الأربعاء، 29 شوال 1445 ، 08 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

سائلة: زوجي وأبنائي مشغولون وأشعر بالوحدة.. هل يوجد حل؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

استشارة تواصل رقم (29) الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان السؤال السلام عليكم ورحمة الله أشكركم على جهودكم وجزاكم الله خيراً. أنا امرأة متزوجة ولديّ ثلاثة من الأبناء: اثنان منهم يدرسان بالخارج، والثالثة بنت تدرس في إحدى الجامعات السعودية. مشكلتي هي شعوري بالوحدة، فأبنائي في الخارج، وابنتي أغلب وقتها في غرفتها للدراسة أو عمل البحوث؛ لذلك فأنا أغلب وقتي أجلس وحيدة، وزوجي سهرته مع أصدقائه يومياً، وجميعهم متقاعدون.. لا يوجد تواصل بيننا. تكلمت معه في الموضوع، واقترحت عليه أن نجلس جلسة عائلية أو نخرج إلى أي مكان يوماً واحداً في الأسبوع فقط، وافق، لكن لم يطبق، لم يسألني يوماً عن احتياجاتي، لا يعلم إذا كنت حزينة أو فرحانة أو مريضة، المنزل بالنسبة له للراحة والأكل فقط، وإذا قلت له: أريد أن أخرج من المنزل قليلاً لتغيير الجوّ، يقول لي: عندك السائق. أخرج أحياناً لبعض الزيارات، ولكنها لا تعوضني عن الجلوس مع زوجي وعائلتي.. هل يوجد حل؟

اضافة اعلان

الإجابة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بك أختي، ونشكر لك ثقتك بِنَا، واختيارك لـ "تواصل" لبث همك والبوح بما يقلقك. جميل جداً رغبة الوالدين أو أحدهما بالقرب الأُسَري، والاتصال العاطفي الحنون، والرغبة أن يكون ذلك بشكل يومي، وهذا يتم، بعد توفيق الله، إلى التعود منذ بداية تكوين الأسرة أن يكون لأفرادها جلسة يومية أو أكثر. وفي مثل وضعك يُعذر بعض أفراد أسرتك في قلة اجتماعهم معك ومع بعضهم بسبب ظروف الدراسة ومتطلباتها، والمكث خارج البلاد يحول بينك وبين الجلوس بينهما. ولديك الآن الموجودان فقط ابنتك وزوجك، حاولي الدخول في بعض اهتماماتهما، مثلا: مساعدة ابنتك في بعض البحوث، الكتابة معها، مناقشة بعض القضايا في موضوعات بحثها، وليكن ذلك من خلال جلسة يومية، كأن تكون على قهوة أو ما شابه مما تحبون بعد صلاة مغرب أو عشاء بحضور زوجك وقبل ذهابه للاستراحة بطريقة جذابة ولطيفة، وبالتدريج، وبدون طلب أن يجلس معك أكثر، ومع الاستعانة بالله والدعاء سينفع الله بأسبابك أيضا. لا تنتظري أحداً، ليكن لك اهتماماتك الخاصة، فكّري في هواياتك، وعودي إليها وطوّريها بنفسك، لا تنتظري أحداً يدعمك أو يشجعك. هناك الكثيرمن الرغبات تؤجلها الأم بسبب ضعف صغارها وحاجتهم لها، والآن الفرصة لديك، فقد كبروا، ولديك فراغ، فاستمتعي بشغله،

ضعي لنفسك خطة: ماذا ستحققين هذا العام؟ مثلا: حفظ خمسة أجزاء من القرآن، كيف؟! بالقراءة يومياً، وسماع القرّاء، والترديد اليومي، وقراءة التفسير. والأجمل، والذي انبهر الجميع بأثره: الالتحاق بإحدى الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم، فهي منتشرة ولله الحمد، وتوفر مواصلات أيضاً، وبعضها يوفر التسميع عند بعد، والأفضل لوضعك: الحضور اليومي.

وقد جربت الكثير من السيدات الالتحاق بها، فوجدن السعادة والراحة في رحابها، وشعور بالأنس أشغل حياتهن كلها، ساعتان في اليوم جعلت يومهن كله بركة وسعادة، ولم يعد لديهن أي إحساس بالفراغ، حتى أنهن شعرن بالندم أن تلك السنوات السابقة فاتت عليهن ولم يدخلن هذه المدارس الطيبة والعصرية. فهلمّي لرحابها. هذه بعض الأفكار ستجدين -بإذن الله- بعد تطبيقها الكثير من التغيير الجميل لحياتك وحياة من حولك، فبادري، واصنعي نفسك مستعينة بالله، وطوّري ذاتك بالالتحاق بما يشغل وقتك، ويُضفي على حياتك الشعور بالراحة والسعادة، والله معك، حفظك الله ورعاك.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook