الجمعة، 09 ذو القعدة 1445 ، 17 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هيئات إسلامية ترد على تطاول وزير فرنسي على الإسلام السني

وزير-الداخلية-الفرنسي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - فريق التحرير:  نددت مؤسسات وهيئات إسلامية بتصريحات وزير الداخلية الفرنسي، جِيرالد دارمانان، التي يربط فيها الإسلام السني بالإرهاب، ويزعم أنَّه يشكل التهديد الأكبر لبلاده ولأوروبا. واعتبر الأزهر، أنَ "تكرار صدور تلك التصريحات وأمثالها من مسئولين غربيين رسميين، رغم ما تبيِّن للعقلاء في الغرب والشرق من تأثيراتها السلبية على المواطنين المسلمين في المجتمعات الغربية؛ إنما يعبِّر عن جهلٍ عريضٍ بالإسلام وتنكر لحضارته وتاريخه القديم والمعاصر، واستفزاز غير مبرر ومتعمد لمشاعر المسلمين حول العالم". وحذِر الأزهر من أن "هذه التصريحات هي نفسها جزء من الإرهاب الغربي الذي يمارسه بعض المسئولين الغربيين ضدَّ حضارة الشرق وحضارة الإسلام التي أيقظت أوروبا من عصر الجهالة والظلام والوحشيَّة، ثم هو افتراء على التاريخ وتشويه متعمد لحضارات الأديان قديمًا وحديثًا". كما حذر الأزهر المسلمين حول العالم من أن "هذه التصريحات غير المسئولة تبعث على إذكاء الصراعات المذهبية، وبث الفتنة بين أتباع مدارس الفكر الإسلامي المتعددة، وتعميق الفرقة والنزاع والصراع في عالمنا العربي والإسلامي".

تصريحات ومواقف متكررة   

إلى ذلك، قالت هيئات ومؤسسات في بيان مشترك، إن "هذه النبرة الاستفزازية ليست بالأمر الجديد على وزير الداخلية الفرنسي، ولا على المسؤولين في الحكومة الحالية، وهي نبرة تتبنَّى منهج التجريم بالهُويَّة الجماعية، خلافًا لما تقتضيه جميع الشرائع السماوية والقوانين المرعية، فتتعمَّدُ التعميم في الأحكام الجائرة، وتتقَصَّدُ الإساءة إلى دين الإسلام، في مسعًى خائب إلى محاصرة الحضور الإسلامي المتعاظم اجتماعيًا وثقافيًا في فرنسا، وفي غيرها من الدول الغربية”. اقرأ أيضًا: اعتزازًا بالإسلام.. أول ردفعل من “مصطفى محمد” و”زكريا أبو خلال” على رفض دعم الشواذ وأشار البيان، إلى أن "الجديد في هذه التصريحات الأخيرة هو تقصُّد استهداف أهل السنَّة تحديدًا بالتشويه والتشهير، وهم عامة الأمة ومن سطروا تاريخ الإسلام ونشروا حضارته، وهم السَّوادُ الأعظمُ من المسلمين، والعُمْقُ البشري والتاريخي لدين الإسلام". واعتبر البيان أن "وزير الداخلية الفرنسي بهذه التصريحات العدوانية المستفِزَّة، التي تربط اسم الإسلام وجمهور المسلمين بالإرهاب، إنما يعبِّر عن نفسيته المتعصِّبة المعقَّدة، وضيقِ أُفُقه السياسي، وخلفيته الاجتماعية القاتمة، وعُقْدةِ إثبات الذات لديه، وهي العُقْدة التي تدفعه إلى ادِّعاء الأصالة الثقافية الفرنسية، والنَّقاء العِرْقي الفرنسي، وهو المتحدِّر من أسرة مختلطة الأعراق (من أجدادٍ أرْمنييِّن، ويهودٍ مالْطيِّين، وعساكر بجيش الاحتلال الفرنسي في الجزائر)". ورأى البيان أن تصريحات الوزير الفرنسي "تكشف عن منهج التَّطْفيف المتأصِّل في ثقافة طائفة من النُّخَب السياسية الفرنسية، التي تزْعُم الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، ثم تُعامِل المسلمين بجوْرٍ واستعلاءٍ، وتنتهك حقوقهم الإنسانية، وتستهزئ بمشاعرهم الدينية، وتسعى لمحاصرتهم وحشْرهم في الزاوية".

عزل المسلمين عن المجتمع الفرنسي

وقال البيان إن "السعي إلى عزل المسلمين عن بقية المجتمع الفرنسي، ومعاملتهم بتطفيفٍ وازدواجيةٍ في المعايير، يرادُ منه بناء حواجز نفسية تمنع من التعارف الإنساني بينهم وبين غيرهم، وتَحُول دون التعرُّف على دين الإسلام، ووصول نوره إلى القلوب في أجواء من التعايش والطمأنينة والحوار الحضاري البنَّاء". وتابع: "وقد ظهر هذا التطفيف في نشاط الوزير الفرنسي من أول يوم، حين بدأ تولِّيه منصبه عام 2020 بزيارة أكبر المعابد اليهودية في باريس، والتصريح بأن (الهجوم على يهود فرنسا هو هجوم على الجمهورية)، لكنه لم يعامل المسلمين بإنصاف قطُّ، بل ناصبهم العداء، وتزعَّم عام 2021 التسويق لمشروع القانون سيِّء الصيت، الذي عُرف إعلاميا باسم (قانون الانفصالية الإسلامية)، وهو قانون فرنسي جائر، يتهم المسلمين الفرنسيين بالروح الانفصالية، ويقيِّد حريَّتهم في التعبير، والعبادة، والتعليم، واللباس، وفي حماية أطفالهم من الموبقات التي تستشري في الجسد الاجتماعي الفرنسي والأوروبي". وأكد البيان أن علماء المسلمين ومؤسساتهم الموقِّعة على هذا البيان "يرفضون رفضا قاطعا ربط وزير الداخلية الفرنسي (جيرالد دارمانان) بين الإرهاب والإسلام، أو بين الإرهاب وعموم المسلمين من أهل السنَّة والجماعة".

غطرسة النخب السياسية الفرنسية

ودعت الهيئات الإسلامية "النخب السياسية الفرنسية إلى التخلي، عن الغطرسة والاستعلاء الثقافي في التعامل مع المسلمين، وإلى احترام دين الإسلام وعقائده وقيَمه”، مؤكدين أن “الوجود الإسلامي في فرنسا وجودٌ شرعيٌّ وباقٍ، رغم أنف المستأْسِرين لمواريث الماضي الاستعماري، ومُثيري الفتن، ومُؤجِّجي صراع الأديان والحضارات". اقرأ أيضًا: تعلَّم العربية لقراءة القرآن.. أبرز مواقف وآراء الملك تشارلز تجاه الإسلام والمسلمين كما دعا البيان "المسلمين الفرنسيين والغربيين إلى الانخراط في العمل السياسي، وإسماع صوتهم، وتكثيف وجودهم في الفضاء العام، وتحدِّي المواقف المتحيِّزة، والتصريحات المستفِزَّة، إضافة إلى دعوة مسلمي العالم إلى الوقوف بصلابة في وجه التَّطفيف الفرنسي، والتصدِّي لحملات التشويه والتشهير الفرنسية، بالوسائل السِّلمية والقانونية كلها". وذكّر علماء المسلمين الوزير الفرنسي وغيره من قادة النخبة السياسية الفرنسية أن "الإسلام في فرنسا لم يعُدْ ظاهرة مهاجرة، أو ضيفا عابرًا، بل هو عقيدة يدين بها اليوم عُشْر الفرنسيين، كما أنه ديانة عالمية يؤمن بها خُمْس البشرية، وليس أمام النُّخب السياسية الفرنسية سوى أحد خيارين: إما القبول بالإسلام جزءًا من ثقافة فرنسا وهُويَّتها، وبالمسلمين مكوِّنًا من مكونات النسيج المجتمعي الفرنسي، واحترام مشاعر المسلمين عبر العالمن وإما الاستمرار في التضييق على الإسلام، والتمييز ضد المسلمين، واستفزاز الأمة الإسلامية بتصريحات فجَّة خرقاء، ثم تحمُّل مسؤولية ذلك ونتائجه، على الاقتصاد الفرنسي، وعلى مكانة فرنسا المنْحسِرة، وعلاقاتها المتوتِّرة بالعالم الإسلامي، والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل"، حسب البيان. يشار إلى أن الموقعين على البيان هم: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، دار الإفتاء الليبية، اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا، مجلس الدعاة في لبنان، دار القرآن والحديث أمريكا، منتدى العلماء، رابطة علماء فلسطين، رابطة علماء أهل السنة، مجمع الخلفاء الراشدين، رابطة الأئمة والدعاة في السنغال، مركز تكوين العلماء بموريتانيا، هيئة علماء المسلمين في العراق، هيئة علماء المسلمين في لبنان، وقف بيت الدعوة والدعاة في لبنان، رابطة علماء المسلمين، رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق، الرابطة العالمية لفقهاء الأمة، هيئة علماء فلسطين، المجلس الإسلامي السوري، رابطة العلماء السوريين، هيئة أمة واحدة، رابطة علماء المغرب العربي، جمعية علماء ماليزيا، هيئة علماء اليمن، هيئة علماء ليبيا، رابطة علماء إرتريا، مجلس شورى علماء الحزب الإسلامي بماليزيا، جماعة عباد الرحمن السنغال.

تصريحات الوزير الفرنسي

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، اعتبر في تصريحات أدلى بها الجمعة أن "الإسلام السني أكبر تهديد لفرنسا وأوروبا". وقال دارمانان، إن "لإرهاب الإسلامي السني هو أبرز تهديد لفرنسا وأوروبا"، داعيا الولايات المتحدة إلى "تعاون مشترك من أجل مكافحة الإرهاب لا سيما قبل استضافة باريس أولمبياد 2024 الصيفي"، حسب تعبيره. وأضاف: "أتينا لنذكرهم أنه بالنسبة إلى الأوروبيين ولفرنسا، الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السني، والتعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات هو ضروري للغاية". وفي أكتوبر 2021، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى التوقيع على ما أسماه "ميثاق علماني"، زاعمًا أن "الدين الإسلامي يعيش أزمة عالمية". وادعى ماكرون أن "الدين الإسلامي يعيش أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم، وأن ذلك مرتبط بالخلافات مع الأصوليين"، مضيًفا أنه "على فرنسا أن تكافح الانفصالية الإسلاموية، وتعزيز العلمانية وترسيخ مبادئ الجمهورية الفرنسية".اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook