الثلاثاء، 21 شوال 1445 ، 30 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حدث في مثل هذا اليوم .. 1 شعبان

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – فريق التحرير:

يصادف اليوم غرة شعبان، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث

  اضافة اعلان

1399هـ

تفرغ الملاكم العالمي المسلم محمد علي كلاي للأعمال الخيرية واعتزاله الملاكمة  

في مثل هذا اليوم غرة شهر شعبان من سنة 1399هـ، الموافق 25 يوليو من عام 1979م، تفرغ الملاكم العالمي المسلم محمد علي كلاي للأعمال الخيرية قبيل اعتزاله الملاكمة.

«محمد علي كلاي» المولد في غرة المحرم عام 1361هـ، الموافق 17 يناير 1942 م؛ ملاكم أمريكي، ولد باسم «كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور» في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، لعائلة أميركية سوداء، ربته أمه وأخاه على المذهب المعمداني، واعتنق الإسلام في عام 1965م، وغير اسمه إلى «محمد علي» واحتفظ باسمه الأخير «كلاي» الذي يعتبره اسم العبودية، ويعني «الطين» باللغة الإنجليزية.

وهو أبرز ملاكم في تاريخ اللعبة على الإطلاق، واختير كأفضل رياضي في القرن العشرين.

إسلام محمد علي كلاي

أعلن «كلاي»، اعتناقه الإسلام عام 1965م، وكان وراء إسلامه صديقه المقرب، الأمريكي المسلم «مالكوم إكس»، ولم يبال أو يولِ اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته.

وتلقى تعاليمه الدينية أثناء تردده على المساجد سرًا؛ من تاجر شرقي اسمه «دبليو دي فراد»، وهو أمريكي من أصل أفريقي.

ويحكي عن قصة إسلامه في أحد حواراته، فيقول: "لم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل، ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شرير الحلبة «وني ليستون» في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة، وتوجت بعدها بطلًا للعالم، وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقفت لأعلن إسلامي أمام ملايين الشهود الذين تحلقوا حول الحلبة، وأمام أجهزة التلفاز، مرددًا: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله"، وغيرت اسمي إلى «محمد علي كلاي»، لأبدأ معركة أخرى مع الباطل، وسط دهشة المشاهدين؛ الذي أزعجهم أن أعلن إسلامي بهذه السهولة والبساطة".

ويكمل «كلاي» كلامه: "إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرًا طبيعيًا، يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن، كانت بدايته عام 1960م حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد، لأسمع شرحًا عن الإسلام، وأحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي حانيًا قويًا، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق".

ويضيف: "لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات، وكانت رحلة شاقة، فالمجتمع من حولي يختلط فيه الباطل بالحق، ثم إن الدعاية المناهضة تصور المسلمين في صورة همج، وترجـع أسباب تخلفهم إلى الإسلام، إلا أني؛ وقد هداني الله ونوّر بصيرتي؛ عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين اليوم، وحقيقة الإسلام الخالدة، إذ وجدت في الإسلام دينًا يحقق السعادة للبشر جميعًا، ولا يميز بين لون أو جنس أو عرق، فالكل متساوٍ أمام الله -عز وجل-، أفضلهم عند ربهم أتقاهم، فأدركت أني أمام حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر".

وزار «محمد علي كلاي» مكة المكرمة والمدينة المنورة، عدة مرات، لأداء مناسك العمرة بعد أدائه لفريضة الحج، وحرص على تربية أبنائه «محمد» و«مريم» و«رشيدة» و«خليلة» و«جميلة» و«هناء» و«ليلى»، تربية إسلامية، وحرص على تلقيهم تعليمًا إسلاميًا، وذهابهم للمساجد باستمرار.

نشاطه في الدعوة للإسلام

نشط محمد علي كلاي في مجال الدعوة الإسلامية في أمريكا، فكان يدعو حتى رؤساء الدول، ولم ترهبه سطوة الرئيس الأمريكي «بوش الأب»، ولا مكانة الرئيس السوفيتي «ميخائيل غورباتشوف»، فوقف «محمد علي كلاي» بين كبار مستقبلي «جورباتشوف» بالبيت الأبيض في مارس 1990، وأهداه نسخة من القرآن الكريم، ودعاه لدين الإسلام.

ويذكر «محمد طماشي» في كتابه «عظماء ومفكرون يعتنقون الإسلام»، لـ «محمد علي كلاي» قوله: "بفضل الله سبحانه وتعالى أسلم على يدي الكثيرون، وخصصت دخلي السنوي الذي قارب الـ 200 مليون دولار للنشاط الذي يخدم الإسلام، وقد حوّلت قصري إلى جامع ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، وبنيت أكبر مسجد في شيكاغو".

 

ويذكر صديقه المقرب «عبد المالك مجاهد»، في أحد تصريحاته الصحفية أن «محمد على كلاي» كان يحمل بحوزته كتبًا تدعو إلى الإسلام، ويوزّعها على الناس بشكل دائم.

كان كلاي دائما يقول: "إذا كان لدي عقل يتصور وقلب يؤمن، أستطيع أن أحقق أي شيء".

دفاعه عن الإسلام

رد «كلاي» على المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية وقتها «دونالد ترامب»، رافضًا دعوته المثيرة للجدل بمنع المسلمين من دخول أمريكا؛ وقال «كلاي»: “بوصفي شخص لم يتهم أبدا بالمحاباة السياسية، أعتقد أنه ينبغي على زعمائنا السياسيين أن يستغلوا مواقعهم للحض على تفهم الدين الإسلامي، والتوضيح الصورة المغلوطة التي شوهت حقيقة الإسلام عند الناس".

وأطلق «كلاي» عدة تصريحات للدفاع عن سماحة تعاليم الإسلام، كما دافع دومًا عن القضية الفلسطينية، ورفض المجازر التي استهدفت مسلمي البوسنة عام 1992.

 

اعتزازه باسم النبي صلى الله عليه وسلم

اعتز «محمد علي كلاي» وافتخر في كل مكان باسم «محمد» بعد إسلامه، وكان يباهي دئمًا بأنه يحمل اسم النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم، وكن يرفض أن ينادى بغيره، ويرفض أي إساءة له.

رفض «محمد علي كلاي» في يناير 2002، تكريم هوليوود له بنجمة في شارع المشاهير، والتي كان يوضع اسم المكرم على أرضية أحد شوارعها احتفاءً به، غير أنه رفض التكريم وصرح أنه لن يقبل حتى لا يهين اسم النبي «محمد» الذي يحمله، واعتبر وضع اسمه المماثل لاسم النبي الكريم «محمد» على الأرض إهانة كبيرة للاسم، وكانت هذه أول مرة يرفض فيها أحد المشاهير أن يوضع اسمه في هذا الشارع، فقررت هوليوود أن توضع نجمة باسم «محمد علي» على حائط في الشارع وليس على الأرض كباقي المشاهير، ولا يوجد – حتى الآن - أي من المشاهير اسمه مرفوع على الحائط غير «محمد علي»، أما باقي المشاهير فأسماؤهم على الأرض.

كلاي يثأر لاسم النبي صلى الله عليه وسلم

وفي أحد المرات سخر الملاكم «فلويد باترسون» في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة من «محمد علي كلاي»، لاعتناقه الإسلام وتغييره لاسمه إلى «محمد»، وتوعده بأنه سيبرحه ضربًا وسيجعله اسمه القديم، بل وقام بأداء أغنية في البرنامج أعلن فيها تحديه لـ «كلاي»، وظل يناديه فيها باسمه القديم.

واعتبر «كلاي» سخرية «باترسون» منه إهانة لدينه الإسلام، مما زاد غضبه تجاه «باترسون»، وقرر أن يلقنه درسًا لا ينساه.

وفي المواجهة الشهيرة بينهما انقض عليه «كلاي» بعد أول دقة جرس، وكال له اللكمات في جميع الاتجاهات، وبدأ «باترسون» يترنح في الجولتين الأولى والثانية، حتى تلقى الضربة القاضية في الجولة الثالثة، وسقط مغشيًا عليه، فاقترب منه «محمد علي كلاي» وصرخ بأعلى صوته: "ما هو اسمي؟".. وظل يردد بصوت عالي: "أنا اسمي محمد وافتخر بذلك".

ورد «محمد علي كلاي» على انتقادات وسائل الإعلام بعد المباراة في لقاء تلفزيوني؛ فقال: "لقد أهان ديني، وأنا لا أسمح بذلك مطلقًا".

وفاة محمد علي كلاي

اعتزل «محمد علي كلاي» الملاكمة عام 1981، وأصيب عام 1984 بمرض بالشلل الرعاش المعروف بـ «باركنسون»، والذي أثر فيه بدنيًا، وجعله غير قادر على الحركة، وعلى الكلام تقريبًا، لكن القريبين منه أكدوا أنه لم يفقد روح الدعابة والحس الفكاهي، أو حرصه على إيمانه الديني.

وأسس مركزًا خاصًا به لمعالجة الحالات المصابة بهذا المرض، وكان يقود حملات عدة لجمع التبرعات لهذا المركز.

وفي يوم 27 شعبان 1437هـ الموافق 3 يونيو 2016، توفي «محمد علي كلاي» - رحمه الله - متأثرًا بمرضه عن عمر ناهز الـ 76 عامًا، بعد حياة حافلة بالإنجازات والدعوة للإسلام نصرته.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook