الإثنين، 12 ذو القعدة 1445 ، 20 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«مطلق المريشد».. مهندس كيمياء نووية رفضت والدته أن «يبيع الحليب»

Screenshot_5
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل– عبدالله آل غصنة:

برزت شخصية المهندس مطلق بن حمد المريشد على سطح مجتمع الأعمال مؤخراً من بوابة عملاق الصناعات البتروكيماويات "سابك" حيث صنف كثاني رجل تنفيذي في الشركة، بعد المهندس محمد الماضي، كما عرف بشكل لافت بين أوساط مجتمع الأعمال السعودي إبان طفرة الأسهم السعودية متحدثاً عن الشركة وواقعها عبر الفضائيات والصحف.

اضافة اعلان

ويشغل "المريشد" حالياً الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية، بعد مشوار طويل مع شركة "سابك" من موظف تشغيل إلى أن تدرج وظيفياً ووصل لرئاسة شركة (صدف)، ثم عين رئيساً لشركة حديد، ثم انتقل للعمل في "سابك" كمدير للخدمات المشتركة، ثم نائب رئيس المالية في "سابك"، وكان اللاعب والرقم الصعب في تأسيس شركات مثل: "كيان"، و"ينساب" وغيرها ويرأس مجلس إدارات عدد من الشركات، ورئيس مجلس إدارة معهد مجالس إدارات الشركات الخليجي.

الكثيرون لا يدركون أن "المريشد" يمتلك مؤهلات عليا وسيرة ذاتية وعلمية مميزة، فهو مهندس فيزياء نووية تخرج في كبريات الجامعات الأمريكية العريقة، إذ حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد الشهيرة، وعلى درجة ماجستير العلوم في الهندسة النووية من جامعة برنستون التي تعد من أشهر الجامعات الأمريكية التي كان العالم ألبرت أينشتاين يدرس فيها، بعد أن كان قد حصل على درجة بكالوريوس العلوم في الفيزياء النووية والرياضيات من جامعة دنفر.

يقول عنه الكاتب والمحلل الاقتصادي فضل البوعينين: المهندس مطلق المريشد أحد الاستثناءات المضيئة في السوق السعودية، تجده موضحاً، ومنافحاً عن "سابك" في أشد الظروف، لا يتوارى عن الأنظار، ولا يختفي حين يبحث عنه الإعلام. شخصية كاريزمية تجمع بين المعرفة والكفاءة، والقدرة على إحداث التغيير، والتطوير في قطاعات الإنتاج، المال، والإعلام الاقتصادي أيضاً. أعتقد أنه من القلة الذين لم تستطع قيود الأنظمة تكبيلهم عن قول ما يُريد بلغته البسيطة القريبة من العامة، لا (التَصَنُع).

ويضيف: "المريشد من الكفاءات القليلة التي يمكن أن يُعول عليها في خطط التطوير الشامل، وإعادة الهيكلة، ووضع الاستراتيجيات الوطنية الطموحة خصوصاً في قطاعات الإنتاج، الأكثر أهمية للوطن والمواطنين".

ويرى الكثير أن المنهجية التي تبعها المهندس "المريشد" جعلته غير محبب، ومصنفاً من ضمن قائمة المتعالين والمكروهين من قِبل القوى العاملة في الشركات التي أحضر إليها ليحسن بيئة العمل فيها، إلا أنه كان يؤكد أنه يعمل بعيداً عن الواقع وبعيداً عن العواطف الإنسانية في العمل، ولكنه يضع نصب عينيه أنه لا يظلم أحداً ولا يسمح من يظلم الموظف، فمن يستحق لا بد أن يحصل على حقوقه كاملة ومن يهمل عليه تحمل عواقب إهماله، فإدارة العمل وبخاصة الصناعي لا بد أن يكون الحزم والإنتاجية عنوانه.

في هذا الشأن، يقول المهندس المريشد: عندما تم اختياري كرئيس لشركة حديد من قِبل الرئيس التنفيذي المهندس محمد الماضي، حيث كان هناك مشاكل مالية وإدارية في الشركة تحتاج لعلاج، وبعد أن باشرت العمل وجدت أن هناك عمالة فوق الحاجة فكان أول شيء خططت له الاستغناء عن الأجانب، وكنت في ذلك الحين متزوجاً من ألمانية، وكانت تلقى مضايقات أينما تذهب من زوجات من استغنيت عنهم عندما تقابلهم في الأسواق وأماكن تجمعهم.

وأضاف: كانوا يصفونني بأني عنصري، ولكن الحقيقة أني أعمل لمصلحة وتحقيق هدف جئت من أجله في شركة حديد، وكذلك كان هناك مشاكل إدارية في الشركة ومناصب قيادية للسعوديين وهي غير معقولة، حيث عملت على تخفيضها، ووضع هرم إداري جديد.

وتابع: من الملاحظات عندما بدأت العمل في الشركة كان هناك من المديرين العاملين من يتأخرون عن العمل بشكل يومي، فتوجهت لبوابة الأمن حيث مدخل الموظفين، كنت أهدف أن يراني هؤلاء المديرون وأنا رئيس شركة أتواجد قبل الجميع، وبالفعل شعروا بذلك وأصبحوا ينتظمون في المواقيت.

وبين "المريشد" أنه يكره بيئة العمل التي يعيش القياديون فيها في معزل وأبراج عاجية عن غيرهم من الموظفين حيث قال كان المديرون العموميون في الشركة يغلقون أبوابهم كأنهم في معزل عن الآخرين، وفي أول يوم باشرت فيه العمل أخبرت مدير مكتبي أنه لا يغلق باب مكتبي، وفي أحد الاجتماعات مع مديري العموم في الشركة تحدثت معهم بأنه غير محبب إقفال المكاتب، فأكد البعض منهم أننا مديرون وهذا الوضع السائد فقلت لهم، والوضع سيتغير وبالفعل بدأ البعض منهم في ترك الأبواب مفتوحة، بينما كان البعض منهم يصر عندها أخبرتهم بأنني سأبلغ مدير الصيانة في الشركة بإحضار العمال، وخلع أي باب يكون مغلق وفي اليوم التالي وجدت كل الأبواب مفتوحة.

ويحكي "المريشد" قصة حدثت في مطعم الشركة فيقول: عندما ذهبت لتناول وجبة الغداء لاحظت أن المطعم ينقسم لقسمين، الأول مخصص للموظفين والآخر للمديرين والمسؤولين في الشركة وهو أمر أزعجني جداً، حيث أمرت بأن تزال الحواجز ومن أراد أن يأكل فليأكل بين الموظفين كأسرة واحدة.

كما بين أنه عندما كان رئيساً لشركة "صدف" التابعة لسابك فصل موظفاً سعودياً بسبب عدم التزامه رغم تحذيره كثيراً، وفي يوم كان "المريشد" متوجهاً للسفر عبر مطار الرياض، وكان هناك مشكلة في الحجز، وتدافع المسافرون وفجأة سمع من ينادي عليه بصوت عالٍ (أبو حمد) وتقرب منه فقال ألم تعرفني فقال له لم أعرفك، فقال أتذكر الموظف الذي فصلته من "صدف" أنا هو، وكان هو مدير المحطة فقلت: نعم تذكرت وكنت وقتها محرجاً ولكنه بادر لأخذ تذكرتي وعمل لي درجة أولى، وقال أود أن أشكرك على فصلك لي وقد كنت أستحق ذلك وأنت لم تظلمني وأنا كنت غير مرتاح للعمل في الجبيل، حيث إني من الرياض وأهلي هنا ولكن فصلك لي فتح أمامي الفرصة للعمل والتطوير حتى وصلت لما أنا عليه.

ومن القصص الطريفة في حياته أنه عندما كان في شركة حديد ومضى على عمله عامان جاءه اتصال من رئيس تنفيذي لإحدى شركات يطلب منه العمل لديهم، فقال كنت أحرص على استشارة والدتي في الكثير من الأمور، وعرضت عليها ذلك فقالت لي: ذهبت لأمريكا ودرست ووافقنا، واشتغلت هناك ووافقنا، وفي الصناعة وافقنا، ولكن اليوم تريد العمل بياع حليب هذه لست موافقة عليها.

وقال: بالفعل رفضت العرض واستمررت في عملي في "حديد" حتى انتقلت للعمل الإداري في "سابك"، وأسهمت في الكثير مما أرى أنها إصلاحات نجحت فيها، وكان الكثير من الاقتصاديين ينتقدونني بشدة، ولكن في النهاية وجدوا أني كنت على حق في القرارات التي اتخذتها سواء في تقليص النفقات التي كانت أمراً واقعاً أو غيرها.

ويؤكد المهندس "المريشد" في نهاية حديثه أهمية العلاقات الإنسانية، خصوصاً في العمل، لكن دون أن يؤثر ذلك على المصلحة العامة للعمل.

وأوضح أن القيادي لا بد أن ينهج العدل والإنصاف بين الموظفين، وعدم ظلم أحد أو التعالي عليه، كما عليه إغلاق باب المحسوبية والعلاقات الشخصية.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook