الجمعة، 02 ذو القعدة 1445 ، 10 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

التساهل في تجاوز الميقات

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الحمد لله وحده ،،، أما بعد :
حج بيت الله الحرام من أركان الإسلام ومن شعائره العظام و الله يقول ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب  ) فالواجب على المسلمين عموما و على من يقصد الحج خصوصا أن يعظم تلبسه و إحرامه بالحج ومن ذلك أن يكون الإحرام من المواقيت المحددة بنص الكتاب و السنة ، ولذا يجب على الحاج أن يكون إحرامه من الميقات .اضافة اعلان
ومن أخطاء بعض الحجاج تساهلهم في الإحرام من الميقات والأشد من ذلك و أعظم أن يتعمد تجاوز الميقات بحجة أن أمامه نقاط التفتيش الأمنية و التي ستمنعه من تجاوزها إذا لم يكن معه التصريح الرسمي للحج .
و إني لأتعجب من هذا الفعل من البعض - هداهم الله - إذ كيف يرتكبون هذه المخالفة الصريحة للكتاب والسنة  بحجة تجاوز نقطة التفتيش ، علما أن غالب من يرتكب مثل هذه المخالفة إنما فعله سنة - اقصد أن غالب حجه نافلة و ليس فريضة - فسبحان الله من شخص يرتكب محرما ليعمل سنة .
و قد جاء رجل للإمام مالك يسأله عن إحرامه قبل الميقات ( من باب الاحتياط ) فقال الإمام مالك رحمه الله : أخشى عليه الفتنة التي يقول الله فيها ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .
فكيف بمن يتعمد ذلك والله المستعان . بل بعضهم يتحايل في ذلك ممن يسكن دون المواقيت فيذهب لمكة قبل الحج ويقيم فيها أكثر من أربعة أيام ثم يقول أنا الآن قد أقمت في مكة فالإحرام يكون من سكنه في مكة حتى يسلم من مساءلة نقاط التفتيش ، وهذا تحايل عجيب .
و أقول على أولئك أن يتقوا الله تعالى في أداء مناسكهم على أتم وجه وعلى وفق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( خذوا عني مناسككم )
و الكفارة في هذا التجاوز لا يعني ذلك التساهل في ارتكاب المحظورات ، وهذا شبيه بمن يقول سأعصي الله تعالى ثم أتوب إلى الله جل وعلا . فلينظر الحاج إلى عظمة من عصاه و لا ينظر إلى صغر المعصية وانه يمكن أن يكفر عنها .
وربما يخف الأمر ممن يكون حجه لأول مرة ، بخلاف من يكرر الحج كل عام .
و أقول أخيرا على الجميع أن يسمعوا ويطيعوا لتعليمات ولاة الأمر و التي هي في صالح الجميع وعلى من حج من قبل أن يصرف نفقة حجة في مجالات خيرية أخرى ربما كانت فائدتها أعظم .
أسأل الله أن ييسر للحجاج حجهم و أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال ، وصلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook