الجمعة، 24 شوال 1445 ، 03 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قصة غلام أصحاب الأخدود

story-owners-groove-lesson
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - زاوية الطفل  

كان هناك ملك يعيش في مملكةٍ بعيدةٍ، وفي زمانٍ بعيد جدًا، وكان لذلك الحاكم ساحر.

اضافة اعلان

وتقدّم الساحر بالعمر، وطلب من الملك غلامًا صغيرًا؛ يعلمه فنون السحر ليصبح خليفةً له بعد موته.

فأحضر الملك غلامًا ذكيًا؛ ليعلمه الساحر فنون السحر، وأصبح الغلام يذهب للساحر كل يومٍ ليتعلّم منه، وكان هناك راهب في طريق الغلام، فتعرّف عليه الغلام.

أعجب الغلام بالراهب كثيرًا، وأصبح يتردّدُ عليه كل يومٍ أثناء عودته من عند الساحر، فراح الراهب يكلّم الغلام عن الله وقوته وجبروته، وأنّه هو الخالق والقادرٌ.

 ويذهب الغلام للساحر؛ فيكلمه الشعوذة وخداع الناس والتعامل مع الشياطين وأنّه بالسحر يمكنه أن يفعل كلّ شيء ويعلمه هذه الأمور.. فأصيب الغلام الصغير بالحيرة.

وكان لزامًا على الغلام أن يختار طريقًا من اثنين، إمّــا طريق الراهب أو طريق الســاحر.

وذات يومٍ وبينما كان الغلام يسير في الطريق، إذ فاجأته دابّةٍ كبيرة تحولُ بين الناس والطريق، وتعطّل الوصول للجانب الآخر.

تذكّر الغلام كلام الراهب، ودعا الله ليساعده، ورمى الدابّة بحجرٍ فأصابها، فوقعت أرضًا، فأدرك صدق الراهب، وأتاه على الفور ليخبرهُ بما حصل، فأخبره الراهب بأن هذا من توفيق الله.

أخذت شعبية الغلام تتّسع بين الناس، فقد منّ اللهُ عليه بمعالجة الناس من الأمراض كالعمى والبرص بأمره، وكان ذلك سببًا في اقتراب الناس من الله أكثر، لأنّ الغلام كان دائمًا ما يخبرهم بأنّ الشافي هو الله وليس هو.

وكان من بين هؤلاء الذين شفاهم الله على يد الغلام جليس الملك، وكان من المقربين منه وقد شفاهُ الله من العمى.

شاهد الملك صديقهُ قد عاد لمجلسه مُعافًا؛ فأصابتهُ الحيرة، فأخبرهُ بأنّ الغلام هو السبب في علاجه، وأن ما حدث لم يكن بالسحر بل بقدرة الله تعالى.

فغضب الملكُ من ذلك الكلام، فهو يدّعي الألوهية، ويخبر جميع من في المملكة بأنّ كل شيءٍ فيها بأمرهِ هو .. وعذّب الرجلُ الذي شفي من العمى عذابًا شديدًا لكلامه.

وأمر بالغلام، فأتى الغلام، وقال مثل ما قال الرجل، بأنّ الشافي هو الله وحده، وأنّه الوحيد المستحق للعبادة، فقام الملك بإغراق الغلام في بحر العذاب حتّى دل على الراهب.

عذّب الملكُ الجليس والراهب لعلّهم يعودوا لصوابهم ولدينهم، إلّا أنّهما تمسّكا بالله فقتلهما الملك .. وجاء دور الغلام.

فطلب منه الملك أن يرجع عن دينه، فأبى الغلام إلّا التمسّك بالله، فأمر الملكُ جنوده بأخذه ورميه من فوق أحد الجبال القريبة، وما أن وصلوا للجبل حتّى ارتجّ فوقع كلّ من كان عليه إلّا الغلام.

وعاد الغلامُ للملك سليمًا مُعافًا وأخبره قائلًا: “لقد كفاني الله جنودك أيها الملك” فطلب منهم أخذه للبحر وإلقائه فيه، وأغرق الله جنود الملك ونجى الغلام بقدرة الله.

وعاد الغلامُ للملك من جديد، فصدم الملك ممّا رأى من الغلام، وهنا أخبرهُ الغلام بأنّهُ لن يتمكّن من قتلهِ إلّا بذكر اسم الله، وأن يرميه بسهمٍ من كنانته بعد جمع الناس في مكانٍ واحد.

وجاء اليوم الموعود، فاجتمع الناسُ بصعيدٍ واحد، والغلام مربوط بجذع شجرة، فقال الرامي : “باسم الله رب الغلام” وأطلق السهم فأصاب الغلام ووقع ميتًا على الأرض .. فثار الناسُ على الملك!.

وآمن كل من رأى المشهد بالله وحده، وكفروا بالملك وبسحرته، فأصاب الملكُ الجنون والغضب من ذلك، وألقى الشيطان إليه بفكرة خبيثة، وهي إقامة أُخدود عظيم (حفرة كبيرة جدًا)، وأن يُشعل بها النيران العظيمة، ويُلقي فيها كل من لا يرجع عن دينه.

وبدأ الجنود بتنظيم الناس، وألقوا في الأخدود كل من لا يرجع عن دينه بعد أن يسألوه، هل سترجع؟

وكان من بين هؤلاء الذين أُلقوا في الأُخدود امرأةً تحملُ على يديها طفلًا رضيعًا، فسألها الجندي : “هل سترجعين عن دين الله” .. فبكت المرأة خوفًا على الطفل.

ولكن يشاء الله أن يُنطق ذلك الغلام ليكون واحدًا من الأطفال الذين تكلّموا في المهد .. فقال لأُمّه: “اصبري يا أُمّاهُ.. فإنّك على الحق”.

فسجل القرآن القصة في سورة البروج..

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook