تواصل - فريق التحرير:

توصلت دراسة إلى أن الشباب الذين قلصوا استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي لمدة 30 دقيقة فقط في اليوم، هم أقل عرضة للإصابة بمشاكل نفسية.

وقام الباحثون في جامعة ولاية أيوا الأمريكية بتجنيد 230 طالبًا جامعيًا.

وطلبوا من نصفهم تقليل استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي من حوالي ثلاث ساعات و 15 دقيقة يوميًا إلى نصف ساعة فقط - أو بنسبة 85 بالمئة - لمدة أسبوعين.

وأظهرت النتائج أن الطلاب الذين قلصوا من استخدامها طرأ عليهم تحسن كبير في مستويات الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة.

وكانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاعر إيجابية من الإثارة والفخر.

وفسر العلماء الأمر بأن الشباب شعروا بمزيد من التحكم في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز الرفاهية، وفق ما أوردت صحيفة "ديلي ميل".

ماذا أظهرت النتائج؟

خلال للدراسة، التي نُشرت في دورية "تكنولوجي مايند آند بيهافير"، أرسل الباحثون رسائل بريد إلكتروني إلى الطلاب في الجامعة يطلبون منهم المشاركة في الدراسة.

ووافق 230 طالبًا على المشاركة، وكان متوسط أعمارهم 22 عامًا وجميعهم يمتلكون هاتفًا ذكيًا. حوالي 70 في المئة من الإناث.

تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث طُلب من نصفهم تقريبًا تقييد استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي إلى 30 دقيقة في اليوم بينما طُلب من البقية الاستمرار كالمعتاد.

وأجرى العلماء مجموعة من الاختبارات في بداية ونهاية الدراسة - التي أجريت في عام 2021 - لقياس قلقهم واكتئابهم ووحدتهم وخوفهم من الضياع.

كما طُلب منهم ملء استبيانات لقياس "التأثير الإيجابي" ، أو ميلهم لتجربة المشاعر الإيجابية مثل الفخر أو الإثارة.

وطُلب من المشاركين الإبلاغ بأنفسهم عن المدة التي قضوها على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا قبل التجربة وأثناءها.

بالإضافة إلى المدة التي يقضونها في استخدام التطبيقات المختلفة.

خلال فترة الدراسة، تلقوا تذكيرات يومية عبر البريد الإلكتروني للحد من استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.

ووجد الباحثون أنه في بداية الدراسة، استخدم جميع المشاركين وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 195 دقيقة يوميًا في المتوسط.

وكان التطبيق الأكثر استخدامًا هو :

"تيك توك"- بمعدل 95 دقيقة يوميًا.

يوتيوب – بمعدل 87 دقيقة يوميًا.

سناب شات - بمعدل 80 دقيقة يوميًا.

فيسبوك - بمعدل 59 دقيقة يوميًا.

إنستجرام - بمعدل 57 دقيقة في اليوم.

تحسن أعراض القلق والاكتئاب

في بداية الدراسة، اقترح الاستطلاع أن العديد من المشاركين لديهم أعراض مهمة للقلق والاكتئاب.

لكن في النهاية، تحسنت النتائج بشكل ملحوظ بين المشاركين الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 30 دقيقة فقط في اليوم.

وأظهرت النتائج أن هذه المجموعة شهدت أيضًا ارتفاعًا في نسبة الأشخاص الذين يعانون من "التأثير الإيجابي".

قالت الدكتورة إيلا فولهابر، خبيرة التفاعل بين الإنسان والحاسوب التي قادت الدراسة: "لقد فاجأني أن وجدت أن رفاهية المشاركين لم تتحسن في بُعد واحد فحسب، بل في كل منهم..

لقد كنت متحمسًا لمعرفة أن مثل هذا التدخل البسيط لإرسال تذكير يومي يمكن أن يحفز الناس على تغيير سلوكهم وتحسين عاداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي المجموعة التي حدت من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظ الباحثون أيضًا تحسنًا في الصحة العقلية لدى الشباب الذين تجاوزوا حد 30 دقيقة في اليوم.

كانت الدراسة قائمة على الملاحظة، ولم تستطع تحديد سبب تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين رفاهية المشاركين.

لكن الباحثين فسروا ذلك بأنه قد يكون بسبب انخراط المشاركين في ضبط النفس بشأن كيفية استخدامهم للتطبيقات، والتي يمكن أن تعزز الرفاهية.