تواصل - فريق التحرير:
قال خبراء لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، إن لاعبي منتخب إيران لكرة القدم يواجهون عقوبات بعد العودة إلى بلادهم، بعد أن فشلوا في المواجهة أمام ضد الولايات المتحدة في بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وقال مايك بيكر، ضابط العمليات السرية السابق في وكالة المخابرات المركزية، إن اللاعبين الإيرانيين عالقون في "وضع لا يمكن الدفاع عنه" بعد مباراتهم ضد الولايات المتحدة، التي هزمت إيران 1-0 لتتأهل إلى دور الـ 16.
وأضاف: "بالنظر إلى ما رأيناه من النظام الإيراني.. لقد أظهروا أنهم متوحشون ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنهم سيصبحون عقلانيين فجأة".
اقرأ أيضًا:
بعدما انحازوا للثورة ورفضوا ترديد النشيد الوطني.. حصار لاعبي منتخب إيران من قبل ضباط بالحرس الثوري
أزمة النشيد الوطني
وفي مباراتهم الافتتاحية ضد إنجلترا الأسبوع الماضي، رفض لاعبو إيران ترديد نشيدهم الوطني في احتجاج على وفاة شابة إيرانية، يُزعم أنها تعرضت للضرب عند احتجازها على يد الشرطة لعدم ارتدائها الحجاب في سبتمبر.
وأوضح بيكر، أنه على الرغم من أن لاعبي إيران غنوا نشيدهم الوطني يوم الثلاثاء، فإن الفوز على الولايات المتحدة كان سيساعد في تخفيف أزمة مباراتهم الأولى.
وتابع: "كان النظام سيستخدمها لأغراضه الخاصة. كانوا سيقضون كل تركيزهم على النصر، وهزيمة "الشيطان الأكبر"، أو أي عبارات ذكية توصلوا إليها".
والإثنين، ذكرت شبكة CNN أن عائلات المنتخب الإيراني تعرضت للتهديد بالسجن والتعذيب إذا فشل اللاعبون في "التصرف" قبل مباراتهم ضد الولايات المتحدة. وأضافت أن اللاعبين الإيرانيين أجبروا على لقاء الحرس الثوري الإيراني بعد رفضهم ترديد النشيد الوطني قبل مباراة إنجلترا.
يأتي ذلك فيما يقال إن إلناز ركابي، متسلقة صخور إيرانية، قيد الإقامة الجبرية في وطنها لتنافسها في الخارج في أكتوبر دون حجاب - وهو ما اعتبره الكثيرون بادرة تضامنًا مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. ركابي، (33 عامًا)، تعرضت للتهديد بالاستيلاء على ممتلكات عائلتها ما لم تقدم "اعتذارا قسريا"، وفقا للتقارير .
اقرأ أيضًا:
احتفالات وانتقادات.. سر عاصفة الغضب والشماتة من منتخب إيران بعد الخسارة أمام أمريكا
غرامات واعتقالات
في غضون ذلك، قد يواجه لاعبو المنتخب الإيراني غرامات أو حتى الاعتقال في أعقاب الهزيمة أمام الولايات المتحدة الثلاثاء بمجرد وصولهم إلى الوطن – "انتقامًا لعدم ولائهم وفشلهم في هزيمة العدو"، بحسب بيكر.
وأضاف: "لا شيء جيد إذا كنت لاعبًا إيرانيًا عند عودتك إلى الوطن".
وعانى اللاعبون الإيرانيون من "قدر هائل من الضغط" قبل المباراة، بما في ذلك انتقادات من المحتجين في إيران الذين يعتقدون أنهم لم يكونوا صريحين بما يكفي ضد النظام، وفقًا لبيكر، الذي يعمل الآن كمدير تنفيذي في مجموعة بورتمان سكوير العالمية.
وقال بيكر إن اللاعبين الإيرانيين قد ينسحبون إلى دول أخرى، على الرغم من أن ذلك غير مرجح لأن ترك الأقارب سيكون صعبًا بشكل خاص.
وتابع: "من الصعب أن نضع أنفسنا في هذا الموقف. أنت تعرض عائلتك وأصدقاءك للخطر عندما تفعل ذلك، لكنني لن أتفاجأ إذا كان عدد من اللاعبين يفكرون في الأمر".
وقال كينيث آر تيمرمان، وهو مؤلف وخبير في الشأن الإيراني، إن مصير اللاعبين الإيرانيين قد تقرر بالفعل قبل مباراة الثلاثاء، "لأنهم ارتكبوا بالفعل تلك الخطيئة" بعدم ترديد النشيد الوطني.
وأضاف: "سأخشى الاعتقال. حتى لو كانوا قد انتصروا، لكانوا قد اعتُقلوا، وضُربوا بشكل مبرح، وحذروا، "لا تفعلوا هذا مرة أخرى أبدًا".
وقالت فاطمة أمان، الزميلة في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إنها لا تعتقد أن الفريق الإيراني سيواجه أي نوع من العقاب بعد خسارة الثلاثاء، "قد يكون ذلك مختلفًا إذا رفض لاعب أو لاعبان غناء النشيد الوطني قبل مباراة الولايات المتحدة"، لكنها تعتقد أن وحدة الفريق ستحميهم.
وتابعت: "لا يمكنك إلقاء القبض على المنتخب بأكمله في نفس الوقت، ولا يمكنك فعل ذلك".
ومع ذلك، إذا اعتبر أي لاعب مؤيدًا للتظاهرات في إيران، فقد يرى جواز سفره يُصادر أو يواجه غرامات محتملة، بحسب أمان. وقالت عن المنتخب الوطني: "أعتقد أن الإيرانيين يشعرون بالأسف تجاههم. إنهم في موقف صعب حقًا، وضع سيء حقًا".
