تواصل ـ فريق التحرير:

في أطول سيول تجتاح البلاد بسبب سلسلة فيضانات واجتياحات مائية مرعبة في باكستان، سببتها أمطار موسمية غزيرة وغير منتظمة، أدت إلى مقتل 982 شخصا حتى الآن.

وتسببت الكارثة أيضا في نزوح 33 مليونا آخرين، معظمهم من مناطق فقيرة جنوب البلاد وفي الجنوب الشرقي بشكل خاص، وفقا لبيان صدر اليوم عن مكتب رئيس الوزراء.

من جانبه ناشد الرئيس الباكستاني الدكتور عارف علوي شعب بلاده والمقيمين في الخارج والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات للمتضررين من الفيضانات العارمة التي اجتاحت باكستان.

خادم الحرمين يوجه باستثمار المملكة مليار دولار في جمهورية باكستان

“الخارجية” تُعرب عن تضامن المملكة مع باكستان جراء الأمطار والفيضانات والسيول

باكستان تعلن حالة الطوارئ وتضرر ملايين الأشخاص جراء الفيضانات

وأوضح في بيان صادر عن القصر الرئاسي الباكستاني اليوم أن الأمطار الغزيرة غير المسبوقة والفيضانات الناتجة عنها سببت خسائر بشرية وأضرت بالمحاصيل الزراعية، وأثرت على الطرق والجسور والسدود المائية، وعطلت البنية التحتية للاتصالات والنقل، مما جعل جهود الإنقاذ والإغاثة صعبة.

مأوى وغذاء عاجل

وطلبت باكستان مساعدات دولية وجميع الحكومات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية والمتطوعين إلى تقديم خبراتهم لإنقاذ وإخلاء وتأهيل المتضررين من خلال توفير المأوى والغذاء والمرافق الطبية لهم.

من جهة أخرى لقي 45 شخصا مصرعهم خلال الـ 24 ساعة الماضية جراء السيول والفيضانات في أنحاء مختلفة من باكستان، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 982 قتيلاً منذ بدء هطول الأمطار الموسمية الحالية، وذلك وفق بيان صادر عن الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث الطبيعية.

30 مليون في العراء

وأعلنت السلطات في باكستان، حالة الطوارئ وتضرر ملايين الأشخاص جراء الفيضانات التي اجتاحت مناطق مختلفة من البلاد. وأوضحت الحكومة، أنها أعلنت حالة الطوارئ من أجل التعامل مع الفيضانات الموسمية التي أثرت على أكثر من 30 مليون شخص، مؤكدة أن رئيس الوزراء ألغى رحلة كانت مقررة إلى بريطانيا، للإشراف على الاستجابة للفيضانات وأمر الجيش باستخدام كل الموارد المتاحة في عمليات الإغاثة.

وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الجمعة أن أكثر من 900 شخص قتلوا هذا العام، من بينهم 34 في الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة الأمطار الموسمية التي بدأت في يونيو.

وأكدت وزيرة التغير المناخي الباكستانية، أن حوالي ثلاثين مليون شخص تضرروا بشكل مباشر من الفيضانات الحالية التي تعد الأقوى منذ عقود، في حين ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 913 قتيلاً.

أمطار غير مسبوقة

وشهدت باكستان خلال الفصل الحالي زيادة غير مسبوقة في هطول الأمطار، وبات الوضع مقلق للغاية خصوصاً في إقليمي بلوشستان والسند والمناطق الشمالية من البلاد.

وما يهطل من أمطار غير مسبوقة، في منطقتي بلوشستان والسند بشكل خاص، أدى "إلى انقطاع السبل بملايين لا يزالون ينتظرون المساعدة في مناطق يتعذر الوصول إليها"، وفقاً لما ذكرت وكالة الطوارئ الوطنية، في تقرير قالت فيه إن من المتوقع هطول المزيد من الأمطار في السند وبلوشستان.

فيما ناشدت باكستان المجتمع الدولي لمساعدة بلادها في جهود إغاثة المتضررين من الفيضانات العارمة التي ضربت عدة أقاليم أبرزها البوشستان.

في الوقت نفسه، ناشدت السلطات الشعب الباكستاني بما فيهم الباكستانيين المقيمين بالخارج بتقديم تبرعات لمساعدة ضحايا الفيضانات، مشيرة إلى أنها فتحت حساباً لجمع التبرعات التي سيتم استخدامها في تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة.

فيضان الأنهار

وقال كبير مسؤولي الأرصاد الجوية، ساردار سارفراز، إن الأنهار التي فاضت على ضفاف المناطق المنكوبة "تدمر المنازل والجسور والطرق والبنى التحتية"، فيما وجه رئيس الوزراء شهباز شريف قوات الجيش لمساعدة الإدارات المدنية، وأفاد مكتبه أن المستشفيات التي رفعت مستوى التحذير وطلبت الدعم الدولي.

ويستمر موسم الأمطار عادة من يونيو إلى سبتمبر كل عام، وهو ضروري لري المحاصيل وملء البحيرات والسدود في كافة أنحاء شبه الجزيرة الهندية، لكنه يحمل معه موجة من الدمار، زادت هذا العام من عنفها، بعد أن هطلت أمطار غزيرة على أجزاء كبيرة من البلاد مجدداً، خصوصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما أدى إلى مقتل ما يقارب الألف شخص وتشريد أكثر من 30 مليون باكستاني.