تواصل – فريق التحرير:

بعد ساعات من المعارك والاشتباكات وضعت الحرب أوزارها بين أذربيجان وأرمينيا، حيث وافقتا على وقف إطلاق النار والمواجهات التي اندلعت مساء أمس.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء، أن وزيري الدفاع الروسي والأرميني اتفقا على خطوات لوقف القتال بين أرمينيا وأذربيجان، مشيرة إلى أن رئيس وزراء أرمينيا أجرى اتصالات مع الرئيسين ماكرون وبوتين ووزير خارجية أمريكا بشأن المواجهات الحدودية مع أذربيجان.

أمريكا تدعو الطرفين لوقف إطلاق النار

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن قلق واشنطن إزاء اندلاع اشتباكات على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، داعيًا البلدين إلى وقف الاشتباكات الحدودية وبشكل فوري.

سقوط ضحايا أرمن في الاشتباكات

فيما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن سقوط ضحايا بين صفوف قواتها خلال اشتباكات على الحدود مع أذربيجان، نافية أن تكون قواتها هي من بدأت الهجوم على أذربيجان، مؤكدة أنها ردت بتبادل كثيف لإطلاق النار على استفزازات أرمينية.

ناجورنو كاراباخ تقصف أرمينيا بالمدفعية والطائرات

ومساء أمس، اندلعت اشتباكات حدودية بين الجارتين، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، أن القوات المسلحة الأذربيجانية بدأت بقصف أراضي البلاد بالمدفعية وتستخدم الطائرات بدون طيار.

يذكر أن إقليم "ناجورنو كاراباخ" معترف به دوليًا كجزء من أذربيجان، ومع ذلك، فإن المنطقة تضم سكانًا في الغالب من الأرمن وتحكمها بحكم الأمر الواقع سلطات جمهورية ناجورنو كاراباخ المعلنة ذاتيًا.

سر الصراع المستمر بين البلدين

وتعود جذور الصراع إلى أكثر من قرن مضى، حين كانت المنطقة مسرحًا للتنافس على النفوذ بين المسيحيين الأرمن والمسلمين الترك والفرس.

وفي أوائل عشرينيات القرن الماضي، وضمن سياسة فرِّق تسد في المنطقة، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أسس النظام السوفيتي منطقة حكمًا ذاتيًا في ناجورنو كاراباخ تسكنها أغلبية أرمينية داخل حدود جمهورية أذربيجان السوفيتية.

حرب دموية انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وهدنة

وقرب نهاية الحكم السوفيتي نهاية الثمانينيات، دخلت القوات الأذربيجانية والانفصاليون الأرمن في حرب دموية انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وهدنة عام 1994، غير أن المفاوضات فشلت في أن تقود للتوصل إلى معاهدة سلام دائم حتى اليوم، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلنت "كراباخ" نفسها جمهورية مستقلة، مما أدى إلى تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب شاملة، أدت إلى نزوح نحو مليون شخص.

الأمور تسير تاريخيًا إلى طريق مسدود

وفي عام 1994، تم التوقيع على وقف لإطلاق النار بوساطة روسية، لتصبح كاراباخ ومساحات من الأراضي الأذرية في هذا الجيب تحت السيطرة الأرمينية، ومنذ التوصل للهدنة تسير الأمور في طريق مسدود ما بين الأذريين الذين يشعرون بالمرارة لخسارتهم أرضاً يرونها حقاً لهم، والأرمن الذين لا يبدون أي استعداد للتخلي عنها.

مساعي دولية للتوسط من أجل وضع حد للنزاع

وتتولى روسيا وفرنسا والولايات المتحدة رئاسة ما يعرف بمجموعة "مينسك"، ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تبذل مساعي للتوسط من أجل وضع حد للنزاع.