعطت الأزمة المالية الدولية التي اندلعت في عام 2008 أهمية متجددة لمجموعة العشرين باعتبارها المنتدى الرئيسي للمشاورات السياسية لحوكمة الاقتصاد العالمي، يتمثل التحدي الرئيسي للمجموعة صياغة حوار سياسي قادر على توليد إجماع أساسي لنموذج عولمة جديد لا يجعل من الممكن التغلب على الأزمة الحالية فحسب، بل يضمن أيضًا الاستدامة الاجتماعية والبيئية لنموذج نمو جديد في سياق ما بعد الليبرالية الجديدة.

ما هي مجموعة العشرين؟

مجموعة العشرين هي مجموعة من أقوى الدول في العالم والتي تمثل 85% من الاقتصاد العالمي ولها تأثير كبير عل سوق تداول الأسهم العالمي وتضم أكبر القوى الصناعية مثل الولايات المتحدة أو ألمانيا والدول ذات الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل أو الصين، ومنذ أن تم تأسيسها كانت مجرد منتدى سنوي لوزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية من كل دولة، لكن الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 أعطتها دورًا جديدًا.

من يؤلفها؟

تتكون مجموعة العشرين من 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء هي: الارجنتين واستراليا والبرازيل والصين والولايات المتحدة وكندا وفرنسا والهند وألمانيا واندونيسيا واليابان وايطاليا والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة وتركيا، كما يتم تمثيل الاتحاد الأوروبي ككتلة من خلال الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء والبنك المركزي الأوروبي.

لماذا تم إنشاؤه؟

ولدت مجموعة العشرين في عام 1999 كرد فعل للأزمة المالية الآسيوية التي حدثت في أواخر التسعينيات، وقد عقد اجتماعها الأول يومي 15 و 16 ديسمبر من ذلك العام في برلين بألمانيا.

كان الدافع وراء ظهورها هو الاعتراف بأن الدول الناشئة الرئيسية لم تكن ممثلة بشكل كاف في المنظمات المالية الدولية.

ما هي أهمية قمة مجموعة العشرين في لندن؟

أشار كل من رؤساء الدول والاقتصاديين البارزين إلى أن هذه القمة مهمة لتجنب كساد اقتصادي مماثل لما حدث في الثلاثينيات، وتحقيقا لهذه الغاية يجري النظر في مقترحات لإعادة تصميم النظام المالي.

من ناحية أخرى، يعتزم القادة على التوصل إلى اتفاق لتنسيق العمل المشترك الهادف إلى خفض أسعار الفائدة وزيادة الإنفاق العام من قبل الحكومات، من ناحية أخرى، يهدف أيضًا إلى تعزيز التنظيم الدولي للبنوك والمؤسسات المالية الأخرى بهدف تجنب أزمة جديدة في المستقبل، كما أن مجموعة العشرين هي منتدى مثالي لأنها تجمع الاقتصادات الرئيسية ويمكن أن تكون حافزًا للإصلاحات التي سيتم اعتمادها من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات أخرى.

ما هو دور الدول الناشئة؟

تمثل الدول الناشئة بما في ذلك الارجنتين والمكسيك والبرازيل جزءًا مهمًا من التجارة الدولية والمنتجات ولها دور مهم للغاية في حل الأزمة، ويشير الخبراء إلى أنه لن يكون لأي قرار يتم اعتماده شرعية كافية إذا لم يحظ بدعم الدول الناشئة لأنها تشكل جزءًا مهمًا بشكل متزايد من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

من ناحية أخرى، تعتبر العديد من هذه الاقتصادات وخاصة الصين والهند أقطاب نمو مهمة ويمكن أن تساعد الدول الأخرى النامية على الخروج من الأزمة من خلال تحفيز الطلب العالمي.

الأدوار والمسؤوليات

مجموعة العشرين هي عبارة عن منصة يلتزم فيها القادة بالعمل مع الدول النامية ولا سيما الدول منخفضة الدخل لدعمها في تنفيذ سياساتها وأولوياتها ذات التوجه الوطني اللازمة لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليًا ولا سيما الأهداف الإنمائية للألفية (MDGs) و أعادوا تأكيد التزامهم بذلك.

توفر مجموعة العشرين اتساق السياسات والتحليل والأدوات العملية لدعم النمو والتنمية، وهذا يساعد أعضاء مجموعة العشرين على توجيه تعاونهم بشكل أفضل مع الدول النامية ويمكن أن يساعد في تضخيم جهود التنمية على جدول الأعمال الدولي وبالتالي سيعزز المجتمعات الشاملة والفرص للجميع، ساعد العمل المنسق المرتبط بمجموعة العشرين في مجال الموارد البشرية العديد من الباحثين عن عمل في الحصول على فرص عمل، كان لأعضاء مجموعة العشرين وسيظل لديهم آثار مهمة على النمو والتنمية في الدول النامية منخفضة الدخل (LIDCs).

تلعب مجموعة العشرين دورًا حاسمًا في خلق بيئة مواتية للنمو العالمي الشامل والتنمية، إن عملها على ضمان الاستقرار المالي وتعزيز النمو وتجنب الأزمات وإدارتها أمر بالغ الأهمية لدعم الفرص، في المقابل، يساهم الاندماج المتزايد للبلدان النامية في الاقتصاد العالمي في تحقيق هدف مجموعة العشرين المتمثل في تحقيق نمو عالمي قوي ومستدام ومتوازن وشامل.

تضع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 أيضًا جدول أعمال طموحًا وتحويليًا وعالميًا لجهود التنمية المستدامة، إن مجموعة العشرين في وضع جيد للمساهمة في تنفيذها ويمكنها زيادة تأثيرها الجماعي إلى أقصى حد.

التحديات والفرص لمجموعة العشرين

نظرًا لأن المنظمات الدولية عملت كأماكن لموازنة المصالح الوطنية بين الأعضاء منذ الحرب العالمية الثانية، فإن كل ذلك يتلخص في كيفية توزيع المسؤوليات والحقوق من حيث المنافع العامة العالمية، وبما أن الدول الأعضاء لمجموعة العشرين في مراحل تنمية مختلفة فإن تحدياتها تختلف اختلافًا كبيرًا أيضًا، وبالتالي فهي تحمل نداءات مختلفة في المنظمات الدولية.

تعد قمة مجموعة العشرين فريدة من نوعها من حيث عدم وجود اتفاقيات ولا ميثاق ولا أمانة دائمة ولا وضع قانوني دولي، إنه اجتماع قمة يحضره رؤساء الدول حيث يحتفظ البلد المضيف بأكبر قدر من التأثير على جدول الأعمال والأوضاع.

يتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه مجموعة العشرين الآن في عدم تنفيذ جميع القرارات التي يتم تمريرها في قمة مجموعة العشرين بشكل كامل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التمثيل الناقص، فمن بين 200 دولة حول العالم يتم تضمين 10% فقط في عملية صنع القرار في مجموعة العشرين مما يضعف من سلطة المنظمة، كما تضعف سلطة مجموعة العشرين لأن بعض الأعضاء الرئيسيين يفشلون أحيانًا في الوفاء بالتزاماتهم (على سبيل المثال: تأخير إصلاح صندوق النقد الدولي بسبب مقاومة الكونجرس الأمريكي).

على الرغم من كل هذه القيود، فإن تأسيس مجموعة العشرين نفسه يعني نهاية العصر الذي هيمنت فيه الدول المتقدمة على الحوكمة الاقتصادية العالمية، فمن خلال رفع أصوات الاقتصادات الناشئة والبناء على نفوذهم ستكون لتلك الاقتصادات ولا سيما دول البريكس القدرة على توجيه الاقتصاد العالمي نحو مستقبل أكثر عدلاً وتوازنًا وعقلانية.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook