تواصل - فريق التحرير:
يُشكّل المسلمون نحو 43 من تعداد سكان كوت دي فوار البالغ 20مليون نسمة، غالبيتهم العظمى من أهل السنّة والجماعة، ويتبعون المذهب المالكي.
ويعود دخول الإسلام إلى كوت دي فوار، أو ساحل العاج إلى القرن الحادي عشر الميلادي، على يد التجار المسلمين الذين قدموا من دولة مالي، ونشطوا في نشر الدعوة في النطاق الجنوبى بها.
شكاوى من التهميش
وعلى الرغم من كتلتهم الكبيرة، إلا أن المسلمين يشكون من التهميش، إذا لايحظون بتمثيل قوي في السلطة، فضلاً عن غياب الاهتمام بالمناطق التي تمثل تجمعاتهم السكانية في شمالي البلاد.
الأمر الذي يرجعه مراقبون إلى تركيز الاستعمار الفرنسي جهوده على تهميشهم بسبب دورهم البارز في مقاومة تغلغله في المنطقة. في المقابل، انشغل المسلمون بحماية هويتهم الدينية، وانصرفوا أكثر إلى الاهتمام بنشر الإسلام.
ويعد الرئيس الحالي للبلاد الحسن وترا هو أول رئيس مسلم يحكمها منذ زول الاستعمار الفرنسي قبل أكثر من ستة عقود، وعلى الرغم من ذلك فإنه من غير المرجح أن يخلفه مسلم في منصبه.
وظلت السلطة حتى حقبة تسعينات القرن الماضي لاتعترف بأعياد المسلمين الدينية باعتبارها أعيادًا رسمية في البلاد، على الرغم من مطالبة المسلمين بذلك على مدار عقود.
اقرأ أيضًا:
أخلاق الصيام.. مساجد بريطانيا تقدم وجبات إفطار لغير المسلمين
استعداد مبكر لقدوم رمضان
وكغيرهم في دول العالم، يبدأ استعداد المسلمين في هذا البلد مبكرًا لاستقبال شهر رمضان، وذلك من خلال تهيئة وتجهيز المساجد لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان.
ويطلق العاجيون المنتسبون إلى سلالات قبائل من مالى وبوركينا فاسو وغينيا وساحل العاج على شهر رمضان اسم "سون كالو" ويعنى "شهر الصوم". وهو الشهر الواقع بين "سونكالو ماكونو" أى شهر انتظار الصوم، و"ميكالو" شهر شراب "شوال".
وفي الواقع تبدأ الاستعدادات مبكرًا في شهر شعبان، مع التركيز بشكل خاص على فقه الصيام.
ويخرج سكان القرى حاملين المشاعل، ويتجهون بها إلى السواحل والقرى المجاورة، ويضربون بالطّبول إعلانً بقدوم رمضان، كما يضربون الطبول لإيقاظ الناس وقت السّحور.
ومنذ اليوم الأول من رمضان، تكتظ المساجد بروادها الذين ثم يعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، حيث تقام حلقات الذّكر، وجلسات تلاوة القرآن مع تفسيره.
وتعد وجبة المديد، والثريد، والحساء من أهم الأطعمة الرئيسية على المائدة، أما وجبة السحور تكون الأرز أو الحصيد، بالإضافة إلى اللحوم والفواكه والحمضيا.
وتشمل المشروبات عصير الزنجبيل، والأناناس وبعض الفواكه، كالبرتقال والتفاح واليوسفي، والخضراوات، بالإضافة إلى الشاى الذى يحرصون على تناوله فى وجبة السحور.
اقرأ أيضًا:
خلال شهر رمضان.. مسارح بلجيكا “تحذر” المسلمين من “العري”
الصلاة والصدقة
بعد تناول الإفطار، يتوجه المسلمون إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، وعقب الصلاة، يجتمع أهل المسجد أو أبناء القرية أو الحي، للاستماع إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية.
كما تكثر الصدقات وأعمال الخير، حيث تقوم المساجد بجمع التبرعات لتوزيعها على ذوي الحاجات في الأحياء الفقيرة.
وتزداد أعمال الخير بخاصة في العشر الأواخر من رمضان، ويحرص العاجون في نهاية الشهر على إعداد ولائم ضخمة تجتمع حولها القبائل فرحة بتوفيق الله لهم للصيام، ويصلي المسلمون معًا في ساحات واسعة.
ويقضي المسلمون أيام عيد الفطر في زيارات الأصدقاء والأهل وتبادل الهدايا.
