تواصل - فريق التحرير:

حذرت دراسة من أن مدينة لوس أنجلوس الأمريكية قد تكون معرضة لخطر زلزال كبير.

وجاء ذلك بعد أن رصد علماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أكثر من 1200 زلزال ضحل في غضون الأشهر الثمانية الماضية.

واكتشف العلماء الزلازل الضحلة على بعد حوالي ميل واحد تحت السطح، بعد أن درسوا ضاحيتين من ضواحي لوس أنجلوس، وهما: لونج بيتش وسيل بيتش، اللتين تقعان على طول صدع نيوبورت-إنجلوود.

وأشارت دراسات سابقة إلى أن هذا الصدع يمكن أن يصل إلى زلزال بقوة 7.4 درجة، وبطاقة تكافئ حوالي 32 قنبلة ذرية من تلك التي تعرضت لها مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.

الزلازل الضحلة

قالت سوزان هوج، عالمة الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لوكالة "أسوشييتد برس"، إن الزلازل الضحلة يمكن أن تبدو وكأنها "قنبلة تحت مدينة مباشرة".

والزلازل الضحلة وهي التي تحدث على أعماقٍ أقل من 70 كيلومترًا. ويمكن أن تتراكم لإنشاء المزيد من المسارات للزلازل الشديدة التي تنفجر على السطح.

وكانت الزلازل الضحلة قد استعصت في السابق على الاكتشاف من قبل الشبكة الزلزالية الإقليمية بسبب "الضوضاء" الحضرية من السفن وأجهزة الاستكشاف وتقنيات السونار الأخرى.

لكن من خلال التحقيق خلال المساء، حيث تكون مستويات الضوضاء منخفضة، تمكن الفريق من تحديد 1262 حدثًا.

يمتد صدع نيوبورت - إنجلوود على بعد 47 ميلاً من مدينة كولفر جنوب شرق مدينة نيوبورت بيتش، وعند هذه النقطة يتجه الصدع من الشرق إلى الجنوب الشرقي باتجاه المحيط الهادئ.

وتم التعرف عليه لأول مرة بعد وقوع زلزال بقوة 4.9 درجة بالقرب من إنجلوود بكاليفورنيا، في 21 يونيو 1920، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها "منطقة الخطر العالي على السطح قد تكون بالتالي أوسع بكثير مما تشير إليه منطقة "ألكويست بريولو". وهي مناطق تنظيمية تحيط بآثار سطح كاليفورنيا للصدوع النشطة.

اكتشف الباحثون الزلازل الضحلة باستخدام ثلاث صفائف زلزالية عقدية كثيفة تم وضعها مؤقتًا في منطقتي لونج بيتش وسيل بيتش.

وجمع الفريق البيانات بين الساعة 9 مساءً و 5 صباحًا بتوقيت المحيط الهادئ على أمل تصفية الضوضاء من المنطقة المحيطة، والتي أثبتت نجاحها.

وقال يانج إن العدد الكبير كان متوقعًا. وتابع: "الجانب المثير للدهشة هو العدد النسبي للأحداث الضحلة".

كيف تحدث الزلازل الضحلة؟

وتحدث الزلازل الضحلة عن طريق زيادة الضغوط على الصدع ببطء استجابة للحركة البطيئة للصفائح التكتونية، مع بداية انزلاق عندما تتجاوز هذه الضغوط الاحتكاك الساكن.

وحدد البحث أيضًا عيوبًا جديدة بين صدع لوس ألاميتوس وصدع نيوبورت-إنجلوود وشمال صدع جاردن جروف.

وقال يانج إنه لا يوجد دليل على أن الزلازل الضحلة الصغيرة المكتشفة في دراستهم كانت ناجمة عن عمليات النفط والغاز.

ووفقًا للباحثين، فإن صدوعًا أخرى في جنوب كاليفورنيا يمكن فحصها بحثًا عن هذه الزلازل الضحلة جدًا لتوصيف المخاطر الزلزالية بشكل أفضل.

وأوضح يانج: "صدع نيوبورت-إنجلوود بطوله بالكامل، بالإضافة إلى حوض لوس أنجلوس بأكمله، يمكن أن يستفيد من مثل هذه الدراسات".

وتابع: "سيساعد هذا في معرفة ما إذا كانت هناك أخطاء لم يتم اكتشافها في الشبكة الزلزالية الدائمة أو من خلال رسم الخرائط الجيولوجية".

مدينة ألاميدا معرضة لخطر الانهيار

وبينما يركز هذا البحث على منطقة لوس أنجلوس، يشير تقرير من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية صدر هذا الشهر إلى أن منطقة خليج سان فرانسيسكو قد تتعرض لزلزال بقوة 6.7 درجة بحلول عام 2030، وقد يكون سكان ألاميدا في طريق الزلزال المدمر.

وكانت المدينة الصغيرة ذات يوم شبه جزيرة، متصلة بأوكلاند من خلال مساحة صغيرة من اليابسة تم تجريفها منذ أكثر من 100 عام لإطالة مضيق الشحن.

في تصريحات إلى صحيفة "باي أريا"، قالت كريستين جوليت، مدير علوم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن المدينة معرضة لخطر الانهيار على نفسها عندما يضرب الزلزال في النهاية - مع استعداد ألاميدا لتحمل وطأة الكارثة.

وأضافت، "إن المواطنين يمكن أن يروا مجتمعهم ينهار قبل عام 2030 إذا لم يتم فعل أي شيء.

وأشارت إلى أن معظم مساحة اليابسة التي يبلغ عرضها ستة أميال معرضة لخطر التميع - وهي ظاهرة تحدث في ظل الاهتزاز الشديد الذي يتسبب في فقدان التربة المغمورة بالمياه قوتها والتصرف كسائل.

وحذرت كذلك من أن المستنقعات الرطبة التي تم ضخها من قاع خليج سان فرانسيسكو في الجزء الأول من القرن الماضي لم يتم تعبئتها على الأرجح بشكل صحيح - مما أدى إلى مزيد من القلق.

وتابعت شارحة: "ما يحدث هو أنهم يجرون المواد من البحر أو الخليج القريب، الذي يحتوي على مزيج من الطين والطمي، ثم يضعون ذلك دون ضغطه بشكل مناسب".